اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ومن الحب ما فتك
محب شقوف بالنبي محمد(ص). لا يكاد يفتر لسانه عن ذكره والصلاة عليه، في كل ساعة - وفي كل مكان. لذا تراه يحتقن قلبه غيضا، كمرجل طاشت حرارته. ويشتعل صدره نارا، كبركان فاغر فاه. لسماع من يزري، أو يسيء إلى الرسول(ص).
لذا فهو ينتقد تلك الرسوم الكرتونية، ومن يتخذها من دول الغرب، للتهجم على شخص رسول الله(ص). يصرح باستعداده للتضحية بنفسه، في سبيل الحفاظ على حرمته . ويحضر محاضرات ومؤتمرات متعددة، لتقوية وزيادة ذلك الحب.
يجتمع بمن لديه ذات التوجه، ويمتلك ذات النفسية. يتداول معهم الآراء، ويناقش معهم الأفكار. اشتياقا لرد حازم، على من يتطاول على شخص الرسول الأعظم(ص).
من بين الخطط التي جهزها هو صحبه، البدء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لكنهم وقعوا في المحظور، من حيث لا يشعرون. وأغواهم الشيطان، فحلقت سحب المرية والحجاب على أبصارهم. فطبع الله على قلوبهم، واحكم عليها أقفالها. فأصبح معروفهم غير ما أمر الله به، ومنكرهم يناقض ما نهى عنه.
فهم لا يعرفون إلا العنف - طريقا للتفاهم، وإزهاق الأرواح - أسلوبا للإقناع. فلم يستوعبوا أن الرسول بعث رحمة للعالمين. ولو كان فضا غليظ القلب، لنفض الناس من حوله. تلك الرحمة التي جعلته يقبل إسلام وحشي وهند أم معاوية، مع فعله المشركون بعمه الحمزة(رض) وبباقي المسلمين. وحملته لقول "اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون"، كلما واجهته قريش بعنادها وطغيانها. ومنعته من قطع الماء عن يهود حصن خيبر، مخافة وجود نساء وأطفال، ومن له حاجة ملحة لقطرة منه. وإعلانه أن الخلق عيال الله، وأحب الناس إليه انفعهم لعياله.
لكن دعوى الحب الهمجي للرسول(ص)، قادته إلى ما لا يحمد عقباه. من التطرف والاعتداء، على من يخالفه الرأي. كمن سكت دهرا، ثم نطق كفرا. فآخر ما صدر عنه سب المسلمين، والتهجم عليهم، وتكفير مراجعهم الدينية. لأنه لم يعي أمره تعالى، أن لا يقول لمن ألقى إليه السلام لست بمؤمن. وأن من كفر مسلما، فقد كفر. فهو لا يعرف من القرآن إلا رسمه، ومن الدين إلا قشره. فهم كالأنعام، بل هم أضل سبيلا.
أزهق أرواح مجموعة من الناس التقت، لإحياء ميلاد رسول الله(ص). وفجر أضرحة الصالحين، من آل محمد(ص). لأنه لم يستقي دروسه الأخلاقية، من منبع صافي. ولا نهل من منهج ابن رسول الله(ص)، الحسين بن علي(ع). الذي لم يمنع الماء عن جيش الحر الرياحي، رغم علمه بمقدمهم لقتاله. مع إبداء خوفه – وبكائه المر عليهم، لدخولهم النار لما يقترفون من الحرمة في قتله.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية