اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مقطوع من شجرة
أليس هذا قريب، من كيد قريش لأبي طالب(ع). قبل وبعد إسلامها، وحتى يومنا الحاضر. مع حفظ البون الشاسع، وعظيم الكرامة والمنزلة له وللرسول(ص).
مضى الزمان وهو يستمع لأحاديث كثيرة، وآيات قرآنية متعددة. في عظيم اجر ومنزلة، من يعتني بيتيم - أو يؤويه إليه ليربيه. منها كلام الرسول(ص)، (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة). وقول رب العالمين (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم). غمرت الفكرة كيانه، وغلبت على مساحة كبيرة من تفكيره. ولم يتعب في إقناع زوجه ولا أولاده، فلقد كانت تاستهويهم وكانوا بحاجة إلى من يأخذ بيدهم.
تقدم إلى جمعية محلته، وقدم إليهم طلبه. مؤكدا أن لا يكون لدى اليتيم، أقارب على قيد الحياة. من قريب ولا من بعيد، تفاديا لأي مشاكل قد تحصل له مستقبلا. ولان لا ينقلب عليه ظهر المجن، رغم حسن صنيعه مرارا وعذابا. فيكون جزاءه، لا يقل عن جزاء مجير أم عمر.
لم يخيم الظلام طويلا حتى حل الطفل ابنا على بيته، وأصبح جزء من عائلته. وأولوه عظيم عنايتهم، وقدموا له الكثير من رعايتهم.
وجزاء ما يقومون به في سبيل الله، وسعت عليهم حياتهم - وطيبت معيشتهم. فظهرت عليهم أثار النعمة، وتوسعت أعمال تجارته. فكبرت على الأنفس الضعيفة، وعظمت آثارها في أعين العباد. لأنهم يحسدون الناس، على ما أتاهم الله من فظله.
من بين ألئك أقارب للغلام ظهروا فجأة، كما يخرج الفقع من باطن الأرض مع نبتة الربيع. فبدأت حرب المصالح، معللة بالمحبة المندثرة. فاقتيد عدة مرات إلى مراكز الشرطة، وأمثالها أضعافا إلى المحاكم. في محاولة مستميتة يائسة لإثبات، أن تلك الأموال التي تتمتع بها عائلته، هي ملك وتركة للصبي قد استولوا عليها.
لم يتمكنوا من إثبات مطلبهم شرعا ولا قانونا، فداوموا يحيكون المكائد - وينصبون الفخاخ - له ولذويه حتى بعد مماته. ولكن أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير، امن أسس بنيانه على شفا جرف هار فنهار به في نار جهنم.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية