اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
بركات الروضة الرضوية
بركات الروضة الرضوية: وفيما يلي نورد بعض الأخبار التي تناقلتها مصادرنا القديمة في بركات الروضة الرضوية على مشرفها آلاف التحية والثناء:
1 - روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) بإسناده عن محمد بن عمر النوقاني، قال: بينا أنا نائم بنوقان في علية لنا، في ليلة ظلماء، إذ انتبهت فنظرت إلى الناحية التي فيها مشهد علي بن موسى الرضا () بسناباد، فرأيت نورا قد علا حتى امتلأ منه المشهد، وصار مضيئا كأنه نهار، فكنت شاكا في أمر الرضا ()، ولم أكن علمت أنه حق.
فقالت لي أمي وكانت مخالفة: ما لك ؟ فقلت لها: رأيت نورا ساطعا قد امتلأ منه المشهد بسناباد، فقالت أمي: ليس ذلك بشئ، وإنما هذا من عمل الشيطان.
قال: فرأيت ليلة أخرى مظلمة أشد ظلمة من الليلة الأولى مثل ما كنت رأيت من النور، والمشهد قد امتلأ به، فأعلمت أمي ذلك، وجئت بها إلى المكان الذي كنت فيه حتى رأت ما رأيت من النور، وامتلأ المشهد منه، فاستعظمت ذلك، وأخذت في الحمد لله عز وجل، إلا أنها لم تؤمن به كإيماني.
فقصدت إلى المشهد، فوجدت الباب مغلقا، فقلت: اللهم إن كان أمر الرضا () حقا، فافتح لي هذا الباب، ثم دفعته بيدي فانفتح، فقلت في نفسي: لعله لم يكن مغلقا على ما وجب، فغلقته حتى علمت أنه لم يكن فتحه إلا بمفتح، ثم قلت:
اللهم إن كان أمر الرضا () حقا، فافتح لي هذا الباب، ثم دفعته بيدي فانفتح، فدخلت وزرت وصليت، واستبصرت في أمر الرضا ()، فكنت أقصده بعد ذلك كل جمعة زائرا من نوقان، واصلي عنده إلى وقتي هذا .
2 - وعنه بإسناده عن أبي طالب الحسين بن عبد الله بن بنان الطائي، قال: سمعت أبا منصور عبد الرزاق يقول لحاكم طوس المعروف بالبيوردي: هل لك ولد ؟ فقال: لا.
فقال له أبو منصور: لم لا تقصد مشهد الرضا ()، وتدعو الله عنده حتى يرزقك ولدا ؟ فإني سألت الله تعالى هناك في حوائج فقضيت لي.
قال الحاكم: فقصدت المشهد (على ساكنه السلام)، ودعوت الله تعالى عند الإمام الرضا () أن يرزقني ولدا، فرزقني الله عز وجل ولدا ذكرا، فجئت إلى أبي منصور بن عبد الرزاق، وأخبرته باستجابة الله تعالى لي في المشهد، فوهب لي وأعطاني وأكرمني على ذلك.
قال الصدوق (رحمه الله): لما استأذنت الأمير السعيد ركن الدولة في زيارة مشهد الإمام الرضا ()، أذن لي في ذلك في رجب من سنة 352، فلما انقلبت عنه ردني، فقال لي: هذا مشهد مبارك، قد زرته، وسألت الله تعالى حوائج كانت في نفسي، فقضاها لي، فلا تقصر في الدعاء لي هناك والزيارة عني، فإن الدعاء فيه مستجاب، فضمنت ذلك له، ووفيت به، فلما عدت من المشهد (على ساكنه التحية والسلام) ودخلت إليه، قال لي: هل دعوت لنا، وزرت عنا ؟ فقلت: نعم.
فقال: قد أحسنت، فقد صح لي أن الدعاء في ذلك المشهد مستجاب .
3 - وعنه بإسناده، عن أبي نصر أحمد بن الحسين الضبي - قال: وما لقيت أنصب منه، وبلغ من نصبه أنه كان يقول: اللهم صل على محمد فردا، ويمتنع عن الصلاة على آله - قال: سمعت أبا بكر الحمامي الفراء في سكة حرب بنيسابور - وكان من أصحاب الحديث - يقول: أودعني بعض الناس وديعة فدفنتها، ونسيت موضعها، فلما أتى على ذلك مدة، جاءني صاحب الوديعة يطالبني بها، فلم أعرف موضعها، وتحيرت، واتهمني صاحب الوديعة.
فخرجت من بيتي مغموما متحيرا، ورأيت جماعة من الناس يتوجهون إلى مشهد الرضا ()، فخرجت معهم إلى المشهد، وزرت ودعوت الله تعالى أن يبين لي موضع الوديعة.
فرأيت هناك فيما يرى النائم، كأن آت أتاني فقال لي: دفنت الوديعة في موضع كذا وكذا.
فرجعت إلى صاحب الوديعة، فأرشدته إلى ذلك الموضع الذي رأيته في المنام، وأنا غير مصدق بما رأيت، فقصد صاحب الوديعة ذلك المكان، فحفره واستخرج منه الوديعة بختم صاحبها، فكان الرجل بعد ذلك يحدث الناس بهذا الحديث، ويحثهم على زيارة هذا المشهد (على ساكنه التحية والسلام) .
4 - وعنه، بإسناده عن أبي الحسن علي بن الحسن القهستاني، قال: كنت بمرو الرود، فلقيت بها رجلا من أهل مصر مجتازا اسمه حمزة، فذكر أنه خرج من مصر زائرا إلى مشهد الرضا () بطوس، وأنه لما دخل المشهد كان قرب غروب الشمس، فزار وصلى، ولم يكن ذلك اليوم زائرا غيره، فلما صلى العتمة، أراد خادم القبر أن يخرجه ويغلق الباب، فسأله أن يغلق عليه الباب، ويدعه في المشهد ليصلي فيه، فإنه جاء من بلد شاسع ولا يخرجه، وأنه لا حاجة له في الخروج، فتركه وغلق عليه الباب، وأنه كان يصلي وحده إلى أن أعيا، فجلس ووضع رأسه على ركبتيه ليستريح ساعة، فلما رفع رأسه رأى في الجدار مواجهة وجهه رقعة عليها هذان البيتان: من سره أن يرى قبرا برؤيته * يفرج الله عمن زاره كربه فليأت ذا القبر إن الله أسكنه * سلالة من نبي الله منتجبه قال: فقمت وأخذت في الصلاة إلى وقت السحر، ثم جلست كجلستي الأولى، ووضعت رأسي على ركبتي، فلما رفعت رأسي، لم أر ما على الجدار شيئا، وكأن الذي أراه مكتوبا رطبا، كأنه كتب في تلك الساعة.
قال: فانفلق الصبح، وفتح الباب، وخرجت من هناك .
5 - وعنه، بإسناده عن أبي الحسن محمد بن أبي عبد الله الهروي، قال: حضر المشهد رجل من أهل بلخ ومعه مملوك له، فزار هو ومملوكه الرضا ()، وقام الرجل عند رأسه يصلي، ومملوكه يصلي عند رجليه، فلما فرغا من صلاتهما، سجدا فأطالا سجودهما، فرفع الرجل رأسه من السجود، وقال: لبيك يا مولاي، فقال له: تريد الحرية ؟ فقال: نعم.
فقال: أنت حر لوجه الله تعالى، ومملوكتي فلانة ببلخ حرة لوجه الله، وقد زوجتها منك بكذا وكذا من الصداق، وضمنت لها ذلك عنك، وضيعتي الفلانية وقف عليكما وعلى أولادكما وأولاد أولادكما ما تناسلوا بشهادة هذا الإمام ().
فبكى الغلام، وحلف بالله تعالى وبالإمام () أنه ما كان يسأل في سجوده إلا هذه الحاجة بعينها، وقد تعرفت الإجابة من الله تعالى بهذه السرعة .
6 - وعنه، بالإسناد عن أبي النصر المؤذن النيسابوري، قال: أصابتني علة شديدة ثقل منها لساني، فلم أقدر على الكلام، فخطر ببالي أن أزور الرضا ()، وأدعو الله تعالى عنده، وأجعله شفيعي إليه حتى يعافيني من علتي ويطلق لساني.
فركبت حمارا، وقصدت المشهد، وزرت الرضا ()، وقمت عند رأسه، وصليت ركعتين وسجدت، وكنت في الدعاء والتضرع مستشفعا بصاحب هذا القبر إلى الله تعالى أن يعافيني من علتي ويحل عقدة لساني.
فذهب بي النوم في سجودي، فرأيت في المنام كأن القبر قد انفرج، وخرج منه رجل كهل آدم شديد الأدمة، فدنا مني، وقال لي: يا أبا النصر، قل لا إله إلا الله.
قال: فأومأت إليه: كيف أقول ذلك ولساني منغلق! فصاح علي صيحة، فقال: أتنكر لله قدرة ؟! قل: لا إله إلا الله.
قال: فانطلق لساني، فقلت: لا إله إلا الله، ورجعت إلى منزلي راجلا، وكنت أقول: لا إله إلا الله، وانطلق لساني، ولم ينغلق بعد ذلك .
7 - وروى الجويني بالإسناد عن زيد الفارسي، قال: كنت بمرو الرود منقرسا مدة سنتين، لا أقدر أن أقوم قائما، ولا أن أصلي قائما، فأريت في المنام: ألا تمر بقبر الرضا () وتمسح رجليك به، وتدعو الله تعالى عند القبر حتى يذهب ما بك ؟ قال: فاكتريت دابة وجئت إلى طوس، ومسحت رجلي بالقبر، ودعوت الله عز وجل، فذهب عني ذلك النقرس والوجع، فأنا ها هنا منذ سنتين وما نقرست .
8 - وعنه، قال الحاكم: وقد عرفني الله من كرامات التربة خير كرامة منها أني كنت منقرسا لا أتحرك إلا بجهد، فخرجت وزرت، وانصرفت إلى نوقان بخفين من كرابيس فأصبحت من الغد بنوقان، وقد ذهب ذلك الوجع، وانصرفت سالما إلى نيسابور .
9 - وروى الشيخ الصدوق بإسناده عن أبي النصر المؤذن، قال: امتلأ السيل يوما بسناباد، وكان الوادي أعلى من المشهد، فأقبل السيل حتى إذا قرب من المشهد خفنا على المشهد منه، فارتفع بإذن الله وقدرته تعالى، ووقع في قناة أعلى من الوادي، ولم يقع في المشهد منه شئ .
10 - وروى الجويني بإسناده عن محمد بن أبي علي الصائغ، يقول: سمعت رجلا عند قبر الرضا () يقول: كنت أفكر في شرف القبر وشرف من توارى فيه، فتخالج في قلبي الإنكار على بعض من بها، فضربت بيدي إلى المصحف متفئلا، فخرجت هذه الآية * (ويستنبؤونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق) * ، حتى ضربت ثلاث مرات، فخرج في كلها هذه الآية .
11 - وروى الصدوق بالإسناد عن الحاكم الرازي صاحب أبي جعفر العتبي، قال: بعثني أبو جعفر العتبي رسولا إلى أبي منصور بن عبد الرزاق، فلما كان يوم الخميس، استأذنته في زيارة الرضا ()، فقال: اسمع مني ما أحدثك به في أمر هذا المشهد: كنت في أيام شبابي أتصعب على أهل هذا المذهب، وأتعرض الزوار في الطريق، وأسلب ثيابهم ونفقاتهم ومرقعاتهم.
فخرجت متصيدا ذات يوم، وأرسلت فهدا على غزال، فما زال يتبعه حتى ألجأه إلى حائط المشهد، فوقف الغزال، ووقف الفهد مقابله لا يدنو منه، فجهدنا كل الجهد بالفهد أن يدنو منه، فلم ينبعث، وكان متى فارق الغزال موضعه يتبعه الفهد، فإذا التجأ إلى الحائط رجع عنه.
فدخل الغزال حجرا في حائط المشهد، فدخلت الرباط، فقلت لأبي النصر المقرئ: أين الغزال الذي دخل ها هنا الآن ؟ فقال: لم أره.
فدخلت المكان الذي دخله، فرأيت بعر الغزال وأثر البول، ولم أر الغزال وفقدته، فنذرت لله تعالى أن لا أؤذي الزوار بعد ذلك، ولا أتعرض لهم إلا بسبيل الخير، وكنت متى دهمني أمر فزعت إلى هذا المشهد فزرته، وسألت الله تعالى في حاجتي فيقضيها لي.
وقد سألت الله أن يرزقني ولدا ذكرا، فرزقني ابنا، حتى إذا بلغ وقتل عدت إلى مكاني من المشهد، وسألت الله أن يرزقني ولدا ذكرا، فرزقني ابنا آخر، ولم أسأل الله تعالى هناك حاجة إلا قضاها لي.
فهذا ما ظهر لي من بركة هذا المشهد (على ساكنه السلام) .
12 - وروى بالإسناد عن أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الحاكم، قال: سمعت أبا علي عامر بن عبد الله البيوردي الحاكم بمرو الرود، وكان من أصحاب الحديث، يقول: حضرت مشهد الرضا () بطوس، فرأيت رجلا تركيا قد دخل القبة، ووقف عند الرأس، وجعل يبكي ويدعو بالتركية، ويقول: يا رب، إن كان ابني حيا فاجمع بيني وبينه، وإن كان ميتا فاجعلني من خبره على علم ومعرفة.
قال: وكنت أعرف اللغة التركية، فقلت له: أيها الرجل ما لك ؟ فقال: كان لي ابن، وكان معي في حرب (إسحاق آباد) ففقدته ولا أعرف خبره، وله أم تديم البكاء عليه، فأنا أدعو الله تعالى ها هنا في ذلك، فإني سمعت أن الدعاء في هذا المشهد مستجاب.
قال: فرحمته، وأخذته بيده، وأخرجته لأضيفه ذلك اليوم، فلما خرجنا من المسجد لقينا رجلا طويلا مختطا عليه مرقعة، فلما أبصر بذلك التركي وثب إليه فعانقه وبكى، وعرف كل واحد منهما صاحبه، فإذا هو ابنه الذي كان يدعو الله تعالى أن يجمع بينه وبينه، أو يجعله من خبره على علم، عند قبر الرضا ().
قال: فسألته كيف وقعت إلى هذا الموضع ؟ قال: فقال: وقعت إلى طبرستان بعد حرب (إسحاق آباد)، ورباني ديلمي هناك، فالآن لما كبرت خرجت في طلب أبي وأمي، فقد كان خفي علي خبرهما، وكنت مع قوم أخذوا الطريق إلى ها هنا، فجئت معهم.
فقال ذلك التركي: لقد ظهر لي من أمر هذا المشهد ما صح لي به يقيني، وقد آليت على نفسي أن لا أفارق هذا المشهد ما بقيت .
13 - وروى الصدوق بالإسناد عن محمد بن أحمد السناني النيسابوري، قال: كنت في خدمة الأمير أبي نصر بن أبي علي الصغاني صاحب الجيش، وكان محسنا إلي، فصحبته إلى صغانيان، وكان أصحابه يحسدونني على ميله إلي وإكرامه لي، فسلم إلي في بعض الأوقات كيسا فيه ثلاثة آلاف درهم وختمه، وأمرني أن أسلمه في خزانته، فخرجت من عنده، فجلست في المكان الذي يجلس فيه الحجاب، ووضعت الكيس عندي، وجعلت أحدث الناس في شغل لي، فسرق ذلك الكيس ولم أشعر به.
وكان للأمير أبي نصر غلام يقال له خطلخ تاش، وكان حاضرا، فلما نظرت لم أر الكيس، فأنكر جميعهم أن يعرفوا له خبرا، وقالوا لي: ما وضعت ها هنا شيئا، فما وضعت هذا إلا افتعالا، وكنت عارفا بحسدهم لي، فكرهت تعريف الأمير أبي نصر الصغاني لذلك، خشية أن يتهمني، وبقيت متحيرا متفكرا لا أدري من أخذ الكيس، وكان أبي إذا وقع له أمر يحزنه فزع إلى مشهد الرضا () فزاره، ودعا الله عز وجل عنده، وكان يكفى ذلك عنده، ويفرج عنه.
فدخلت إلى الأمير أبي نصر من الغد، فقلت: أيها الأمير، تأذن لي في الخروج إلى طوس، فلي بها شغل ؟ فقال لي: وما هو ؟ قلت: كان لي غلام طوسي فهرب مني، وقد فقدت الكيس، وأنا أتهمه به.
فقال لي: أنظر أن لا تفسد حالك عندنا.
فقلت: أعوذ بالله من ذلك.
فقال لي: ومن يضمن لي الكيس إن تأخرت ؟ فقلت له: إن لم أعد بعد أربعين يوما، فمنزلي وملكي بين يديك، فكتب إلى أبي الحسن الخزاعي بالقبض على جميع أسبابي بطوس، فأذن لي.
فخرجت وكنت أكتري من منزل إلى منزل، حتى وافيت المشهد (على ساكنه السلام) فزرت ودعوت الله تعالى عند رأس القبر أن يطلعني على موضع الكيس.
فذهب بي النوم هناك، فرأيت رسول الله () في المنام، يقول لي: قم، فقد قضى الله تعالى حاجتك.
فقمت فجددت الوضوء، وصليت ما شاء الله ودعوت، فذهب بي النوم، فرأيت رسول الله () في المنام، فقال لي: الكيس سرقه خطلخ تاش، ودفنه تحت الكانون في بيته، وهو هناك بختم أبي نصر الصغاني.
قال: فانصرفت إلى الأمير أبي نصر الصغاني، قبل الميعاد بثلاثة أيام، فلما دخلت عليه، قلت: قد قضيت حاجتي، فقال: الحمد لله، فخرجت وغيرت ثيابي وعدت إليه، فقال: أين الكيس ؟ فقلت له: الكيس مع خطلخ تاش، فقال: من أين علمت ؟ فقلت: أخبرني به رسول الله () في منامي عند قبر الرضا ().
قال: فاقشعر بدنه لذلك، وأمر بإحضار خطلخ تاش، فقال له: أين الكيس الذي أخذته من بين يديه ؟ فأنكر، وكان من أعز غلمانه، فأمر أن يهدد بالضرب، فقلت: أيها الأمير، لا تأمر بضربه، فإن رسول الله () قد أخبرني بالموضع الذي وضعه فيه.
قال: وأين هو ؟ قلت: هو في بيته مدفون تحت الكانون بختم الأمير.
فبعث إلى منزله بثقة له، وأمره أن يحفر موضع الكانون، فتوجه إلى منزله وحفر، فأخرج الكيس مختوما، فوضعه بين يديه، فلما نظر الأمير إلى الكيس وختمه عليه قال لي: يا أبا نصر، لم أكن عرفت فضلك قبل هذا الوقت، وسأزيد في برك وإكرامك وتقديمك، ولو عرفتني أنك تريد قصد المشهد لحملتك على دابة من دوابي.
قال أبو نصر: فخشيت أولئك الأتراك أن يحقدوا علي ما جرى، فيوقعوني في بلية، فاستأذنت الأمير، وجئت إلى نيسابور، وجلست في الحانوت أبيع التين إلى وقتي هذا .
14 - وفي روضات الجنات: أن أنو شيروان المجوسي الإصفهاني، كان بمنزلة عند خوارزم شاه، فأرسله رسولا إلى حضرة السلطان سنجر بن ملك شاه، وكان به برص فاحش، وكان يهاب أن يدخل على السلطان لما عرف من نفور الطبائع منه.
فلما وصل إلى حضرة الرضا () بطوس، قال له بعض الناس: لو دخلت قبته وزرته وتضرعت حول قبره، وتشفعت إلى الله سبحانه به، أجابك إليه، وأزال ذلك عنك.
فقال: إني رجل ذمي، ولعل خدم المشهد يمنعوني من الدخول في حضرته.
فقيل له: غير زيك، وادخلها من حيث لا يطلع على حالك أحد، ففعل واستجار بقبره، وتضرع في الدعاء، وابتهل، وجعله وسيلة إلى الله تعالى، فلما خرج نظر إلى يده، فلم ير فيها أثر البرص، ثم نزع ثوبه وتفقد بدنه، فلم يجد به أثرا، فغشي عليه، وأسلم وحسن إسلامه، وقد جعل للقبر شبه صندوق من الفضة، وأنفق عليه مالا، وهذا مشهور شائع، رآه خلق كثير من أهل خراسان .
ولقد شاهد الناس، وعلى مر العصور، كثيرا من كرامات الإمام الرضا () في استجابة الدعاء، وقضاء الحاجات، وشفاء العاهات، وذلك بالتوسل إلى الله تعالى بمنزلة صاحب هذه البقعة المباركة عنده تعالى، وفي عصرنا الحاضر، شاهدنا وسمعنا ما لا يحصى من هذه الكرامات .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على اهل بيت النبوة وموضع الرسالة ورحمة الله وبركاته
يا أرض طوس سقاك الله رحمته..........ماذا حويت من الخيرات ياطوس
طابت بقاعك في الدنيا وطيبها...........شخص ثوى في سناباد مرموس
شخص عزيز على الأسلام مصرعه.......في رحمة الله مغمور ومغموس
يا قبره أنت قبر قد تضمنه................حلم وعلم وتطهير وتقديس
فخراً فإنك مغبوط بجثته..................وبالملائكة الأبرار محروس
السلام عليك يا شمس الشموس
شكرا أخت منتظرة المهدي رزقنا الله وأياك في الدنيا زيارته وفي الأخرة شفاعته