اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ...
المعاني العظيمة ليوم الأربعين
أخوتنا الأعزاء....
للأربعين مغزى خاص في الثقافة الإسلامية والعرفان الإسلامي.
فهنالك اعتكاف الأربعين لغرض قضاء الحاجة أو بلوغ مقامات في العرفان والسلوك عند البعض.
وهناك أيضاً حفظ الأربعين حديثاً أو الإخلاص أربعين صباحاً، وكمال العقل في سن الأربعين، والدعاء لأربعين مؤمنا، وأربعين ليلة أربعاء وغيرها الكثير من المواضع والموارد.
وفي ثقافة عاشوراء تطلق كلمة الأربعين على اليوم الأربعين من استشهاد الحسين بن علي ، ويصادف لليوم العشرين من شهر صفر. من جملة التقاليد المتعارف عليها عند المسلمين، تكريم اليوم الأربعين لوفاة موتاهم، حيث يقومون بتقديم الصدقات والخيرات إكراماً للمتوفى، ويقيمون مجلس فاتحة على روحه.
وهذا دأب الشيعة أيضاً في العشرين من صفر من كلّ عام، يقيمون المآتم في جميع المدن والبلدان إحياءً لذكرى ملحمة العاشر من محرّم، ترافقها مجاميع العزاء إجلالاً وتعظيماً لتلك الشعائر، وفي كربلاء تحظى مناسبة أربعين الإمام الحسين ، بمكانة متميّزة وتقيم مجاميع العزاء هناك مآتم كبرى تعظيما لمكانة الحسين ودوره في ديمومة عجلة الدعوة والرقي الإسلامي.
في الأربعين الأولى لاستشهاد الإمام الحسين زار جابر بن عبد الله الأنصاري وعطيّة العوفي تربة وقبر سيد الشهداء. وورد في بعض الروايات التاريخية أنّ قافلة سبايا أهل البيت حين عودتها من الشام إلى المدينة مرّت على كربلاء والتقت بجابر هناك، إلا أنّ بعض المؤرخين ينفون هذه الواقعة منهم المحدّث القمّي في كتابه "منتهى الآمال" حيث يسوق لذلك جملة من الأدلة التي تؤكّد إنّ زيارة أهل البيت لقبر الحسين لم تكن في الأربعين الأولى.
وعلى كل الأحوال فإنّ تكريم هذا اليوم، وإحياء هذه الذكرى الأليمة كانت رمزاً لاستمرار ذلك الحماس والتفاعل مع تلك الواقعة في الأزمنة التالية.
خصوصية زيارة الأربعين للإمام الحسين
تطل هذه الزيارة العظيمة على مدينة كربلاء المقدسة، وهي تحمل أبعادا متنوعة الأهداف والغايات تصب جميعها في مضمار التوحد والإنصهار في بودقة التسامي عن الأحقاد والضغائن المتوارثة من أجندات لا تدخر وسعا في سبيل تفكيك اللحمة الوطنية والدينية.
وهذه الزيارة العريقة بما اكتسبت من أهمية بالغة على مر التاريخ الإسلامي بعد استشهاد الثلة الطاهرة من آل عبد المطلب... فهي في نفس الوقت تتم بوسائل متعددة...
الغرض الأساسي منها هو خلق حالة روحية تكاملية في أجواء إسلامية مليئة بفضاء من الود والمحبة بين المؤمنين بمختلف شرائحهم ومعتقداتهم في ظل خيمة الواهب أبي عبد الله الحسين ، وخيمة القمر صاحب الجود والكرامات أبي الفضل العباس ...
فإن تجديد العهد مع سيد الشهداء على البقاء مخلصين لمذهب أهل البيت ومواصلة المسير المبارك لإحياء العقيدة والشريعة السمحة لسيد المرسلين () لهو من الغايات المعمقة لهذه الزيارة المليونية والتي هي في الحقيقية تعبير حي عن نداء القلوب المتواشجة كنتيجة طبيعية لصرخة الضمير العالمي في وجه الطغيان أين ما صال وجال...
مع علمنا بأن الذين يزورونه في السماء أكثر من الذين يزورونه في الأرض كما تحدثنا الروايات المتواترة. حتى أن المؤمن يوم القيامة يتمنى لو كان قبره بين يديه:
(أي لشدة قربه حتى يكثر من زيارته) لما لذلك من الفضل الجسيم الذي لا يدرك في الحياة الدنيا إلا من أوتي حظ عظيم.
وكرامات الحسين ومنزلته وشأنه العظيم لا يمكن بأي حال من الأحوال الإحاطة الكاملة بها بسبب ذنوبنا وجهلنا لكثير من المسائل والأمور اليقينية المتعلقة بالإخلاص وصفاء القلب والنوايا. وأيضا تقصيرنا وإسرافنا بحق أنفسنا والآخرين...
فعملية الإستزادة من حياض الكوثر المحمدية في الحياة الدنيا تكون عن طريق نهلنا من المعين الصافي لسيرته الشريفة (صلوات الله عليه) وسيرة ذريته وأوصيائه من بعده... الأمر الذي لا ينبغي معه ترك أي ثغرات أو فجوات تمكن أعداء الدين للولوج منها وزعزعة الروح المعنوية للمؤمنين، من خلال دس البدع والخرافات:
{لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
فيا أخي في الإيمان... في الإنسانية والدين والمذهب...
إحمل قلبك خالصا لوجهه تعالى. واستقبل الحسين وأخاه العباس عليهما السلام بوجه الموالين والأنصار... لا يغرنكم الباطل وإن كثرت أبواقه!!
وجددوا البيعة على الثبات والنصرة.
وكونوا مصداقا لقول أمير المؤمنين في معركة الجمل ضد الناكثين:
(لقد شهد معسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال...)
فما زلت مؤمنا بأهل البيت باعتبارهم الخلاصة الخالصة من الأنبياء والمرسلين وبقية الله في أرضه وحججه على بريته... فأنت معهم في كل زمان ومكان قلبا وجسدا وروحا. تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم لا تفرقك عنهم الأضاليل والشبهات...
صدى الأربعين
لبيك ياحسين
توقيع mowalia_5
آخر تعديل بواسطة mowalia_5 ، 19-Jan-2010 الساعة 09:20 PM.