- هيا بنا إلى الخان لا فائدة من الوقوف والانتظار !
:
قال عبد الرحمن باصرار:
:
- لا أبرح حتى أنظر إلى هذا الرجل .. أي رجل هو ..
:
وفي هذه الأثناء ظهر من مكان قريب شاب أسمر يمتطي جواد أدهم و تطلع الناس إليه وقد انتظموا صفين .. كان علي ينظر إلى نقطة واحدة .. توقع عبد الرحمن أنها قريبة من عرف الفرس .. الهدوء والطمأنينة يغمرانه .. لكأن ما يحدث في هذا العالم لا يعنيه .. لم يكترث لكل هذه العيون التي تتطلع إليه و لا يبدو عليه أنه يواجه خطر القتل في قصر طاغية... أرعن... يسوس الأمور وفق هواجسه و مخاوفه .. مثل نبع بارد يتدفق ماءً زلالاً .. تدفق الحب في قلب عبد الرحمن وشعر بدهشة عن مصدر هذا الحب العجيب الذي ولد من أول نظرة .. هتف في اعماقه المتوجسة:
:
- يا رب ادفع عنه شرور المتوكل ! احمه يا رب ..
:
وعندما حاذى الفارس العجيب رفع رأسه و ألقى نظرة على عبد الرحمن وقال بمحبة:
:
- استجاب الله دعاءك وطول عمرك وكثر مالك وولدك ..
:
وغمرت عبد الرحمن حالة من القشعريرة افقدته توازنه ..
:
وشعر بأن قدميه تخذلانه .. فاستند إلى أحد رفاقه الذي بادره :
:
- ماذا حصل لك يا عبد الرحمن ؟!!
:
- أجاب مبهوراً :
:
- لا شيء .. لا شيء أبداً !
:
من كتاب تراتيل في زمن الذئاب لكمال السيد ..
اللهم اجعل قلوبنا متيمة بحبك وحب الأطهار من اوليائك وأصفيائك
اللهم رب الزهراء بحق الزهراء وضلعها المكسور..
اشف صدر الزهراء وقلبها المغموم.. بظهور وليك
الآخذ بثأرها وثأر بنيها الحجة بن الحسن صلواتك
عليه وعلى آباه الطاهرين