اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد
الحمد لله الصادق في قوله والعادل في صنعه والوفي في وعده،والصلاة والسلام على من اختار من خلقه،الرسول المصدق والأمين على الوحي والصادع للشرع ، وعلى أهل بيته الذين اصطفاهم الله لتبليغ أحكامه وجعلهم حججا" على عباده،هداة إلى دينه ،سيما الناطق بحكمته ،الداعي إلى شريعته والماضي على سنته الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق الناشر لعلمه والهادي إلى سبيله واللعن الدائم على الظالمين لهم والغاصبين لحقهم والمنكرين لفضائلهم .
أتعرض يا إخوتي في سطوري القلائل هذه إلى قطر من قلزم مناقب إمامنا الهمام أبي عبد الله الصادق القول والفعل وهي لا تفي بحقه مهما كتبت وكتبت وكتبت،وهل يمكن لأحد أن يحصي مكارم أخلاقه ،وتعداد محاسن آدابه،وقد اعترف له العدو قبل الصديق في ذلك ،فقد كان الإمام الصادق () ونحن نتعرض هنا لجانب من أخلاق الإمام الهمام () فقد ذكرت لنا الكتب المعتبرة بأن الإمام كان شديد التواضع وكان يأكل الخل والزيت ويلبس قميصا" غليظا" خشنا" تحت ثيابه وفوقه جبة من الصوف وفوقها قميص غليظ فدخل عليه رجل من بعض أصحابه فرأى قميصا" فيه قد رقعه ، فجعل ينظر اليه فقال أبو عبد الله ():مالك تنظر؟ فقال:قب ؟(والقب يعني :مايدخل في جيب القميص من الرقاع) يلقى في قميصك ؟فقال : اضرب يدك الى هذا الكتاب ،فإقرء ما فيه وكان بين يديه كتاب او قريب منه ، فنظر الرجل فيه ،فإذا فيه: لا إيمان لمن لا حياء له،ولا مال لمن لاتقدير له،ولا جديد لمن لا خلق له. وكان () رجلا"لا يخلو من احدى ثلاث خصال :إما صائما"،وإما قائما"،وإما ذاكرا"،وكان من عظماء العباد واكابر الزهاد والذين يخشون الله عز وجل وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد ،فإذا قال:قال رسول الله ( وسلم):اخضر مرة واصفر اخرى حتى ينكره من كان يعرفه .
ومن مكارم أخلاقه ايضا" ان شخص إسمه سفيان جاء الإمام () فقال له:يا ابن رسول الله اعتزلت الناس ،فقال :يا سفيان فسد الزمان وتغير الإخوان،فرأيت الإنفراد أسكن للفؤاد ،ثم قال():
ذهب الوفاء ذهاب امس الذاهب فالناس بين مخاتل ومؤارب
ويفشون بينهم المودة والصفاء وقلوبهم محشوة بعقــــارب
ومن مكارم أخلاقه ايضا"ما ذكره لنا السبط ابن الجوزي قال: كان الإمام جعفر بن محمد الصادق () يطعم حتى لا يبقى لعياله شئ ، وقال.سئل عن العلة في تحريم الرباء،فقال () لئلا يتمانع الناس المعروف.
وعن الكافي في باب صدقة الليل من كتاب الزكوة بأسناده عن هشام بن سالم قال:كان ابو عبد الله الصادق () اذا اعتم وذهب من الليل شطره اخذ جرابا" فيه خبز ولحم والدراهم ، فحمله على عنقه ثم ذهب الى أهل الحاجة الى أهل المدينة ،فيقسمه فيهم ولا يعرفونه ،فلما مضى أبو عبد الله () فقدوا ذلك،فعلموا انه كان ابو عبد الله ().
ثم روى لنا بأسناده عن معلى بن خنيس قال : خرج ابو عبد الله () في ليلة قدر وهو يريد ظلة بني ساعده ،فأتبعه فاذا هو قد سقط منه شئ ،فقال() :بسم الله اللهم رد علينا ،قال :فأتيته فسلمت عليه ،فقال معلى:نعم،جعلت فداك.فقال ():التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه الي،فإذا بخبز منتشر كثير ، فجعلت ادفع اليه ما وجدت ،فإذا انا بجراب اعجز عن حمله من خبز ، فقلت :جعلت فداك احمله على رأسي، فقال ():لا أنا أولى به منك ولكن امضي معي،قال:فأتينا ظلة بني ساعده ،فإذانحن بقوم نيام ،فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى اتى على آخرهم ثم انصرفنا ،فقلت:جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟ فقال ():لو عرفوه لواسيناهم بالدقة ،والدقة هي الملح،إن الله تبارك وتعالى لم يخلق شيئا" إلاّ وله خازن يخزنه إلاّ الصدقة ،فإن الرب يليها بنفسه وكان ابي اذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ،ثم ارتده منه فقبّله وشمّه ثم رده في يد السائل ،ان صدقة الليل تطفئ غضب الرب وتمحو الذنب العظيم وتهوّن الحساب ، وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر ،ان عيسى بن مريم () لمّا مرّعلى شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء ،فقال له بعض الحواريين:يا روح الله و لم فعلت هذا وإنما هذا من قوتك ،قال:فقال():فعلت هذا للدابة تأكله من دواب الماء وثوابه عند الله عظيم.
وهذا يا إخوتي غيض من فيض من فضائل وأخلاق مولانا الإمام الصادق () والكلام والأحاديث تطول وتطول وتطول في حقه ونحن لانستطيع بل نعجز ويستحيل ان نفي الإمام فضائله ومكارم أخلاقه فالسلام على مولانا ومقتدانا الإمام الهمام ابي عبد الله الصادق () يوم ولد ويوم إستشهد ويوم يبعث حيا".