اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لسان التوحيد
اعتاد أجدادنا الأقدمون، تزويج أبنائهم قبل تجاوزهم سن المراهقة. خوفا عليهم من الانحراف، ووقاية لهم من تأثير الأجواء السلبية المحيطة بهم. فاقبل مثلهم على الزواج، ولكن بشراهة غريبة.
لم يكن له طموحات - ولم يمتلك تطلعات، يصرف فيها طاقته الزائدة. ولم يكن يهتم بتربية نفسه وتثقيفها، ولو بالحد الأدنى. الذي يحفظ به ماء وجهه، ويزيل عنه فضيحة جهله أمام الاخرين. فكان كالبهيمة المربوطة، همها علفها، أو السائبة همها تقممها.
لم تستطع زوجته مواكبة رغبته الغرائزية الجامحة، التي جعلت منه وحشا لا يمكن ترويضه. ولم تتمكن من أرضاء ذلك الجوع الكافر. فاثر ذلك على نفسيتها، وحطم طبيعتها الهادئة. فتحملته وصبرت على نزغه. لكنه تركها وتغافل طيب عشرتها، متزوجا بغيرها. وهجرها وحيدة تائهة، وفي أحضانها طفل صغير. نسيه وهو في أمس الحاجة، إلى الرعاية الأبوية.
لذا ابتلاه الله العزيز الحكيم، بكثرة العيال. توسعت أفواههم، طالبة للمزيد من الطعام. وازدادت أحجامهم، متطلعة للجديد من الملابس. فاتجه سعيا لتأمين متطلبات معيشتهم، تاركا تربيتهم في يد والدتهم. التي لم تكن أكثر فهما منه، ولا أكثر علما.
كان مبلغ علمها - واكبر فهمها ما لقنه والديها لها. من الدين إقامة الصلاة - وأداء الصيام - إلى ارتياد المجالس الحسينية. ومن الدنيا جمع ما تقدر عليه من مباهجها. تركهم تحت رقابتها، متمثلا ببيت الشعر المأثور "الأم مدرسة إذا أعددتها - أعددت شعبا طيب الأعراق".
حتى أفضى به الحال، إلى عدم المقدرة على التعامل معهم. فعندما كانوا أطفالا، لا يجدون منه ألا القسوة والغلظة عند الزلة. بدل من التوجيه والإرشاد، المصاحب بالحب والحنان.
عندما شارفوا على سن الشباب، أصبح على شفا سيف ذو حدين. أما إجبارهم على أخلاق ميتة بالية، وهم قد خلقوا لزمان غير زمانه. أو تركهم يفعلون ما يشاءون، فينتهي بهم الأمر إلى الضياع.
لم تكن تلك سجية أمير المؤمنين - علي بن أبي طالب(ع). مع كثرة مشاغله، وكونه ساعد الرسول الأعظم(ص) الأيمن أيام حياته. وإماما للأمة وملجأها في حل مشاكلها، بعد وفاته. فكان يقول: علمني رسول الله(ص)، ألف باب ينفتح لي من كل باب ألف باب". ولم يتخلى عن مسئوليته تجاه نفسه، فيهذبها وينميها. فكان يقول: "إن نمت نهارا ضيعت رعيتي، وان نمت ليلا ضيعت نفسي".
لم يقصر دون مهمته، كأب ومربي. فلم يتنازل عنها، ويضعها على كاهل فاطمة الزهراء(ع) وحدها. رغم سعة علمها - وجلالة قدرها. بل كان يشرف على تربية أبناائه بنفسه. فاعتاد أن يجلس زينب(ع) في صغرها في حجره، ليعلمها مبادئ الحياة. طلب منها ذات مرة: قولي واحد؟ فقالت. وعندما طلب منها أن تقول اثنين؟ امتنعت قائلة: اللسان الذي يقول واحد، لا يستطيع القول اثنين. مشيرة بذلك إلى الله تعالى جده.
وفي احد الأيام سألته مع صغر سنها: أتحبنا يا أبي؟ فقال: كيف لا، وانتم ثمرة فؤادي. فقالت: لا يا أبي، الحب لا يكون ألا لله، والعطف علينا. وعندما انتقل إلى الكوفة، طلب منه أهلها السماح لابنته، بتعليم نسائهم. وافق على طلبهم، لثقته بمقدرتها - ولعلمه بمقدار علمها.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية
آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 19-Jul-2009 الساعة 07:42 PM.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اخي الكريم جميل ماتكتب من عبرة هادفة
ثم تستشهد بقادتنا وولاة امرنا لنسترشد بهم
ومن يجاري علم العالمة الغير معلمة السيدة زينب بنت ابيها ع
شكرلك وبارك الله فيك