النبي صلى الله عليه وآله وسملم وتأسيس المجتمع الجهاديّ
بتاريخ : 23-Oct-2009 الساعة : 08:07 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
بيعة الجهاد:
قام نبيُّ الإسلام (ص) بتأسيس المجتمع الجهاديّ في المدينة مبتدئاً ذلك بالأسلوب الذي اتبعه في البيعة، ففي العقبة الثانية طلب النبي وسلم من المسلمين أن يمنعوه بما يمنعون به نساءهم وأبناءهم.
وكانت ردّة الفعل منسجمة مع ما أراده (ص) إذ مدَّ البَّراء يده إلى رسول الله قائلاً: "بايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب ..." ووقف العباس بن عبادة ليقول: "والله الذي بعثك، إن شئت لنميلن على أهل منى غداً بأسيافنا".
وبهذه البيعة وضع رسول الله (ص) حجر الأساس لبناء قوّة مقاتلة مهمتها حماية الدين في قبال ثمن عظيم طلبه القوم حينما قالوا: "فما لنا يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك"، فأجاب (ص): "الجنّة" فبايعوه بأجمعهم على ذلك".
التسليح والتدريب:
وابتدأ النبي وسلم بالإعداد العسكريّ للمسلمين استجابة لقوله تعالى: "واعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل". فأرسل إلى اليمن من يشتري الأسلحة إضافة إلى تصنيع السيوف والرماح من قبل بعض المسلمين المتخصّصين في ذلك.
ووجّه رسول الله وسلم المسلمين للتدرُّب على السلاح وكان يشرف على التدريب بنفسه لتشجيعهم عليه فكان ينادي بين صفوف المتدربين: "وأعدّو لهم ما استطعتم من قوّة ألا إن القوّة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي".
وكان (ص) يشجّع المسلمين على الفروسيّة قائلاً: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".
وكان (ص) يدفع المسلمين إلى التخصّص في رمي السهام قائلاً: "من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل رقبته محرَّرة".
وتشجيعاً لصناعة الأسلحة والتدرُّب عليها، كان وسلم يقول: "إنّ الله عزّ وجلّ ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر إلى الجنّة: صانع يحتسبه في عمل الخير، والرامي به ومنبِّله".
ولم يكتفِ الرسول الأكرم (ص) بتشجيع القتال البري بل أيضاً شجع على ممارسة التدرب والقتال في البحر فعنه (ص): "غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البّر، والمائد فيه كالمتشحط في دمه، ومن أجاز البحر فكأنّما أجاز الأودية جميعاً".
التعبئة المعنويّة:
وإضافة إلى التسلّح والتدريب، فقد حرص (ص) على التعبئة الجهاديّة المعنويّة للمجتمع.
فدعا الناس إلى إعانة المجاهدين قائلاً: "من أعان مجاهداً في سبيل الله أظلّه الله يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه".
وبيَّن ثواب من لحقه شيء من أثر الجهاد فقال: "من اغبرَّت قدماه في سبيل الله حرَّمهما الله على النار".
وأوضح مقام من جرح في معركة الجهاد قائلاً: "من جرح في سبيل الله ختم الله له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة ويأتي جرحه له لون الزعفران، وريح المسك يعرفه بها الأوّلون والآخرون".
وأشاد بمن قتل في سبيل الله مبيِّنا ًفضله بقوله: "القتل ثلاثة: رجل مؤمن قاتل بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدوّ قاتلهم حتى يقتل فذاك الشهيد المفتخر في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيّون إلاّ بدرجة النبوة…".