نقل لي احد علماء العراق سماحة السيد عبد الغني الموسوي حفظه الله تعالى عن والد احد العلماء بانه كان صاحب قافله ياخذ الحجاج الى مكة المكرمة على الابل والخيول والوسائل الاخرى المتوفرة في تلك الايام من النجف الاشرف عن طريق عرعر الى الحج .
يقول المرحوم كنا نذهب في الليالي جنب العشائر الموجودة في الطريق وننام بالقرب منهم خوفا من قطاع الطرق ؛ وهذه طريقتنا لسنين مديدة .
ففي احدى سفراتنا للحج وكالمعتاد توقفنا جنب احدى العشائر لنستريح واذا بخيول ورجال معهم الاسلحة توجهوا نحونا فاصبنا برعب منهم في تلك الصحراء القاحلة ؛ فلما وصلوا الينا قال قائلهم :
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم - 2
شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسرّ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
قال المرحوم الشيخ دليل الحملة :
فلما احاط بنا المسلحون قالوا لنا:
لابد لكم ان تقوموا معنا ؛ فان رئيس العشيرة يطلبكم ليلتقي بكم .
قال لهم الشيخ :
قد تعبنا من الطريق ونحن كالمعتاد ننصب خيمنا جنب العشائر التي في طريقنا خوفا من اللصوص وقطاع الطريق وغدا سنرحل باذن الله تعالى .
قالوا:
مهما يكن دليلكم فلابد من الذهاب لرئيس عشيرتنا .
قال الشيخ:
فعزمنا على الرحيل معهم خوفا منهم ومن سطوتهم وجمعنا الخيم ومتاعنا وذهبنا معهم؛ ولما وصلنا الى خيمة
رئيس العشيرة
واذا بها خيمة كبيرة جدا ومرتبة وفيها من ابناء الرئيس وابناء العشيرة الكثير؛
ورئيس القبيلة
جالس في صدر المجلس ويعلوه الغرور وشموخ الرئاسة .
فرحبوا بنا وادخلونا الى الخيمة .
ولما استقر المقام بنا وجلسنا .
قال رئيس العشيرة:
من هو رئيس القافلة
فقال الشيخ محمد:
انا رئيسهم ؛ لينجي الباقين من الهلكة .
فقال له :
ادنو مني ؛ فذهب الشيخ بالقرب منه وجلس عنده .
فامر رئيس العشيرة بان يجلب لهم الطعام .
فجيئ بالموائدة وفرشت السفر وعليها الاطعمة التي تناسب العشائر الوجيهة واكل افراد القافلة جميعا ؛ وطيبعي للانسان التعبان عندما ياكل الطعام يهجم عليه النوم ؛ السلطان القهار ؛ بينما بدء الشيخ رئيس العشيرة بالانشراح ليحكي لهم بطولاته التي اهّلته لرئاسة العشيرة ؛ وكان ينظر اليهم ليرى اعجابهم بكلامه وبطولاته وصولاته فيفرح ويستانس؛
بينما البطن الشبعان والسلطان القهار لم يدعهم يفهموا ما يقول عن نفسه ؛ بل يتكلفون فتح العيون ويصارعون النفس ليظهروا حسن الاستماع ؛ الى ان غلب النوم عليهم فارداهم صرعى ؛ اضاحي الوسائد؛ وطريحي الفراش
يقول الشيخ محمد رحمه الله تعالى:
بقيت حائرا بين لهفت النوم؛ و ان نمت كاصحابي يمكن ان يسطوا الرئيس علينا جميعا؛ لذلك عزمت متوكلا على الله تعالى ان اجلس لاكون حجابا بين رئيس العشيرة واصحابي؛
رفاق السفر
فقلت للرئيس :
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم - 3
شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
فقلت للرئيس:
تكلم وانا اسمع منك وابديت اعجابي به ؛ ولما اتم كلامه كله واكمل مسرحية البطولة والسطوات التي قد فعلها في حياته والتي جعلته رئيسا لهذه العشيرة
التفت الي وقال:
يا شيخ محمد والان جاء دورك لتكلمني عن رئيس عشيرتك وهل له مثل هذه القدرات التي عندي وهل اغتنم من قبائل اخرى .
وهنا وقع البلاء وزلزلت الارض بي؛ لا اعلم ماذا اقول له؟
واي عشيرة ؟
واي رئيس؟
وانا المسكين قاصد للحج مع رفاقي وقافلتي؛
ولكن في لحظة انتفضت كالاسد الغالب وقلت له :
ومن مثل رئيس عشيرتي افديه بولدي واهلي
قال رئيس العشيرة :
وهل له بطولات كبطولاتي ؟!
فقلت له:
اسمع مني بطولاته وانت احكم فقال :
هات ما عندك عن رئيس عشيرتك .
يقول الشيخ محمد :
احسست بان ال ذاب من بدني وان عيني كانها في رياض الجنان اطلت على نافذة الانوار تسمع من طيور الجنة اعذب الالحان
وبدأت اقص عليه بطولات امير المؤمنين وافديه بعشيرتي ومن في الوجود كله ولم اسميه له فبدأت بواقعة خيبر فاحسست ان هذا الرئيس من حسن الحظ لم يكن قد اسمعوه قطاع السبيل سيرة امير المؤمنين لاخفاء الحق تحت الغيوم ولكن لا بد للسحاب ان ينقشع وتبدو الشمس ساطعة .
وشرحت له بكل حيوية قضية واقعة خيبر وقلع الباب وحمله روحي فداه للباب بيده وجعله
الشافي للمرتضى ج 2 ص 168 :
( 1 ) أشار ابن أبي الحديد إلى ذلك في العينية : يا قالع الباب التي عن هزها . . . عجزت أكف أربعون وأربع - وفي مسند . أحمد ج 6 ص 8 عن أبي رافع مولى رسول الله قال - بعد وصفه قتل علي لمرحب : " ألقاه من يده - يعني الباب - فلقد رأيتني في نفر من سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه " .
وكلما سمع رئيس العشيرة مني فضائل
امير المؤمنين
وعجائبه ازداد شوقا لسماع المزيد وكلما انهيت منقبة صرخ باعلى صوته زدني زدني والله يا شيخ محمد لقد احببت رئيس عشيرتكم
يقول الشيخ محمد وجدت سوق الفضائل لقد تفتحت في وجهها ابتسامات العذراء المخدرة وفاح شذى العرف من ارجاءها فاين اجد من يشتري عطر الولاء ونور مصباح الهدى افضل من هذا الرئيس في وسط الصحراء القاحلة فعرضت بضاعتي والشيخ يتلهف وبين الحين والاخر يصرخ يا شيخ محمد:
والله لقد دخل حب شيخكم في قلبي زدني لا تتوقف _
(كما يفعل اويس القرني معنا هههه )-
والشيخ محمد ينقل له البطولات الى ان حل علينا تباشير الصباح وتهيأنا للرحي قال لي رئيس العشيرة:
يا شيخ محمد والله عشقت رئيس عشيرتكم وارجوك رجاء بحق رئيس عشيرتك ان لا يكون عودتك الا من هنا لاني اريد ان اعطيك هدايا تاخذها الى رئيس عشيرتك وتقول له والله اني احبه من كل وجودي واعماق قلبي .
فقلت له:
على الرحب والسعة
ولكن تحيرت وقلت :
يا علي ادركني بحق البتول ومقامها ؛ عليكم سلام الله ؛
ماذا افعل بالهدايا؟
ثم ان عدت في السنة الثانية حتما يتوقع الهدايا من شيخ ورئيس عشيرتي
ولكن قلت في نفسي ان القضية تخصه هو روحي فداه فسيجعل لي من امري فرجا مخرجا
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم 5
شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
فتحيرت حيرة شديدة ولكن لم اترك الموضوع وانما طلبت منهم طلب وقلت لهم ارجوكم ان تدلوني على قبره وتتركوني في الليل معه ولا اريد ان يبقى احدا عندي ابدا فقالوا:
لا هذا غير ممكن لان :
الصحراء في المقابر هناك ماوى الذئاب ونخاف عليك ان تفترس .
قلت لهم
اذهب وعلى ذمتي لا عليكم ان افترستني الذئاب او اكلتني .
فلما شاهدوني اصر وهم يعلمون بحب ابيهم لي قالوا
اذن نعمل دائرة حول القبر وانت على القبر ونكبر الدائرة حتى نبتعد عنك لا ترانا ولا نراك .
اتفقنا على ذلك وذهبنا في الليل الى القبر وابتعدوا عني كثيرا ولما بقيت لوحدي
بدأت ادعوا الله على قبره واتوسل واقول يارب ارني عاقبة هذا وحياته في البرزخ واثر حبه
لامير المؤمنين
وبكيت كثيرا حتى قرب السحر وتعبت .
فلما ملكنتي عيني ونمت تعبانا واذا برئيس العشيرة امامي ضاحكا مستبشرا وهو يقول:
هاااااااا يا شيخ محمد الان عرفت رئيس عشيرتك ولم تخبرني باسمه وهو
امير المؤمنين علي بن ابي طالب .
قلت له :
وكيف عرفته ؟
قال :
لما اردت ان اموت ما كنت متحسر لا على الدنيا ولا على ما ساترك من رئاستي ووجاهتي فقط كنت اتقطع شوقا لرؤيت رئيس عشيرتك واذا بي ارى انسانا امامي لا استطيع وصفه لجماله وبهائه آنسني قربه؛ واذهب وحشة الموقف عن قلبي ثم ابتسم في وجهي وقال :
انا رئيس عشيرة شيخ محمد انا علي بن ابلي طالب صاحب تلك المواقف التي نقلها لك وكان يتقيك ان يذكر اسمي امامك وحيث انك احببتني فهذا القصر لك واذا بقصر مشيّد واشار لي ان انظر واذا بي ارى ذلك القصر العظيم
ببركة حبه لشيخ عشيرتنا ومن بيده الحساب وهو ملك الاخرة ورئيس هناك؛ بيده الامر والنهي
اللهم لا تحرمنا من حب امير المؤمنين وارزقنا الهيام في حبه وان نؤثره على المال والاهل والولد يارب
(انتظروا قصة عجيبة عن صاحب كتاب عناية الاصول وكتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة بواسطة واحدة ان شاء الله تعالى)