اشكال ورد - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع منتظرة المهدي مشاركات 0 الزيارات 1901 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي اشكال ورد
قديم بتاريخ : 23-Nov-2009 الساعة : 01:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم ولا سيما الوهابية .


رد اشكال :


وكان من معارضة خصومنا أن قالوا : ولم أوجبتم في الائمة ما كان واجبا في الانبياء ، فما أنكرتم أن ذلك كان جائزا في الانبياء وغير جائز في الائمة فإن الائمة ليسوا كالانبياء فغير جائز أن يشبه حال الائمة بحال الانبياء فأوجدونا دليلا مقنعا على أنه جائز في الائمة ما كان جائزا في الانبياء والرسل فيما شبهتم من حال الائمة الذين ليسوا بأشباه الانبياء والرسل ، وإنما يقاس الشكل بالشكل والمثل بالمثل ، فلن تثبت دعواكم في ذلك ، ولن يستقيم لكم قياسكم في تشبيهكم حال الائمة بحال الانبياء إلا بدليل مقنع .

فأقول ـ وبالله أهتدي ـ : إن خصومنا قد جهلوا فيما عارضونا به من ذلك ولو أنهم كانوا من أهل التمييز والنظر والتفكر والتدبر باطراح العناد وإزالة العصبية لرؤسائهم ومن تقدم من إسلافهم لعلموا أن كل ما كان جائزا في الانبياء فهو واجب لازم في الائمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وذلك أن الانبياء هم أصول الائمة ومغيضهم والائمة هم خلفاء الانبياء وأوصياؤهم والقائمون بحجة الله تعالى على من يكون بعدهم كيلا تبطل حجج الله وحدود شرايعه مادام التكليف على العباد قائما والامر لهم لازما ، ولو وجبت المعارضة لجاز لقائل أن يقول : إن الانبياء هم حجج الله فغير جائز أن يكون الائمة حجج الله إذ ليسوا بالانبياء ولا كالانبياء ، وله أن يقول أيضا : فغير جائز أن يسموا أئمة لان الانبياء كانوا أئمة وهؤلاء ليسوا بأنبياء فيكونوا أئمة كالانبياء ، وغير جائز أيضا أن يقوموا بما كان يقوم به الرسل من الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك من أبواب الشريعة إذ ليسوا كالرسول ولا هم برسل . ثم يأتي بمثل هذا من المحال مما يكثر تعداده ويطول الكتاب بذكره ، فلما فسد هذا كله كانت هذه المعارضة من خصومنا فاسدة كفساده .


ثم نحن نبين الان ونوضح بعد هذا كله أن التشاكل بين الانبياء والائمة بين واضح فيلزمهم أنهم حجج الله على الخلق كما كانت الانبياء حججه على العباد ، وفرض طاعتهم لازم كلزوم فرض طاعة الانبياء ، وذلك قول الله عزوجل : « أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الامر منكم » وقوله تعالى : « ولو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم » فولاة الامرهم الاوصياء والائمة بعد الرسول وقد قرن الله طاعتهم بطاعة الرسول وأوجب على العباد من فرضهم ما أوجبه من فرض الرسول كما أوجب على العباد من طاعة الرسول ما أوجبه عليهم من طاعته عزوجل في قوله : « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول » ثم قال : « من يطع الرسول فقد أطاع الله » وإذا كانت الائمة حجج الله على من لم يلحق بالرسول ولم يشاهده وعلى من خلفه من بعده كما كان الرسول حجة على من لم يشاهده في عصره لزم من طاعة الائمة ما لزم من طاعة الرسول محمد فقد تشاكلوا واستقام القياس فيهم وإن كان الرسول أفضل من الائمة فقد تشاكلوا في الحجة والاسم والفعل والفرض ، إذ كان الله جل ثناؤه قد سمى الرسل أئمة بقوله لابراهيم : « إني جاعلك للناس إماما » وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى أنه قد فضل الانبياء والرسل بعضهم على بعض فقال تبارك وتعالى : « تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ـ الاية » وقال : « ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ـ الاية » فتشاكل الانبياء في النبوة وإن كان بعضهم أفضل من بعض ، وكذلك تشاكل الانبياء والاوصياء ، فمن قاس حال الائمة بحال الانبياء واستشهد بفعل الانبياء على فعل الائمة فقد أصاب في قياسه واستقام له استشهاده بالذي وصفناه من تشاكل الانبياء والاوصياء .


وجه آخر لاثبات المشاكلة :


ووجه آخر من الدليل على حقيقة ما شرحنا من تشاكل الائمة والانبياء أن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة » وقال تعالى : « ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا » فأمرنا الله عزوجل أن نهتدي بهدى رسول الله ونجري الامور ( الجارية ) على حد ما أجراها رسول الله من قول أو فعل ، فكان من قول رسول الله المحقق لما ذكرنا من تشاكل الانبياء والائمة أن قال : « منزلة علي مني كمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي » فأعلمنا رسول الله أن عليا ليس بنبي وقد شبهه بهارون وكان هارون نبيا ورسولا ( و ) كذلك شبهه بجماعة من الانبياء .


حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله - قال : حدثنا على بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني ، عن أبيه ، عن جده عن عبد الله ابن عباس قال : كنا جلوسا عند رسول الله فقال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في سلمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطانته وإلى داود في زهده ، فلينظر إلى هذا . قال : فنظرنا فإذا على بن أبي طالب قد أقبل كأنما ينحدر من صبب ، فإذا استقام أن يشبه رسول الله أحدا من الائمة علهيم السلام بالانبياء والرسل استقام لنا أن نشبه جميع الائمة بجميع الانبياء والرسل ، وهذا دليل مقنع وقد ثبت شكل صاحب زماننا في غيبته بغيبة موسى وغيره ممن وقعت بهم الغيبة.
ومما يفسد معارضة خصومنا في نفي تشاكل الائمة والانبياء أن الرسل الذين تقدموا قبل عصر نبينا كان أوصياؤهم أنبياء ، فكل وصي قام بوصية حجة تقدمه من وقت وفاة آدم إلى عصر نبينا كان نبيا ، وذلك مثل وصي آدم كان شببث ابنه ، وهو هبة الله في علم آل محمد وكان نبيا ، ومثل وصي نوح كان سام ابنه وكان نبيا ، ومثل إبراهيم كان وصيه إسماعيل ابنه و كان نبيا ، ومثل موسى كان وصيه يوشع بن نون وكان نبيا ، ومثل عيسى كان وصيه شمعون الصفا وكان نبيا ، ومثل داود كان وصيه سليمان ابنه وكان نبيا . وأوصياء نبينا لم يكونوا أنبياء ، لان الله عزوجل جعل محمدا خاتما لهذه الامم كرامة له وتفضيلا ، فقد تشاكلت الائمة والانبياء بالوصية كما تشاكلوا فيما قدمنا ذكره من تشاكلهم فالنبي وصي والامام وصي ، والوصي إمام والنبي إمام ، والنبي حجة والامام حجة ، فليس في الاشكال أشبه من تشاكل الائمة والانبياء .
وكذلك أخبرنا رسول الله بتشاكل أفعال الاوصياء فيمن تقدم وتأخر من قصة يوشع بن نون وصي موسى مع صفراء بنت شعيب زوجة موسى وقصة


أمير المؤمنين وصى رسول الله مع عائشة بنت أبى بكر ، وإيجاب غسل الانبياء أوصيائهم بعد وفاتهم .
حدثنا علي بن أحمد الدقاق ـ رحمه الله ـ قال : حدثنا حمزة بن القاسم قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الجنيد الرازي قال : حدثنا أبو عوانة قال : حدثنا الحسن ابن علي ، عن عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الله بن مسعود قال : قلت للنبى : يا رسول الله من يغسلك إذا مت ؟ قال : يغسل كل نبي وصيه ، قلت : فمن وصيك يارسول الله ؟ قال : علي بن أبي طالب قلت : كم يعيش بعدك يا رسول الله ؟ قال : ثلاثين سنة ، فان يوشع بن نون وصي موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة ، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى فقالت : أنا أحق منك بالامر فقاتلها فقتل مقاتليها وأسرها فأحسن أسرها ، وأن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من امتي فتقاتلها فيقتل مقاتليها ويأسرها فيحسن أسرها ، وفيها أنزل الله عزوجل : « وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى » يعنى صفراء بنت شعيب ، فهذا الشكل قد ثبت بين الائمة والانبياء بالاسم والصفة والنعت والفعل ، وكل ما كان جائزا في الانبياء فهو جائز يجري في الائمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، ولو جاز أن تجحد إمامة صاحب زماننا هذا لغيبته بعد وجود من تقدمه من الائمة لوجب أن تدفع نبوة موسى بن عمران لغيبته إذ لم يكن كل الانبياء كذلك ، فلما لم تسقط نبوة موسى لغيبتة وصحت نبوته مع الغيبة كما صحت نبوة الانبياء الذين لم تقع بهم الغيبة فكذلك صحت إمامة صاحب زماننا هذا مع غيبته كما صحت إمامة من تقدمه من الائمة الذين لم تقع بهم الغيبة .
وكما جاز أن يكون موسى في حجر فرعون يربيه وهو لا يعرفه ويقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه فكذلك جائز أن يكون صاحب زماننا موجودا بشخصه بين الناس ، يدخل مجالسهم ويطأ بسطهم ويمشي في أسواقهم ، وهم لا يعرفونه إلى أن يبلغ الكتاب أجله .
فقد روي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال : في القائم سنة من موسى ، و سنة من يوسف ، وسنة من عيسى ، وسنة من محمد : فأما سنة موسى فخائف يترقب ، وأما سنة يوسف فان إخوته كانوا يبايعونه ويخاطبونه ولا يعرفونه ، وأما سنة عيسى فالسياحة ، وأما سنة محمد فالسيف .


رد اشكال :


فكان من الزيادة لخصومنا أن قالوا : ما أنكرتم إذ قد ثبت لكم ما ادعيتم من الغيبة كغيبة موسى ومن حل محله من الائمة الذين وقعت بهم الغيبة أن تكون حجة موسى لم تلزم أحدا إلا من بعد أن أظهر دعوته ودل على نفسه وكذلك لا تلزم حجة إمامكم هذا لخفاء مكانه وشخصه حتى يظهر دعوته ويدل على نفسه [ كذلك ] فحينئذ تلزم حجته وتجب طاعته ، وما بقي في الغيبة فلا تلزم حجته ، ولا تجب طاعته .
فأقول ـ وبالله أستعين ـ : إن خصومنا غفلوا عما يلزم من حجة حجج الله في ظهورهم واستتارهم وقد ألزمهم الله تعالى الحجة البالغة في كتابه ولم يتركهم سدى في جهلهم وتخبطهم ولكنهم كما قال الله عزوجل : « أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها » إن الله عزوجل قد أخبرنا في قصة موسى أنه كان له شيعة وهم بأمره عارفون وبولايته متمسكون ولدعوته منتظرون قبل إظهار دعوته ، ومن قبل دلالته على نفسه حيث يقول : « ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه » ( وقال عزوجل حكاية عن شيعة : « قالوا اوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ـ الاية » فأعلمنا الله عزوجل في كتابه أنه قد كان لموسى شيعة من قبل أن يظهر من نفسه نبوة ، وقبل أن يظهر له دعوة يعرفونه ويعرفهم بموالاة موسى صاحب الدعوة ولم يكونوا يعرفون أن ذلك الشخص هو موسى بعينه ، وذلك أن نبوة موسى إنما ظهرت من بعد رجوعه من عند شعيب حين سار بأهله من بعد السنين التي رعى فيها لشعيب حتى استوجب بها أهله فكان دخوله المدينة حين وجد فيها الرجلين قبل مسيره إلى شعيب ، وكذلك وجدنا مثل نبينا محمد قد عرف أقوام أمره قبل ولادته وبعد ولادته ، وعرفوا مكان خروجه ودار هجرته من قبل أن يظهر من نفسه نبوة ، ومن قبل ظهور دعوته وذلك مثل سلمان الفارسي ـ رحمه الله ـ ، ومثل قس بن ساعدة الايادي ، ومثل تبع الملك ، ومثل عبد المطلب ، وأبي طالب ، ومثل سيف بن ذي ـ يزن ، ومثل بحيرى الراهب ، ومثل كبير الرهبان في طريق الشام ، ومثل أبي مويهب الراهب ، ومثل سطيح الكاهن ، ومثل يوسف اليهودي ، ومثل ابن حواش الحبر المقبل من الشام ، ومثل زيد بن عمرو بن نفيل ، ومثل هؤلاء كثير ممن قد عرف النبي بصفته ونعته واسمه ونسبه قبل مولده وبعد مولده ، والاخبار في ذلك موجودة عند الخاص والعام ، وقد أخرجتها مسندة في هذا الكتاب في مواضعها ، فليس من حجة الله عزوجل نبي ولا وصي إلا وقد حفظ المؤمنون وقت كونه وولادته وعرفوا أبويه ونسبه في كل عصر وزمان حتى لم يشتبه عليهم شيء من أمر حجج الله عزوجل في ظهورهم وحين استتارهم ، وأغفل ذلك أهل الجحود والضلال والكنود فلم يكن عندهم [ علم ] شيء من أمرهم ، وكذلك سبيل صاحب زماننا حفظ أولياؤه المؤمنون من أهل المعرفة والعلم وقته وزمانه وعرفوا علاماته وشواهد أيامه وكونه ووقت ولادته ونسبه ، فهم على يقين من أمره في حين غيبته ومشهده ، وأغفل ذلك أهل الجحود و الانكار والعنود ، وفي صاحب زماننا قال الله عزوجل : « يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل » وسئل الصادق عن هذه الاية فقال : الايات هم الائمة ، والاية المنتظرة هو القائم المهدي فإذا قام لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدم من آبائه » . حدثنا بذلك أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ؛ والحسن بن محبوب ، عن علي ابن رئاب وغيره ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام .

وتصديق ذلك ( أن الايات هم الحجج ) من كتاب الله عزوجل قول الله تعالى : « وجعلنا ابن مريم وأمه آية » يعني حجة ، وقوله عزوجل لعزير حين أحياه الله من بعد أن أماته مائة سنة « فانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس » يعني حجة فجعله عزوجل حجة على الخلق وسماه آية . وإن الناس لما صح لهم عن رسول الله أمر الغيبة الواقعة بحجة الله تعالى ذكره على خلقه وضع كثير منهم الغيبة غير موضعها أولهم عمر بن الخطاب فانه قال لما قبض النبي : والله ما مات محمد وإنما غاب كغيبة موسى عن قومه وإنه سيظهر لكم بعد غيبته .
حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس ابن بسام قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن يزداد قال : حدثنا نصر بن سيار بن داود الاشعري قال : حدثنا محمد بن عبد ربه ، وعبد الله بن خالد السلولي أنهما قالا : حدثنا أبو معشر نجيح المدني قال : حدثنا محمد بن قيس ، ومحمد بن كعب القرظي ، و عمارة بن غزية ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري ، وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم من مشيخة أهل المدينة قالوا : لما قبض رسول الله أقبل عمر بن الخطاب يقول : والله ما مات محمد وإنما غاب كغيبة موسى عن قومه وإنه سيظهر بعد غيبته فما زال يردد هذا القول ويكرره حتى ظن الناس أن عقله قد ذهب ، فأتاه أبو بكر وقد اجتمع الناس عليه يتعجبون من قوله فقال : اربع على نفسك يا عمر من يمينك التى تحلف بها ، فقد أخبرنا الله عزوجل في كتابه فقال : يا محمد « إنك ميت وإنهم ميتون » فقال عمر : وإن هذه الاية لفي كتاب الله يا أبا بكر ؟ فقال : نعم أشهد بالله لقد ذاق محمد الموت ، ولم يكن عمر جمع القرآن .

الكيسانية :

ثم غلطت الكيسانية بعد ذلك حتى ادعت هذه الغيبة لمحمد بن الحنفية ـ قدس الله روحه ـ حتى أن السيد بن محمد الحميري رضي الله عنه اعتقد ذلك وقال فيه :

ألا إن الائـمة من قــريـش * ولاة الامــر أربعة سـواء
علـي والثـلاثة مـن بنـيــه * هم أسباطنا والاوصياء
فـسبــط سبـط إيمـان وبـر * وسبط قد حوته كربلاء
وسبط لا يذوق المــوت حتـى * يقود الجيش يقدمه اللواء
يغيب فلا يـرى عنا زمانا * برضوى عنده عسـل وماء

وقال فيه السيد ـ رحمة الله عليه ـ أيضا :

أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى * فحتـى متـى يخفـى وأنت قريب
فلو غاب عنا عمر نوح لا يقنــت * منا النفوس بـأنه سيـؤوب

وقال فيه السيد أيضا :

ألاحي المقيم بشعـب رضـوى * واهد له بمنزلـه السـلاما
وقل : يا ابن الوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبـل المقاما
فمـر بمعشـر والـوك منــا * وسمـوك الخليـفة والاماما
فمـا ذاق ابن خـولة طعم موت * ولاوارت لـه أرض عظاما


فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن الحنفية حتى لقى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ورأى منه علامات الامامة وشاهد فيه دلالات الوصية ، فسأله عن الغيبة ، فذكر له أنها حق ولكنها تقع في الثاني عشر من الائمة وأخبره بموت محمد بن الحنفية وأن أباه شاهد دفنه ، فرجع السيد عن مقالته واستغفر من اعتقاده ورجع إلى الحق عند اتضاحه له ، ودان بالامامة .
حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار النيسابوري ـ رضى الله عنه ـ قال : حدثنا علي بن محمد قتيبة النيسابوري ، عن حمدان بن سليمان ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حيان السراج قال : سمعت السيد بن محمد الحميري يقول : كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي ـ ابن الحنفية ـ قد ضللت في ذلك زمانا ، فمن الله علي بالصادق جعفر بن ـ محمد عليهما السلام وأنقذني به من النار ، وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح عندي بالد لائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه وأنه الامام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به ، فقلت له ، : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع ؟ فقال : إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض و صاحب الزمان ، والله لو بقى في غيبته ما بقى نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما . قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه ، وقلت قصيدتي التي أولها :


فلما رأيت الناس في الدين قد غووا * تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
ونـاديـت بــاسم الله والله اكبـر * وأيقنــت أن يـعـفو ويغــفــر
ودنت بدين الله ماكنــت دينا * بـه ونهانــي سيــد الناس جعفـر
فقلت : فهبني قـد تهودت برهــة * وإلا فدينـــي ديـن مـن يتنصـر
وإني إلى الرحمـن من ذاك تـائب * إني قد أسـلمــــت والله أكبــر
فلست بغال ما حييــت وراجــع * إلـى ما عليــه كنـت اخفي واظهر
ولا قائــل حـي برضـوى محمد * وإن عـاب جهال مقـالي وأكثــروا
ولكنـه ممن مضــى لسبيلـــه * على أفضــل الحـالات يقفي ويخبر
مع الطيبين الطاهريــن الاولى لهم * من المصطفى فــرع زكي وعنصر

إلى آخر القصيدة ، ( وهي طويلة ) وقلت بعد ذلك قصيدة اخرى :

أيا راكبا نحو المدينـة جسـرة * عذافرة يطوى بها كل سبسب
إذا ما هداك الله عاينـت جعفرا * فقـل لـولي الله وابـن المهـذب
ألا يا أميـن الله وابن أمينــه * أتوب إلى الرحمـن ثم تــأوبي
إليك من الامر الذي كنت مطنبا * أحارب فيه جاهدا كل معرب
وما كان قولي في ابن خولة مطنبا * معاندة مني لنســل المطيـب
ولكن روينـا عن وصي محمــد * وما كان فيمـا قال بالمتكــذب
بأن ولي الامر يفقد لا يــرى * ستيرا كفعل الخائف المترقب


فتقسم أموال الفقيــد كأنما * تغيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حينا ثم ينبع نبعــة * كنبعة جدي من الافق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه * على سودد منه وأمر مسبب
يسيـر إلى أعدائه بلوائــه * فيقتلهم قتلا كحران مغضب
فلما روى أن ابن خولة غائب * صرفنـا إليــه قولنا لم نكـذب
وقلنا هو المهدي والقائم الـذي * يعيش به من عدلــه كل مجدب
فان قلت لا فالحق قولك والذي * أمرت فحتم غير ما متعصب
واشهد ربي أن قولك حجــة * على الناس طرا من مطيع ومذنب
بأن ولي الامر والقائم الــذي * تطلـع نفسي نحــوه بتطـرب
له غيبة لابد مـن أن يغيبهــا * فصلى علهـى الله من متغيــب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه * فيملك من في شرقها والمغرب
بذاك أدين الله سرا وجهــرة * ولست وإن عوتبت فيه بمعتب

وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية ، ومتى صح موت
محمد بن علي ابن الحنفية بطل أن تكون الغيبة التي رويت في الاخبار واقعة به


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc