اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..
مؤمنين موالين ..
هذه العبارة نطقت بها الزهراء صلوات الله عليها في الخطبة التي ألقتها سيّدتنا فاطمة بعد عدّة أيّام من رحلة أبيها هناك وهي عبارة تصف فيها عظم الفاجعة، وهذه العبارة جديرة بالتدقيق والتأمّل، حيث تقول سلام الله عليها...
«واُزيلت الحرمة عند مماته... فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى».
لنتأمّل في عبارة الصدّيقة الزهراء صلوات الله عليها ..
إنّ من له إلمام باللغة والأدب ويتأمّل في هذه العبارة يدرك ما لهذه الكلمات الأصيلة من عمق. فمضمون كلامها سلام الله عليها ـ وهي من أفضل من أدرك هذه الحقيقة ـ أنّه ليست المصيبة العظمى في استشهاد رسول الله ، بل في إزالة حرمته عند مماته، من منع النبي من الكتابة، وما أعقبه من هجوم على بيت النبوّة ولمّا يُدفن النبي بعد....!!!
ولو قالت سلام الله عليها: «هُتكت الحرمة» لكان الأمر أهون، ولكنّها عدلتْ عن ذلك التعبير إلى قولها «أزيلت الحرمة» أي قضي عليها تماماً، ومن الواضح أنّ هناك فرقاً بين عبارات من قبيل هتك الحرمة أو التجاوز عليها وعبارة «إزالة الحرمة»، وأن التعبير الأخير يعني عدم الإبقاء على شيء منها.
ثمّ إنّها سلام الله عليها لم تقل «وأزيلت الحرمة بعد مماته» أو «أزيلت الحرمة لموته» بل استعملت حرف الجر «عند»، فقالت: «وأزيلت الحرمة عند مماته» ما يعني ـ كما هو الظاهر ـ أنّ حرمة النبي قد اُزيلت قبيل موته.
كما أنّ الملفت أنّها سلام الله عليها لم تقل «اُزيلت حرمته» بل قالت «اُزيلت الحرمة»، والظاهر أنّ الألف واللام في كلمة «الحرمة» هي ألف لام الجنس، فيكون المعنى أنّ القوم أزالوا عند رحيله الحرم كلّها، فلم يزيلوا حرمة النبي فقط بل أزالوا حرمة آله سلام الله عليهم أيضاً، ومنهم الصدّيقة الزهراء وأمير المؤمنين وسائر الأئمة سلام الله عليهم، بل أزالوا حرمة جميع الأنبياء والمرسلين وأوصيائهم، وحرمة الإسلام بل وحرمة الله تعالى وأوامره كحرمة الصلاة والصوم وحرمة الجنة والقيامة والعرش والكرسيّ وكلّ المقدّسات..!!
ولا شكّ أن هذا أعظم بدرجاتٍ من مصيبة رحيل رسول الله نفسه، ولهذا فقد أقسمت سلام الله عليها أنّ المصيبة العظمى ليست في رحيل الرسول ـ على عظمة مصاب فقده ـ بل في إزالة الحرمة عند مماته.
فقالت: «واُزيلت الحرمة عند مماته، فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى».
يحسن أن نفكّر في هذه النقطة ونتوقّف عندها، وهي أنه لماذا عبّرت الصديقة الزهراء سلام الله عليها بهذه العبارة؟؟؟؟؟
لقد كان الناس في ذلك العهد مسلمين، يصلّون ويصومون، وقد دمعت أعينهم في الحزن على رحيل رسول الله ، وربّما لطموا صدورهم ووجوههم حزناً عليه . فلماذا قالت الزهراء سلام الله عليها ـ وهي صاحبة العصمة الإلهية الكبرى ـ هذا الكلام ولم تعتبر النازلة الكبرى والمصيبة العظمى في رحيل الرسول بل اعتبرته في إزالة الحرمة التي وقعت حينذاك؟
ما معنى هذا الكلام الذي تكلّمت به الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها؟
لاشكّ أن فقدان النبي الأعظم ورحيله مصيبة وثلمة كبيرة لا يسدّها شيء، إلا أنّ السيدة الزهراء سلام الله عليها اعتبرت إزالة الحرمات مصيبة أعظم ونازلة أكبر حتى من مصيبة فقدان النبي .
إنّ السيدة الزهراء سلام الله عليها لم تفصّل الأمر وتركته مغلقاً حتى تفكّر فيه الأجيال اللاحقة؛ لأنّه في تلك الأيام ـ وفي كثير من الأيام ـ لم يكن بالإمكان طرح هذا الموضوع، والسيدة الزهراء سلام الله عليها لم يكن بإمكانها أن تفصّل هذا الأمر.
أما اليوم، حيث يبحث الناس ـ في أجواء الانفتاح والحرية المستجدّة ـ عن الكلام الجديد والصحيح، ويمكنهم تشريح الحقائق، فلم تعد الحال كالسابق وأصبح من الممكن تشريح هذا الأمر، الذي وردت الإشارة إليه في صحاح العامّة، وتفسير الفخر الرازي وكثير من المصنّفات التفسيرية والتاريخية، وإنّ مراجعة كتب العامّة والخاصّة تساعد كثيراً على فهمه.
:. إزالة حرمة رسول الله في حياته ..!!!!
إلا أنّ هذه الحرمة الرفيعة لرسول الله قد أزيلت قبيل رحيله، ـ كما عبّرت بضعته الزهراء سلام الله عليها ـ وذلك عندما قال بعضهم: «إن الرجل ليهجر» وإنه «غلبه الوجع».
وإذا كان رسول الله ـ وهو أشرف الأولين والآخرين ـ يهان هكذا، فكيف سيتمّ التعامل مع سائر المقدّسات الأخرى؟!
وإذا وجدنا اليوم على وجه الأرض عابد صنم أو كافراً أو غير مسلم وكلّ ما نراه من ظلم وفسق، فإنّ سببه هو ذلك القول الذي تفوّه به المتفوّه على أشرف الأولين والآخرين.
روي: «لو أنّ أمير المؤمنين ثبتت قدماه لأقام كتاب الله كلّه والحقّ كلّه»
أي لو أن أمير المؤمنين سلام الله عليه حكم مباشرة بعد النبي لما بقي حتى غير مسلم واحد ـ طبعاً من دون أن يجبر أحداً على الإسلام ـ ولما أزيلت حرمة الله والنبي والإسلام بل كانت باقية حتى اليوم.
خلاصة الكلام موالين ....
إنّ كل الجرائم التي ارتكبت وترتكب عبر التاريخ من رشق الجثمان الطاهر للإمام الحسن سلام الله عليه بالسهام، وهدم مراقد أئمة أهل البيت سلام الله عليهم في البقيع، وأخيراً هدم مرقد العسكريين سلام الله عليهما في سامراء، وكلّ الجرائم التي ترتكب اليوم بحقّ المؤمنين في العراق وسائر نقاط العالم، هي من نتائج ذلك اليوم الذي عبّرت عنه الصديقة الزهراء سلام الله عليها بقولها: «واُزيلت الحرمة عند مماته».
فلولا تلك الإزالة وذلك التجرّي، لما استطاعوا أن يقيّدوا الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه ويحضروه إلى المسجد حاسر الرأس وحافي القدمين، ولا أن يهتكوا آلاف الحرمات الأخرى.
أجل، إنّ ذلك الهتك وتلك الإزالة هي منشأ كلّ ما حصل بعده من هتك وإزالة للحرمات.
فلئن كنّا نشهد اليوم أنّ الأعداء والظالمين يستهدفون القبّة النورانية والمرقد الطاهر للإمامين العسكريين سلام الله عليهما أو يضرّجون زوّار سيد الشهداء سلام الله عليه في يوم عاشوراء بدمائهم، فينبغي أن يُبحث عن السبب في آخر يوم من أيام حياة رسول الله .
ومن هنا يفهم لماذا اعتبرت الصديقة الزهراء سلام الله عليها جريمة إزالة الحرمة ـ أي كلّ الحرمات الإلهية ـ قبيل رحيل الرسول أعظم كثيراً حتى من مصيبة فقد المسلمين لرسول الله وإن كانت مصيبة كبيرة لا يجبرها شيء.
إنّ كلّ ما وصل إلينا اليوم من الإسلام العظيم هو بفضل المعصومين سلام الله عليهم ولولاهم، ولولا الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، لما وجدنا حتى مصلّياً واحداً أبداً، تماماً كما حصل بعد رحيل الأنبياء الآخرين الذين سبقوا نبينا حيث لم يبق بعدهم من شريعتهم شيء.
أحبتي كانت تلك ...
(( ملخص لمحاضرة قيّمة حلل فيها عالم من العلماء الأجلاء عبارة الزهراء صلوات الله عليها وربطها بما جرى منذ ذلك الوقت حتى وقتنا الحالي والذي مازال الشيعة فيه مستضعفون وومستقصدون ...
اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واخر تابع له على ذلك ..
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
قال الصادق (صلوات الله عليه):
((کل ضلامة حدثت فی الاسلام او تحدث و کل دم مسفوك حرام، ومنکر مشهود، وامر غير محمود، فوزره فی اعناقهما واعناق من شايعهما الی يوم القيامة...))
اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واخر تابع له على ذلك...
سلمت يداك اختي "موالية_5" اجرك على المظلومة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وسلامه...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء
توقيع خادمة المرتضى
...يا محمد لولاك لما خلقت الأكوان... ولولا علي لما خلقتك... ولولا فاطمة لما خلقتكما...
اللهم العن الجبت والطاغوت والنعثل بعدد فضائل حيدر
يا رب الزهراء بحق الزهراء اشف صدر الزهراء بظهور الحجة