الإمام المهدي امتداد للزهراء البتول ومرآة تتجلّى فيها الزهراء بكامل
صفاتها، فأهداف المهدي هي أهداف فاطمة ،ونهجه نهجها، وسلوكه سلوكها.
الزهراء تبتهج إذا ورد ذكرٌ لولدها المهدي ،
ويسلو عنها حزنها اذا طرق سمعَها اسمه، إذ بدون المهدي الثائر الطالب بدم الحسين تشتدّ وطأة شهادة القتيل بكربلاء على أمّه الزهراء ، وبدون البشارة بظهور المهدي تبقى رسالة أبي الزهراء : محمّد المصطفى وسلم ورسالات الأنبياء ثماراً غير مقطوفة.
ولا يمكن للفرد المسلم التعرّف على المهدي من دون التعرّف على أمّه الزهراء ... الأم التي تفتخر بولدها، والولد الذي يُباهي بأمّه.
ذِكر المهدي سلوة قلب الزهراء :
عن علي بن هلال عن ابيه، قال:
(دخلت على رسول الله وسلم وهو في الحالة التي قُبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه؛ فبكت حتّى ارتفع صوتُها؛ فرفع رسول الله وسلم إليها رأسه وقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يُبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة من بعدك. فقال: يا حبيبتي! أما علمتِ أن الله عز وجل اطّلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباكِ فبعثه برسالته، ثم اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلكِِ وأوحى إليّ أن أُنكحك إيّاه. يا فاطمة! ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عز وجل سبع خصال لم يُعط أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا: أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله عز وجل وأحبّ المخلوقين إلى الله عز وجل وأنا أبوكِ؛ ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله عز وجل، وهو بعلك؛ وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله عز وجل، وهو حمزة بن عبد المطلب عمّ أبيك وعمّ بعلك؛ ومنّا من له جناحان يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء، وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك؛ وسبطا هذه الأمة، وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيّدا شباب أهل الجنة، وأبوهما (والذي بعثني بالحق) خير منهما. يا فاطمة! والذي بعثني بالحق إنّ منهما مهدي هذه الأمة. إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وانقطعت السبل وأغار بعضُهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقّر كبيراً؛ فيبعث الله عند ذلك منهما مَن يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلف).
عن أبي عبد الله قال:
دخلت فاطمة على رسول الله وسلم وعيناه تدمع، فسألته: مالك؟ فقال: إن جبرئيل أخبرني أنّ أمّتي تقتل حسيناً، فجزعتْ وشقّ عليها، فأخبرها بمن يملك من ولدها، فطابت نفسُها وسكنت.