اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مرحلة المراهقة
النمو الأخلاقي:
في هذه المرحلة من المراهقة يعتقد المراهق أن الأخلاقيات التي اكتسبها خلال سنوات عمره السابقة وما مر به من خبرات وما تعلمه من معايير السلوك الأخلاقي تجعله يبدي رأيه في مدى صواب السلوك او خطئه.
على الرغم من أننا قد نجد تباعدا بين سلوكه الفعلي وبين ما يعرفه من معايير السلوك الأخلاقي المثالي (يرضى لنفسه مالا يرضاه لأخته في مثل عمره أو أقل) ويعزو الباحثون هذا التناقض الى محاولة المراهق تحقيق استقلاله والبعد عن سلطة الكبار وضيقه منها، ونقص مستوى نضجه الاجتماعي والانفعالي، وتأثره بسلوك رفاق السوء الذين يكتسبون السلوكيات الخاطئة منهم، ومحاولة تقليد هذا السلوك الخاطئ. ان الحكم الاخلاقي يهتم بالأمور أو الأحداث التي تكون تحت الانجاز وأنه في جميع حالات الأحكام الخلقية للمراهق فأنه يوجد حدث او تعبير عن الميل والرغبة والعادات.
وقد حددت مستويات ثلاثة للحكم الخلقي لدى المراهق هي:
•المستوى ما قبل الأخلاقي ويمتد من الشهر الاول حتى 9 سنوات حين يكون السلوك مدفوعا عند الطفل بدوافع بيلوجية واجتماعية حيث يؤدي الى نتائج أخلاقية.
•المستوى التقليدي (العرفي) ويمتد من (9-16) سنة وفيه يقبل الفرد معايير جماعته مع قليل من التفكير التأملي الناقد...
أي كل ما يتعلمه الفرد من قيم ومعايير للسلوك يقبل دون مناقشة.
•المستوى المستقل للسلوك (اكثر من 16 سنة) اذ يكون السلوك موجها بتفكير الفرد الذاتي كما يحكم بنفسه ولا يقبل معايير الجماعة دون تأمل واضح.
هذا وهناك أربعة توجهات أخلاقية أساسية هي:
1-التوجه المعياري: الذي يؤكد على الواجب والحقوق المحددة بالالتزام بالقوانين والأدوار.
2-توجه العدل: الذي يؤكد على الحرية والعدل والمساواة والتبادلية والاتفاق.
3-التوجه النفعي: الذي يؤكد على السعادة والرفاهية للأحداث الأخلاقية سواء للفرد أو للآخرين.
4-التوجه الكمالي: الذي يؤكد على الوصول الى العزة والذاتية والدوافع الطيبة والضمير والتناسق بين الذات والآخرين وقد يتعلم المراهق المشاركة الوجدانية والتسامح والاخلاقيات العامة المتعلقة بالصدق والعدل والتعاون والولاء والمودة والمرونة والطموح وتحمل المسؤولية.. وتزداد هذه المفاهيم عمقا مع التقدم في العمر.
5-تتسع دائرة التفاعل الاجتماعي عن المراحل السابقة، وتتنوع الخيرات وتتحدد مفاهيم الصواب والخطأ ويكون المراهق في هذه المرحلة قادرا على تعميم المفاهيم الأخلاقية من موقف الى موقف آخر، ويزداد تسامحه وتساهله بالنسبة لبعض محددات السلوك الأخلاقي، ومن يقوم بسلوك مناف للأخلاق وهو يعرف أنه كذلك.
6-وبسبب معرفة المراهق لمعايير السلوك الأخلاقي وخروج بعض جوانب سلوكه عن هذه المعايير يشعر بالذنب والقلق وحتى الاكتئاب.