تحريف البشارة النبوية وادعاء المهدية ! - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع منتظرة المهدي مشاركات 2 الزيارات 2920 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي تحريف البشارة النبوية وادعاء المهدية !
قديم بتاريخ : 30-Jan-2010 الساعة : 09:33 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


تحريف البشارة النبوية وادعاء المهدية !

1- قال النبي (من عترتي)فجعلوها (من أمتي)

إقرأ هذا الحديث الصحيح عندهم ، الذي رواه الحافظ الإمام ابن المنادي/41 ، قال: (أخبرنا عبد الرزاق بن همام قال: قلت لسعيد بن المسيب أحق المهدي؟ قال حق ، قال قلت: ممن هو ؟ قال من قريش ، قلت: من أي قريش؟ قال: من بني هاشم قلت: من أي بني هاشم ؟ قال: من بني عبد المطلب ، قلت: من أي عبد المطلب ؟ قال: من ولد فاطمة . قلت: من أي ولد فاطمة ؟ قال: حسبك الآن)؟ورواه في فرائد فوائد الفكر/65 عن قتادة ، وابن طاووس/164 وطبعة/320 و344، عن فتن زكريا ، ورواه في ينابيع المودة:3/262، والسيد الميلاني في شرح منهاج الكرامة:1/255، عن شرح المواقف:5/342، وشرح المقاصد:8/232، وفي جميعها: قلت: من أي ولد فاطمة؟ قال: حسبك الآن).انتهى. وسبب كتمان ابن المسيب لحديث رسول الله أن مدح أهل البيت كان جريمة عند السلطة ، فهو يخاف منهم ، كما يخاف من مدعي المهدية أن يكذبهم !
والنتيجة: أن تخوف الرواة من رواية الأحاديث النبوية التي تحدد هوية الإمام المهدي وتغيير عترتي بأمتي كان ضرورياً للخليفة وأتباعه ، كما ترى في صحيح ابن حبان:8/11، ومسند أبي يعلى:2/291، عن عبد الله بن عمر قال: قال النبي : يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه إسمي وخلقه خلقي ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً). والطبراني الكبير:10/168،عن ابن عمر، قال رسول الله : لاتذهب الأيام والليالي، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم حتى يبعث الله رجلاً من أمتي ، يواطئ اسمه) وغيره وغيره ، ومرة تجد التحريف عن ابن عمر ومرة عن ابن عمرو ومرة منسوباً الى ابن مسعود ! وحتى لأبي سعيد الخدري المعروف بصدقه وجرأته حتى أنه رفض البيعة ليزيد فنتف زبانيته كل شعر وجهه في وقعة الحرة !
قال الداني في سننه/100: عن أبي سعيد الخدري: قال رسول الله : يخرج رجل من أمتي يعمل بسنتي ، ينزل الله له البركة منه السماء ، وتخرج له الأرض بركتها ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً) . وروى تلميذه أبو الصديق الناجي أنه كان يتذكر حديث النبي ويبكي! قال: قال أبو سعيد الخدري وهو قاعد في أصل منبر النبي وله حنين ! قلت: ما يبكيك؟ قال: تذكرت النبي ومقعده على هذا المنبر، قال: إن من أهل بيتي الأقنى الأجلى، يأتي الأرض وقد ملئت ظلماً وجوراً، فيملؤها قسطاً وعدلاً). (سنن الداني/93) . ولك أن تفسر بكاءه حنيناً الى النبي وشوقاً الى المهدي من عترة النبوية المظلومة ! وتعرف أن عليك أن تضع كلمة(عترتي) بدل(أمتي) في كل حديث اعتدت فيه الخلافة على حق العترة !
2- غيروا (إسمه إسمي) الى (يواطي اسمه اسمي) !

كنت أقرأ أحاديثهم أن النبي قال: (يواطي إسمه إسمي)فأتساءل: هل يمكن أن يعبر النبي بمثل هذا التعبير؟ فهو كلام من يظن ظناً والنبي صاحب علم ويقين ، أو هو كلام الذي يريد أن يبهم ويقول: (إسمه قريب من إسمي) ، لكن هل للنبي غرض في إبهام إسم المهدي !
وعندما تتبعتُ أحاديث أهل البيت الصادقين الطاهرين وجدت نصوصهم كلها (إسمه إسمي) وليس فيها أثرٌ لكلمة يواطي أو يقارب أو يوافق !
ففي كمال الدين:1/286، عن جابر رحمه الله قال: قال رسول الله: المهدي من ولدي إسمه إسمي وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلْقاً وخُلُقاً ، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً).انتهى.
لكن المهم عند من يدعي المهدية لمعاوية وموسى بن طلحة أن يزحزحوا إسم المهدي عن إسم النبي الى ما يواطيه أي يوافقه أو يقاربه ، ليجعلوا إسم موسى ومعاوية موافقين له في المعنى ! والملاحظ أن الرواة عن ابن مسعود هم الذين اخترعوا(يواطي) ! قال ابن المنادي في سننه/41: (سألت عاصم بن أبي النجود فقلت له: يا أبا بكر أذكرت زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود ، قال: قال رسول الله : لاتنقضي الدنيا حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي؟ فقال: نعم ، وكذلك خليفة).انتهى. ولعل تحريفهم بدأ بجعل: إسمه إسمي: إسمه كإسمي..يوافق إسمي..يواطي إسمي!(الطبراني الكبير:10/161، وابن المنادي/41، عن ابن مسعود)!
بينما رواية حذيفة تقول (إسمه إسمي) ، كما في عقد الدرر/24 ، عن أبي نعيم في صفة المهدي قال: وعن حذيفة قال خطبنا رسول الله فذكَّرنا رسول الله بما هو كائن ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال يارسول الله من أي ولدك؟ قال من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين) .انتهى.
3- أضافوا الى النص النبوي: (واسم أبيه إسم أبي)؟

والد الإمام المهدي هو الإمام الحسن ، المعروف بالعسكري عليهما السلام لأن الخلافة فرضت عليه وعلى أبيه الإمام الهادي عليهما السلام الإقامة الجبرية في عاصمتها سامراء وكان إسمها العسكر ، فعرف كل منهما باسم: (العسكرييْن) .
لكن المعروف عند أتباع المذاهب السنية أن إسم المهدي إسم النبي وإسم أبيه عبدالله ، على اسم والد النبي .
وقد جاءهم ذلك من مدعي المهدية لمن إسم أبيه عبدالله ، ومن أقدمهم المهدي الحسني محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى ، والمهدي العباسي محمد بن عبدالله المنصور الدوانيقي !
وقد تعصب لهذه الزيادة أتباع ابن تيمية ، وزادوا عليها إلغاء كافة الأحاديث التي تنص على أن المهدي من أولاد علي وفاطمة عليهما السلام ، ليفسحوا المجال بذلك لمهديهم محمد بن عبدالله غير الهاشمي !
مثلاً ، قامت حركة محمد بن عبدالله العتيبي في مطلع القرن الخامس عشر عام 1400هجرية على ادعاء أنه هو المهدي الموعود ، وسيطر على الحرم المكي لعدة أيام وكان قائده العسكري أخ زوجته جهيمان ، ودعا المسلمين الى بيعة صهره المهدي محمد بن عبدالله العتيبي ! وقد قتل هذا المهدي المسكين وصهره ولم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً !
ثم ادعى السلفيون المهدية لشخص آخر من بريدة إسمه محمد بن عبدالله ، مازال حياً ، ولعله من قبيلة هوازن ، وزعموا أن فيه صفات الإمام المهدي وأخذوه الى مفتيهم الأكبر ابن باز وكلمه وامتحنه فأعجبه ووافقهم على انطباق الصفات عليه وتمنى له التوفيق ! وقد نشرت هذا الخبر مواقعهم قبل نحو سنتين من وفاة شيخهم ابن باز ، ولم نقرأ عن مهدي بريدة بعد ذلك إلا أنهم أخذوه الى الشيشان وأفغانستان لتنطبق عليه الرواية الصحيحة عندهم أنه يخرج من المشرق !
لكن الصحيح أن الإمام المهدي يخرج من مكة ، ومعنى يبدأ أمره من المشرق: تبدأ حركة أنصاره الممهدين أصحاب الرايات السود وأهل المشرق .
ويظهر أن أصل هذه الزيادة من نص نسبه الراوي الى عبد الله بن مسعود: قال رسول الله : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهلي، يواطئ اسمه إسمي ، واسم أبيه إسم أبي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ). ورواه ابن حماد:1/367، وابن أبي شيبة:15/198، والطبراني في الأوسط:2/135 ، والداني/94، والعلل المتناهية:2/856 ، وتاريخ البغدادي:5/391 ، بتفاوت في رواياتهم لكن فيها كلها: واسم أبيه إسم أبي . ورواها غيرهم وغيرهم .
لكنها لم ترد في مصادر أساسية معتمدة عندهم ! ففي مسند أحمد:1/376 بروايتين عن زر بن حبيش، عن عبد الله: قال رسول الله : لاتنقضي الأيام ولايذهب الدهر حتى يملك العرب... وليس فيه: واسم أبيه إسم أبي . وفي الروض الداني على المعجم الصغير:2/290 ، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : لاتذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً . ومثله جامع الأحاديث للسيوطي:7/264، بروايتين عن أبن مسعود أيضاً ، ولفظهما: لاتذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي). ومسند البزار:5/225، وزين الفتى:1/382، وأبو داود:4/106، بثلاثة أسانيد أخرى عن عبد الله ابن مسعود ، وليس فيها: إسم أبيه إسم أبي. والترمذي:4/505 ، كرواية أحمد الثانية ، والطبراني الكبير:10/166، والداني/98 ، كأبي داود بتفاوت ، عن عبد الله بن مسعود . ومصابيح البغوي:3/492 ، وجامع الأصول:11/48 ، بدون: إسم أبيه إسم أبي. والإعتقاد للبيهقي/173، رواه عن علي بدونها ، ثم قال: ورواه عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود عن النبي : وذكر فيه: يواطئ اسمه إسمي واسم أبيه إسم أبي .
وقد نقد بعض كبار علمائهم هذه الزيادة كالشافعي في البيان/482 ، قال: (أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري في كتاب مناقب الشافعي ذكر هذا الحديث وقال فيه: وزاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً مني، أو من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي واسم أبيه إسم أبي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . قلت: وذكر الترمذي الحديث ولم يذكر قوله واسم أبيه إسم أبي . وقال في مشكاة المصابيح:3/24: رواه الترمذي وأبو داود وليس فيه واسم أبيه إسم أبي ، وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار اسمه إسمي فقط ، والذي رواه إسم أبيه إسم أبي فهو زائدة وهو يزيد في الحديث . والقول الفصل في ذلك أن الإمام أحمد مع ضبطه وإتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع واسمه اسمي).
وقال السلمي في عقد الدرر/27: أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سننه ، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا ، وليس فيه: واسم أبيه إسم أبي).انتهى.
أقول: يوجد عدة رواة إسم كل منهم زائدة وبعضهم ابن أبي زائدة ، ولم أصل الى تحديد زائدة الذي زاد (واسم أبيه إسم أبي) وأشهرهم زائدة بن قدامة ولاينطبق عليه كلامهم ، ولعلهم يقصدون: زائدة مولى عثمان بن عفان ، روى عن سعد بن أبي وقاص وروى عنه أبو الزناد ، وقال عنه أحمد: حديثه منكر.(الجرح والتعديل للرازي:3/611 وكامل ابن عدي:3/228) . وفائدة تعيينه معرفة حاله وصلته بمدعي المهدية الذين كذب لحسابهم كمعاوية وموسى بن طلحة ، ومن بعدهما من العباسيين والحسنيين .
ومع شهادتهم بأن الزيادة موضوعة ، لا تبقى حاجة لمحاولة بعضهم تأويلها كالشبلنجي والأربلي والهروي والنوري والمجلسي وغيرهم ، حيث قالوا ربما ربما كان أصلها: واسم أبيه إسم نبي ، أو إسم ابني أي الحسن ، ثم صحفت كلمة نبي أو ابني بأبي ، ولكن ذلك كله تكلف بعد طعنهم بزائدها !
هذا ، وقد يستشكل على بعض علماء الشيعة بأنه أورد هذه الزيادة في بعض ما رواه ، لكن ذلك دليل على أمانته في النقل ، كالطوسي وابن طاووس وغيرهم ، فقد روى ابن الشيخ الطوسي رحمه الله في أماليه:1/361، بسنده عن أبيه رحمه الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبي الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ففتح الله عليه . وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة . وقال له.... في حديث طويل جاء فيه: ثم بكى النبي فقيل: مم بكاؤك يارسول الله؟قال: أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده . وأخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم ، واجتمعت الأمة على محبتهم ، وكان الشانئ لهم قليلاً والكاره لهم ذليلاً، وكثر المادح لهم . وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد والإياس من الفرج ، وعند ذلك يظهر القائم منهم . فقيل له: ما اسمه؟ قال النبي : إسمه كإسمي ، واسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي ، يظهرالله الحق بهم ، ويخمد الباطل بأسيافهم ، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف منهم . قال: وسكن البكاء عن رسول الله فقال: معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج فإن وعد الله لايخلف وقضاءه لايرد وهو الحكيم الخبير ، فإن فتح الله قريب . اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . اللهم أكلأهم وارعهم ، وكن لهم وانصرهم وأعنهم وأعزهم ولاتذلَّهم واخلفني فيهم ، إنك على كل شئ قدير). (ومناقب الخوارزمي/23).
أقول: فلا يُتوهم أنهما يؤيدان هذه الزيادة ، فقد نصّا كغيرهم من علمائنا على أن إسم أبيه الإمام الحسن العسكري عليهما السلام ، بل هو من ضرورات مذهبنا .
على أن امثال هذه الزيادة في الشاذ من رواياتنا قد تكون من رواة من غير مذهبنا ، وبعضهم استبصر وبقي تأثره برواياتهم فتسرب الينا من روايته !
4- (من وُلْد الحسين) جعلوها (من وُلْد الحسن) !

وقد وثَّقنا في المجلد الثالث من جواهر التاريخ استغلال الأمويين ورواتهم صلح الإمام الحسن لمعاوية، ومحاولتهم أن يصوروه مخالفاً لأبيه وأخيه وأنه كان معارضاً لحرب الجمل وصفين ، وأنه أوصى الحسين أن لايخرج على بني أمية ! ورووا أحاديث ظاهرها المدح له وغرضها التعريض بأبيه وأخيه !
ومن أعمالهم هنا أنهم انتقموا من الحسين فصادروا منه أن المهدي من ولده وأعطوه للإمام الحسن ! ولكي يؤكدوا كذبهم رووه عن علي !
قال ابن حماد:1/374، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمى النبي الحسن سيداً ، وسيخرج الله من صلبه رجلاً اسمه اسم نبيكم ، يملأ الأرض عدلاً كماً ملئت جوراً). ورواه أبو داود في سننه:4/108، ونصه: (عن أبي إسحاق ، قال: قال علي ونظر إلى ابنه الحسن ، فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق . ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلاً). وجامع الأصول:11/49 ومختصر أبي داود:6/162 , وعنهما عقد الدرر/23 ، ومشكاة المصابيح:3/26 وفتن ابن كثير:1/38 ، والحاوي:2/59 ، وعون المعبود:11/381 ، وعقيدة أهل السنة /16.. الخ.
وقد تمسك أتباع الخلافة بهذا(الحديث)وطبَّل به أتباع بني أمية وشتموا به الشيعة! وأغمضوا عيونهم عما يعارضه ، بل عن روايتهم للحديث نفسه بلفظ: (قال علي ونظر الى ابنه الحسين) ، واحتمال التصحيف وارد بين إسم الحسن والحسين عليهما السلام !
قال المناوي في فيض القدير:6/362: (قال السمهودي: ويتحصل مما ثبت في الأخبار عنه أنه من ولد فاطمة ، وفي أبي داود أنه من ولد الحسن ، والسر فيه ترك الحسن الخلافة لله شفقة على الأمة ، فجعل القائم بالخلافة بالحق عند شدة الحاجة وامتلاء الأرض ظلماً من ولده ، وهذه سنة الله في عباده إنه يعطى لمن ترك شيئاً من أجله أفضل مما ترك أو ذريته ، وقد بالغ الحسن في ترك الخلافة ونهى أخاه عنها ، وتذكر ذلك ليلة مقتله فترحم على أخيه ! وما روى من كونه من ولد الحسين فواه جداً ). انتهى.
وقال ابن تيمية في منهاجه:4/95: (فالمهدي الذي أخبر به النبي اسمه محمد بن عبد الله ، لا محمد بن الحسن ، وقد روى عن علي رضي الله عنه أنه قال هو من ولد الحسن بن علي ، لا من ولد الحسين بن علي). ونحوه:8/258.
وزاد تلميذه ابن قيم في المنار المنيف/151، فقال: ( القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت النبي من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً ، وأكثر الأحاديث على هذا تدل . وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض ، وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه . وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها) ! راجع أيضاً فرحتهم بهذا الحديث وتطبيلهم به في: صواعق ابن حجر:2/480 و680، والحاوي:2/85 ، والفتاوى الحديثية/30 ، وعون المعبود:11/256 ، وفائق الزمخشري:1/230، والسيرة الحلبية:1/314 ، وغريب الحديث لابن قتيبة:1/359).
وأفضل ما وجدته في الرد عليهم ما كتبه السيد الميلاني في مجلة تراثنا/عدد43/59 قال: (لايخفى أن هذا الحديث يؤيد النتيجة المتفق عليها بين أهل الإسلام ، وهي كون المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان هو من ولد فاطمة كما تقدم في أول البحث ، وهو مقيد لما في تلك النتيجة من إطلاق ...وليس فيه اختلاف أو تعارض معها ، بل التعارض الظاهر فيه إنما هو لأحاديث كون المهدي من ولد السبط الشهيد الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب ...وأول ما يلحظ عليه:
1- إنه لم يخرجه أحد من المحدثين غير أبي داود ، لا قبله ولا بعده ، وكل من أورده من المتأخرين عن عصر أبي داود فهو نقله عنه .
2 - اختلاف النقل عن أبي داود في هذا الحديث ، فقد قال الجزري الشافعي (ت833 ه‍) في كتابه أسمى المناقب بعد أن ذكر ما يخص كون المهدي من ذرية الإمام الحسن ما هذا نصه: والأصح أنه من ذرية الحسين بن علي لنص أمير المؤمنين علي على ذلك في ما أخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرقي قراءة عليه قال: أنبأنا أبو الحسن البخاري ، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي ، أنبأنا أبو البدر الكرخي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو عمر الهاشمي ، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي ، أنبأنا أبو داود الحافظ قال: حدثت عن هارون بن المغيرةقال: حدثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ،عن أبي إسحاق قال علي ونظر إلى ابنه الحسين....هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عنه .
3- الحديث منقطع ولاحجة في المنقطع لأن من رواه عن علي هو أبو إسحاق والمراد منه السبيعي ، وهو ممن لم تثبت له رواية واحدة سماعاً عن أمير المؤمنين علي لأنه رأى علياً رؤية كما نص عليه المنذري في شرح حديث أبي داود: وكان عمر السبيعي عند شهادة أمير المؤمنين سنة40 ه‍ سبع سنين ، لأنه ولد كما في قول ابن حجر لسنتين بقيتا من خلافة عثمان).
4- الحديث بالإضافة إلى انقطاعه فقد رواه أبو داود عن مجهول لم يسمه حيث قال كما مر: (حُدِّثت عن هارون) ثم ساق الحديث ، وهذا وحده يكفي لإبطاله ! على أن السيد صدر الدين الصدر قد ناقش هذا الحديث ورده بستة وجوه ، فقال ما نصه: (أقول: بحسب القواعد المقررة في أصول الفقه لا يصح الاستناد إلى رواية أبي داود المذكورة لأمور: الأول: اختلاف النقل عن أبي داود ففي عقد الدرر نقلها عن أبي داود في سننه وفيها: أن علياً نظر إلى ابنه الحسين . الثاني: إن جماعة من الحفاظ نقلوا هذه القصة بعينها وفيها: أن علياً نظر إلى ابنه الحسين ، كالترمذي ، والنسائي ، والبيهقي كما في عقد الدرر . الثالث: احتمال التصحيف فيها فإن لفظ الحسين والحسن في الكتابة وقوع الإشتباه فيه قريب جداً سيما في الخط الكوفي. الرابع: إنها مخالفة لما عليه المشهور من علمائهم كما نص عليه بعضهم . الخامس: إنها معارضة بأخبار كثيرة أصح سنداً وأظهر دلالة . السادس: إن احتمال الوضع وكونها صنيعة الدرهم والدينار قريب جداً ، تقرباً إلى محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزكية) . انتهى.
وذكر في هامشه مصادر أحاديث أنه من ولد الحسين قال: أنظر: المنار المنيف:148 رقم 329 ، فصل50 عن المعجم الأوسط للطبراني ، عقد الدرر/24 باب 1، عن كتاب الأربعين لأبي نعيم الأصبهاني . ذخائر العقبى:136 ، وقد جعل حديث المهدي من ولد الإمام الحسين عليهما السلام مقيداً لما أطلق قبله ، فرائد السمطين:2/325 رقم 575 باب 61 ، القول المختصر:7/37 باب 1 ، فرائد فوائد الفكر:2 باب 1 ، السيرة الحلبية:1/193 ، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي:1/196 ، ينابيع المودة:224 باب 56 و492 ، كشف الغمة: 3/259 ، كشف اليقين:117 ، إثبات الهداة:3/617 رقم 174 باب 32 ، حلية الأبرار:2/701 رقم 54 باب 41 ، غاية المرام:694 رقم 17 باب 141 ، منتخب الأثر/154 رقم40 باب 1 ، وفيه أحاديث كثيرة جداً من طرق أهل السنة تثبت كون الإمام المهدي من ولد الحسين ، وأن أباه هو الحسن العسكري ). انتهى.
أقول: ويظهر لك شك علمائهم في مقولتهم بأنه من ولد الحسن ، حيث حاولوا الصلح بين النصين فقالوا إنه حسني وأمه حسينية أو بالعكس ! ففي فوائد الفكر/101: (فقال سلمان: من أي ولدك هو؟ قال: من ولد ابني هذا وضرب على الحسين... ولعل الجمع بينهما أن أباه من ذرية أحدهما ، وأمه من ذرية الآخر . فتأمل).
أما مصادرنا ، فهي صريحة متواترة بأن النبي نص على أن الأئمة التسعة المعصومين هم من ذرية الحسين لا من ذرية الحسن .
ففي العياشي:2/291، عن حمران ، عن أبي جعفر قال: قلت له: يا ابن رسول الله زعم ولد الحسن أن القائم منهم وأنهم أصحاب الأمر ، ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك فقال: نحن والله أصحاب الأمر ، وفينا القائم ، ومنا السفاح والمنصور ، وقد قال الله: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً ، نحن أولياء الحسين بن علي عليهما السلام وعلى دينه). وعنه إثبات الهداة:3/552 ، والبحار:8/146.
وفي كمال الدين:2/358 ، عن المفضل بن عمر ، عن الإمام الصادق قال: سألته عن قول الله عز وجل: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ؟ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب الله عليه ، وهو أنه قال: أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، إلا تبت عليَّ ، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم . فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله فأتمهن؟ قال: يعني فأتمهن إلى القائم اثني عشر إماماً ، تسعة من ولد الحسين . قال المفضل فقلت: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ؟ قال: يعني بذلك الإمامة جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة . قال فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام وهما جميعاً ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال: إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وأخوين ، فجعل الله عز وجل النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلك؟ وإن الإمامة خلافة الله عز وجل في أرضه وليس لأحد أن يقول لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهما السلام لأن الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله:لايُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) . ومثله معاني الأخبار/126، والخصال/304 ، ومناقب ابن شهرآشوب:1/283 ، ومجمع البيان:1/200، وإرشاد القلوب/421 ، وتأويل الآيات:1/77 ، وإثبات الهداة:1/645، والبحار:11/177.
ولا ينافي الإختيار الإلهي ما رواه في تفسير العياشي:2/72، عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله قال: قلت له أخبرني عن خروج الإمامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين كيف ذلك وما الحجة فيه ؟ قال: لما حضر الحسين ما حضره من أمر الله لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه ولا يوصى بها فيهم ، يقول الله: وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ ، فكان ولده أقرب رحماً إليه من ولد أخيه ، وكانوا أولى بالإمامة وأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها ، فصارت الإمامة إلى الحسين ، وحكمت بها الآية لهم فهي فيهم إلى يوم القيمة). لأنه يدل على أن الله تعالى أجرى اختياره للإمامة على حكمه بأولوية الرحم في الإرث .
5- معاوية أول من ادعى أنه المهدي الموعود !

قال ابن حماد في الفتن:1/370: (عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد قال: سمعت ابن عباس وهو عند معاوية يقول: يبعث الله المهدي منا أهل البيت ).
أقول: هذا هو السبب في ادعاء معاوية أنه المهدي رداً على مهدي بني هاشم !
روى السيد ابن طاوس رحمه الله في الملاحم والفتن/115، وطبعة/238، عن الطبري المؤرخ المعروف ، في كتابه عيون أخبار بني هاشم ، الذي صنفه للوزير علي بن عيسى بن الجراح . قال ابن طاووس رحمه الله : (وجدته ورويته من نسخة عتيقة ظاهر حالها أنها كتبت في حياته ، فقال ما هذا لفظه: ذكر المهدي والإمام ، قال: وبإسناده: إن معاوية أقبل يوماً على بني هاشم فقال: إنكم تريدون أن تستحقوا الخلافة بما استحققتم به النبوة ولم يجتمعا لأحد ، ولعمري إن حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس ! إنكم تقولون نحن أهل بيت الله فما بال النبوة محلها فينا والخلافة في غيرنا ؟ وهذه شبهة لها تمويه ، وإنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق حتى تعرف ، وإنما الخلافة تنقلب في أحياء قريش برضا العامة وشورى الخاصة فلم يقل الناس ليت بني هاشم ولونا ، وإن بني هاشم لو ولونا لكان خيراً لنا في ديننا ودنيانا ، فلا هم اجتمعوا على غيركم يمنعوكم ، ولو زهدتهم فيها أمس لم تقاتلوننا عليها اليوم ؟ وقد زعمتم أن لكم ملكاً هاشمياً ومهدياً قائماً ، والمهدي عيسى بن مريم ، وهذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه إليه ، ولعمري لئن ملكتم ما ريح عاد ولاصاعقة ثمود بأهلك للناس منكم ، ثم سكت ! فقام فيهم عبد الله بن عباس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما قولك إنا لا نستحق الخلافة بالنبوة فإذا لم نستحق الخلافة بالنبوة فبمَ نستحق ؟!
وأما قولك إن الخلافة والنبوة لم يجتمعا لأحد ، فأين قول لله سبحانه وتعالى: فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً . فالكتاب النبوة ، والحكمة السنة والملك الخلافة ، ونحن آل إبراهيم أمر الله فينا وفيهم واحد والسنة فينا وفيهم جارية ، وأما قولك: إن حجتنا مشبهة فهي والله أضوأ من الشمس وأنور من القمر ، وإنك لتعلم ذلك ولكن ثنى عطفَك وصعَّرَ خَدَّك قَتْلُنا أخاك وجدك وعمك وخالك فلا تبك على عظام حائلة وأرواح زائلة في الهاوية ، ولا تغضبن لدماء أحلها الشرك ووضعها الإسلام !
فأما ترك الناس أن يجتمعوا علينا ، فما حرموا منا أعظم مما حرمنا منهم ، وكل أمر إذا حصل حاصله ثبت حقه وزال باطله ! وأما قولك إنا زعمنا أن لنا ملكاً مهدياً فالزعم في كتاب الله شك قال الله سبحانه وتعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُن ، فكلٌّ يشهد أن لنا ملكاً وأن لنا مهدياً لو لم يبق إلا يوم واحد لبعثه الله لأمره يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، لا تملكون يوماً إلا ملكنا يومين ولا شهراً إلا ملكنا شهرين ولا حولاً إلا ملكنا حولين ! وأما قولك إن المهدي عيسى بن مريم فإنما ينزل عيسى على الدجال فإذا رآه ذاب كما تذوب الشحمة ، والإمام رجل منا يصلي عيسى خلفه ، ولو شئت سميته . وأما ريح عاد وصاعقة ثمود فإنها كانتا عذاباً وملكنا رحمة). ومثله أمالي المفيد/14، وعنه كشف الغمة:2/51 .
لكن معاوية لم يكتف بذلك ، بل رتب من يروي له أن النبي دعا له ووصفه بأنه الهادي المهدي ! فصرت ترى في مسند أحمد:4/216، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي عن النبي أنه ذكر معاوية وقال: اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به ). ورواه الترمذي:5/350 ، وغيره ، من مصادر حديثهم !
ثم رتب معاوية شهادات علماء البلاط أو الخوافين من سوط البلاط بأن معاوية هو المهدي الموعود ! ففي تاريخ دمشق:59/172: ( عن الأعمش عن مجاهد قال: لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي). (ونهاية ابن كثير:8/143) .
وقد ضعَّف الخلال نسبة هذين القولين الى قتادة ومجاهد فقال في السنة:2/438: (عن قتادة قال: لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم: هذا المهدي . في إسناده عمرو بن جبلة لم أتوصل إلى معرفته ، أخبرنا محمد بن سليمان بن هشام قال ثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد قال لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي. إسناده ضعيف). كما ضعف الهيثمي في مجمع الزوائد:9/357 ، نسبة ذلك الى الأعمش أيضاً، قال: (وعن الأعمش قال: لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي . رواه الطبراني مرسلاً ، وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف) . انتهى.
لكن اين تيمية الأموي أكثر من بني أمية لم يهتم لتضعيف الخلال والهيثمي وصحح ذلك في منهاجه:6/233 ، فقال: (يونس عن قتادة قال: لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي ، وكذلك رواه ابن بطة بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال: لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي ! عن أبي إسحاق يعني السبيعي أنه ذكر معاوية فقال: لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم كان المهدي)!
كما ضرب بعرض الحائط شهادة إمامه عبدالله بن عمرو العاص بأن معاوية لا كرامة له حتى يوصف بأنه المهدي ! فقد روى ابن طاووس في الملاحم/326 ، أن عبد الله بن عمرو ذكر المهدي فقال أعرابي: هو معاوية بن أبي سفيان ! فقال عبد الله بن عمرو: لا ولا كرامة ، بل هو الذي ينزل عليه عيسى بن مريم). انتهى.
وقال الحافظ السقاف في تناقضات الألباني الواضحات:2/229: ( أورد الألباني حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة مرفوعاً: (اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به)يعني معاوية ، وهذا حديث لايصح بحال لوجوه:
أولاً: قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء:3/132، عن إسحاق بن راهويه أنه قال: (لايصح عن النبي في فضل معاوية شئ) .
ثانياً: هذا الحديث بالخصوص نص حذاق المحدثين على أنه لايصح . قال أبو حاتم الرازي كما في علل الحديث لابنه:2/362: إن عبد الرحمن ابن أبي عميرة لم يسمع هذا الحديث من النبي .وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب:6/220 ، نقلاً عن الحافظ ابن عبد البر إن عبد الرحمن بن أبي عمير هذا: لاتصح صحبته ، ولا يثبت إسناد حديثه) !
ثالثاً: طرق هذا الحديث تدور على سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن عميرة به . وسعيد بن عبد العزيز اختلط كما أقر واعترف هناك الألباني . وقد زعم الألباني أنه قد تابعه جمع ! ولم يصدق ! لأن من رجع إلى المتابعات التي زعمها في كتابه وجدها كلها تدور على سعيد بن عبد العزيز ، وسعيد هذا اختلط كما قال أبو مسهر ، وكذا قال أبو داود ويحيى بن معين كما تجد ذلك في التهذيب:4/54 ، وقد اعترف الألباني باختلاطه في مواضع منها في ضعيفته:3/393 ، ومنها في صحيحته:2/647 وغير ذلك فكيف يصح هذا أيضاً؟! فما على الألباني إلا أن ينقل الحديث للضعيفة) ! راجع أيضاً تحقيق السقاف لكتاب دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه لابن الجوزي/235).
أقول: يكفي للجواب على زعم معاوية وأتباعه كابن تيمية والألباني ، أن يقال لهم: ما بال إمامكم معاوية المهدي من ربه لم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ؟!
لكن مشكلة المعادين لأهل البيت أنه من الضروري لهم أن يصادروا البشارة النبوية بالمهدي من أهل البيت ويستبدلوها بنص أموي يقول: (المهدي رجل من أمتي) ، لينطبق على معاوية أو أي ناصبي آخر !
6- موسى بن طلحة ثاني من ادعى أنه المهدي الموعود !

كان عند عائشة مشروع في زمن أبيها أن تبقى الخلافة لبني تيم ، لأخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ، فإن لم يمكن فلابن عمها طلحة بن عبيدالله التيمي .
لكنها تفاجأت هي وطلحة بموت أبي بكر مسموماً وأنه أوصة الى عمر ، فدخل طلحة على أبي بكر غاضباً معترضاً: (لما استخلفه أبو بكر كره خلافته طائفة حتى قال له طلحة: ماذا تقول لربك إذا وليت علينا فظاً غليظاً ؟! فقال: أبا لله تخوفوني؟أقول: وليت عليهم خير أهلك).(منهاج السنة2:170 ط. بولاق ، وقد حرفه الوهابيون ! راجع:6/155، و349، و:7/461 ، من طبعتهم في برنامج مؤلفات الشيخ والتلميذ) .
لكن عائشة رغم ذلك واصلت عملها ، لأنها اعتبرت أنها خسرت جولة ولم تخسر المشروع ! وغاية ما استطاعت تحقيقه بعد عمر أنها أدخلت طلحة التيمي في شورى عمر ، التي ولدت ميتة لأنه أعطى حق النقض فيها لعبد الرحمن بن عوف صهر عثمان!
وفي عهد عثمان اصطدمت به عائشة وأطلقت شعارات شديدة ضده حتى دعت الى عزله أو قتله ، وكان حسابها مبنياً على مكانة أبي بكر وأن طلحة من كبار الصحابة وصاحب ثروة كبيرة ، فهو يستطيع بمساعدة ابنة عمه أم المؤمنين أن يطرح نفسه بعد عثمان ، ويقنع الصحابة ببيعته !
لكنها فوجئت مرة أخرى ببيعة الصحابة لعلي فقادت حرباً ضده هي وطلحة ، لكنها سرعان ما خسرتها وخسرت ابن عمها طلحة وابن أختها الزبير .
وعندما جاءت موجة معاوية اختارت عائشة المعارضة الهادئة معه ، ثم صعدتها هي وأخوها عبد الرحمن ، كما أوضحناه في المجلد الثاني من جواهر التاريخ ، فما كان من معاوية إلا أن قتل عبد الرحمن ، ويقال إنه قتل عائشة !
وبموت عائشة انتهى مشروع بني تيم لأخذ الخلافة ، لكن بقيت منه تنظيرات عائشة في مصادر المسلمين ، ومنها دعويان باستحقاق بني تيم الخلافة:
الأول: حديث في صحيح مسلم وغيره تفردت بروايته عائشة ، قالت فيه: ( قال لي رسول الله في مرضه: أدعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً ، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل: أنا أولى ) ! (مسلم:7/110) .
ولا بد أن تكون دعواها هذه بعد وفاة عمر ، لأن أبا بكر وعمر لم يحتجَّا بالنص أبداً وإنما احتجَّا بأن محمداً من قريش وهما مخولان من قبائل قريش فهما أولى بسلطانه، قال عمر: (ولنا بذلك على من أبي من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين.من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ونحن أولياؤه وعشيرته، إلا مُدْلٍ بباطل أومتجانفٌ لإثم أومتورطٌ في هلكة).(تاريخ الطبري:2/457).
فلو كان حديث عائشة صحيحاً لكان أكبر حجة لأبيها في السقيفة وغيرها ، بل لاحتج به طلحة على أبي بكر عندما اعترض عليه لإخراجه الخلافة من بني تيم !
والثاني: ادعى بنو تيْم لموسى بن طلحة أنه المهدي الموعود ! وماتت دعواهم بموته والحمد لله ! ولا ندري هل كانت عائشة وراءه وهل روت فيه شيئاً ولم يصلنا ! فالرواية التالية تصف الأمر بعد وفاتهالما خرج المختار بالكوفة قدم علينا(الى البصرة) موسى بن طلحة وكانوا يرونه في زمانهم المهدي فغشيه الناس)!(تاريخ دمشق:60/431 ، وتهذيب الكمال:29/85، وسير الذهبي:4/365، وابن حماد:1/158، والداني:1/158 ، وحلية الأولياء:4/371، وغيرها).
7- ادعى الحسنيون مهدوية محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى

يظهر أن ادعاء المهدية كان موجة في أواخر القرن الأول الهجري ، بعد أن ضاق المسلمون ذرعاً بالتسلط الأموي فانتشرت بينهم أحاديث النبي عن ظلامة أهل بيته الطاهرين والبشارة بمهديهم . فكان ذلك أرضية لادعاء المهدية لعدد من بني هاشم ، وغيرهم أيضاً كموسى بن طلحة التيمي .
وقد ادعيت المهدية في مطلع القرن الثاني لاثنين إسم كل منهما محمد واسم أبيه عبدالله ، وهما محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى ، ومحمد بن عبد الله المنصور المعروف بالمهدي العباسي ، وحاول أنصار كل منهما أن يطبقوا أحاديث المهدي الموعود على صاحبهم ، ولذلك رجحنا أن تكون زيادة (واسم أبيه إسم أبي) في البشارةالنبوية لمصلحة أحدهما أو كليهما !
وزاد العباسيون على ذلك ، فوضعوا أحاديث تنص على أن المهدي الموعود من أولاد العباس ! وقد تبرأ منها علماء الحديث وشهدوا بأنها مكذوبة عن لسان النبي ، كتلك التي تزعم أنه من أولاد عمر ، أو من بني أمية !
ومن الملاحظ أن مغامرات ادعاء المهدية مغرية جداً ، لكنها بسبب الضبط النبوي سرعان ما تنكشف عندما لا يستطيع المهدي المزعوم أن يعمم الإسلام على العالم ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً أو يعطي المال حثياًً بغير عد ! وعندما يظهر للناس أنه لايتصف بالعلم والعصمة والهداية من ربه ، وبقية الصفات الإستثنائية للمهدي .
ويبدو أن عبد الله بن الحسن المثنى كان أبرع من ادعاها لولده محمد ، فقد خطط لذلك من طفولة ابنه فسماه محمداً لأن المهدي على اسم النبي ثم رباه تربية خاصة ، وحجبه عن الناس وأشاع حوله الأساطير ! ففي تهذيب الكمال:25/467: (وقال داود بن عبد الله الجعفري ، عن الدراوردي عن ابن أخي الزهري: تجالسنا بالمدينة أنا وعبد الله بن حسن فتذاكرنا المهدي ، فقال عبد الله بن حسن: المهدي من ولد الحسن بن علي . فقلت: يأبى ذاك علماء أهل بيتك . فقال عبد الله: المهدي والله من ولد الحسن بن علي ثم من ولدي خاصة). انتهى.
ويظهر أن عبدالله كان يدعيها أول الأمر لنفسه ، قال في مقاتل الطالبيين/239: ( لم يزل عبد الله بن الحسن منذ كان صبياً يتوارى ويراسل الناس بالدعوة إلى نفسه ويسمى بالمهدي)! انتهى. ثم خطط أن يدعيها لابنه ، فهو وراء زيادة (إسم أبيه إسم أبي) ! وقد وصفوه بقوة الشخصية والقدرة على الإقناع ، وقد أقنع بمهدية ابنه حلفاءهم العباسيين ومنهم المنصور ، فقد روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين/239 ، عن عمير بن الفضل الخثعمي قال: ( رأيت أبا جعفر المنصور يوماً وقد خرج محمد بن عبد الله بن الحسن من دار ابنه وله فرس واقف على الباب مع عبد له أسود وأبو جعفر ينتظره ، فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بردائه حتى ركب ، ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد ، فقلت وكنت حينئذ أعرفه ولا أعرف محمداً: من هذا الذي أعظمته هذا الإعظام حتى أخذت بركابه وسويت عليه ثيابه؟ قال: أو ما تعرفه؟! قلت: لا . قال: هذا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن مهدينا أهل البيت) !
وقال في/244: (لهجت العوام بمحمد تسميه بالمهدي) ! انتهى. وذلك بدعاية الحسنيين وحلفائهم العباسيين قبل أن ينقلبوا عليهم ويدعوا المهدية لأنفسهم !
وقد روت مصادر التاريخ ما جرى في مؤتمر الأبواء الذي دعا له الحسنيون من أجل بيعة المهدي! ففي مقاتل الطالبيين/140: عن عمر بن شبة وعدة رواة ومؤرخين عاصروا تلك الفترة قال: إن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء وفيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، وأبو جعفر المنصور ، وصالح بن علي ، وعبد الله بن الحسن بن الحسن ، وابناه محمد وإبراهيم ، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان . فقال صالح بن علي: قد علمتم أنكم الذين تمد الناس أعينهم إليهم ، وقد جمعكم الله في هذا الموضع فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه إياها من أنفسكم ، وتواثقوا على ذلك حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين . فحمد الله عبد الله بن الحسن وأثنى عليه ثم قال: قد علمتم أن ابني هذا هو المهدي فهلموا فلنبايعه .
وقال أبو جعفر(المنصور): لأي شئ تخدعون أنفسكم ووالله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أطول أعناقاً ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى ، يريد محمد بن عبد الله . قالوا: قد والله صدقت إن هذا لهو الذي نعلم ! فبايعوا جميعاً محمداً ومسحوا على يده . قال عيسى: وجاء رسول عبد الله بن الحسن إلى أبي أن ائتنا فإننا مجتمعون لأمر وأرسل بذلك إلى جعفر بن محمد ، هكذا قال عيسى . وقال غيره: قال لهم عبد الله بن الحسن: لا نريد جعفراً لئلا يفسد عليكم أمركم ! قال عيسى: فأرسلني أبي أنظر ما اجتمعوا عليه ، وأرسل جعفر بن محمد محمد بن عبد الله الأرقط بن علي بن الحسين فجئناهم فإذا بمحمد بن عبد الله يصلي على طنفسة رجل مثنية ، فقلت: أرسلني أبي إليكم لأسألكم لأي شئ اجتمعتم؟ فقال عبد الله: اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد الله . قالوا: وجاء جعفر بن محمد فأوسع له عبد الله بن الحسن إلى جنبه فتكلم بمثل كلامه ، فقال جعفر: لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد ! إن كنت ترى يعني عبد الله أن ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا أوانه ، وإن كنت إنما تريد أن تخرجه غضباً لله وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فإنا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك . فغضب عبد الله وقال: علمتَ خلاف ما تقول! ووالله ما أطلعك الله على غيبه ولكن يحملك على هذا الحسد لابني ! فقال: والله ما ذاك يحملني ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم وضرب بيده على ظهر أبي العباس ، ثم ضرب بيده على كتف عبد الله بن الحسن ، وقال: إنها والله ما هي إليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم وإن ابنيك لمقتولان ! ثم نهض وتوكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري . فقال: أرأيت صاحب الرداء الأصفر يعني أبا جعفر؟ قال: نعم . قال: فإنا والله نجده يقتله ! قال له عبد العزيز: أيقتل محمداً ؟ قال: نعم . قال: فقلت في نفسي: حسده ورب الكعبة ! قال: ثم والله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما ! قال: فلما قال جعفر ذلك انفضَّ القوم فافترقوا ولم يجتمعوا بعدها ، وتبعه عبد الصمد وأبو جعفر فقالا: يا أبا عبد الله أتقول هذا ؟ قال: نعم أقوله والله ، وأعلمه) .انتهى.
وفي/142: (عن عنبسة بن نجاد العابد قال: كان جعفر بن محمد إذا رأى محمد بن عبد الله بن حسن تغرغرت عيناه ثم يقول: بنفسي هو ، إن الناس ليقولون فيه إنه المهدي وإنه لمقتول ! ليس هذا في كتاب أبيه علي من خلفاء هذه الأمة).
ثم روى ذلك أيضاً برواية ثانية في/171 ، عن عدة مؤرخين وشهود قال: (إن بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبد الله بن الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة واختاركم لها ، وأكثركم بركة يا ذرية محمد بنو عمه وعترته ، وأولى الناس بالفزع في أمر الله ، من وضعه الله موضعكم من نبيه ، وقد ترون كتاب الله معطلاً وسنة نبيه متروكة والباطل حياً والحق ميتاً . قاتلوا لله في الطلب لرضاه بما هو أهله قبل أن ينزع منكم اسمكم ، وتهونوا عليه كما هانت بنو إسرائيل وكانوا أحب خلقه إليه . وقد علمتم أنا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضاً خرج الأمر من أيديهم ، فقد قتلوا صاحبهم يعني الوليد بن يزيد فهلمَّ نبايع محمداً فقد علمتم أنه المهدي . فقالوا: لم يجتمع أصحابنا بعد ولو اجتمعوا فعلنا ، ولسنا نرى أبا عبد الله جعفر بن محمد ! فأرسل إليه ابن الحسن فأبى أن يأتي فقام وقال: أنا آت به الساعة ، فخرج بنفسه حتى أتى مضرب الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحرث فأوسع له الفضل ولم يصدره ، فعلمت أن الفضل أسن منه فقام له جعفر وصدره فعلمت أنه أسن منه . ثم خرجنا جميعاً حتى أتينا عبد الله فدعا إلى بيعة محمد فقال له جعفر: إنك شيخ وإن شئت بايعتك وأما ابنك فوالله لا أبايعه وأدعك . وقال عبد الله الأعلى في حديثه: إن عبد الله بن الحسن قال لهم: لاترسلوا إلى جعفر فإنه يفسد عليكم فأبوا ، قال: فأتاهم وأنا معهم فأوسع له عبد الله إلى جانبه وقال: قد علمت ما صنع بنا بنو أمية ، وقد رأينا أن نبايع لهذا الفتى . فقال: لا تفعلوا فإن الأمر لم يأت بعد ! فغضب عبد الله..الىآخر ما تقدم...) ! والإرشاد/276 ، وإعلام الورى/271 و272 ، ومناقب ابن شهرآشوب:4/228 ، وفيه: إنها والله ما هي إليك ولا إلى ابنك ، وإنما هي لهذا يعني السفاح ، ثم لهذا يعني المنصور ، يقتله على أحجار الزيت ، ثم يقتل أخاه بالطفوف وقوائم فرسه في الماء ، فتبعه المنصور فقال: ما قلت يا أبا عبد الله ؟ فقال: ما سمعته وإنه لكائن ، قال: فحدثني من سمع المنصور أنه قال: انصرفت من وقتي فهيأت أمري فكان كما قال). وإثبات الهداة:3/112 ، عن إعلام الورى، والبحار:47/276، عن الإرشاد وإعلام الورى .
وفي النعماني/229 ، عن يزيد بن أبي حازم قال: خرجت من الكوفة ، فلما قدمت المدينة دخلت على أبي عبد الله فسلمت عليه ، فسألني: هل صاحبك أحد ؟ فقلت: نعم ، فقال: أكنتم تتكلمون؟ قلت: نعم ، صحبني من المغيرية. قال فما كان يقول ؟ قلت: كان يزعم أن محمد بن عبد الله بن الحسن هو القائم ، والدليل على ذلك أن اسمه اسم النبي واسم أبيه اسم أبي النبي ، فقلت له في الجواب: إن كنت تأخذ بالأسماء فهو ذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي ، فقال لي: إن هذا ابن أمة ، يعني محمد بن عبد الله بن علي ، وهذا ابن مهيرة يعني محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، فقال أبو عبد الله : فما رددت عليه؟ فقلت: ما كان عندي شئ أرد عليه ، فقال: أو لم تعلموا أنه ابن سبية يعني القائم ). وعنه والبحار:51/42 ، وإثبات الهداة:3/539 ، آخره .
هذا ، وقد رجحنا في المجلد الثالث من جواهر التاريخ أن يكون مهدي الحسنيين أو العباسيين أو غيرهما في لسانه ثقلٌ ، ويحتبس عليه الكلام حتى يضرب بيده على فخذه ، ولذلك نسبوا هذه الصفة الى المهدي لتنطبق على صاحبهم !
وقد روى ذلك ابن حماد:1/365، والسيوطي في الحاوي وغيره .
8- كذب العباسيون على النبي وزعموا أن المهدي منهم !

في تاريخ بغداد:2/63 ، عن ابن عباس قال: حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت: مررت بالنبي وهو في الحجر فقال: يا أم الفضل إنك حامل بغلام ، قالت: يا رسول الله وكيف وقد تحالف الفريقان أن لا يأتوا النساء ؟ قال: هو ما أقول لك ، فإذا وضعتيه فأتيني به قالت: فلما وضعته أتيت به رسول الله فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى ، وقال: إذهبي بأبي الخلفاء ، قالت: فأتيت العباس فأعلمته ، فكان رجلاً جميلاً لبَّاساً ، فأتى النبي فلما رآه رسول الله قام إليه فقبل بين عينيه ثم أقعده عن يمينه ثم قال: هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه قالت: يا رسول الله بعض هذا القول ، فقال: ياعباس لم لا أقول هذا القول وأنت عمي وصنو أبي وخير من أخلف بعدي من أهلي ! فقلت: يا رسول الله ما شئ أخبرتني به أم الفضل عن مولودنا هذا؟ قال: نعم يا عباس، إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك ، منهم السفاح ، ومنهم المنصور ، ومنهم المهدي) .
وفي تاريخ بغداد:3/343 ، عن هشام بن محمد الكلبي أنه كان عند المعتصم في أول أيام المأمون حين قدم المأمون بغداد ، فذكر قوماً بسوء السيرة فقلت له: أيها الأمير إن الله تعالى أمهلهم فطغوا وحلم عنهم فبغوا ، فقال لي: حدثني أبي الرشيد ، عن جدي المهدي ، عن أبيه المنصور، عن أبيه محمد بن علي ، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه: أن النبي نظر إلى قوم بني فلان يتبخترون في مشيهم ، فعرف الغضب في وجهه ثم قرأ: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ، فقيل له: أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتثها؟ فقال: ليست بشجرة نبات ، إنما هم بنو فلان ، إذا ملكوا جاروا وإذا ائتمنوا خانوا ثم ضرب بيده على ظهر العباس قال: فيخرج الله من ظهرك يا عم رجلاً يكون هلاكهم على يديه) . وتاريخ دمشق:4/178،كرواية الخطيب الأولى . وعنه في ذخائر العقبى/236 ، وعن السهمي في الفضائل ، وابن حبان والملا في سيرته ، وقال: وزاد فيه: إن هذا ابنك أبو الخلفاء منهم السفاح ومنهم المهدي ، حتى يكون منهم من يصلي بعيسى بن مريم . ومجمع الزوائد:5/187، كرواية الخطيب الأولى ، عن الطبراني في الأوسط، وفيه: وهي في أولادهم حتى يكون آخرهم الذي يصلي بالمسيح عيسى بن مريم . وفي الأوسط:10/115، عن عبد الله بن عباس، وفيه: هي لك ياعباس بعد ثنتين وثلاثين ومائة ، ثم منكم السفاح والمنصور والمهدي ، ثم هي في أولادهم حتى يكون آخرهم الذي يصلي بالمسيح عيسى بن مريم .
وفي ابن حماد:1/121، و400، عن كعب قال: المنصور والمهدي والسفاح من ولد العباس . وفي عيون الأخبار لابن قتيبة:1/302 ، عن ابن عباس ، أنه كان إذا سمعهم يقولون: يكون في هذه الأمة إثنا عشر خليفة ، قال: ما أحمقكم ! إن بعد الإثني عشر ثلاثة منا: السفاح والمنصور والمهدي يسلمها إلى الدجال . قال أبو أسامة: تأويل هذا عندنا أن ولد المهدي يكونون بعده إلى خروج الدجال .
وفي الحاكم:4/514 ، وصححه: عن مجاهد قال: قال لي عبد الله بن عباس: لو لم أسمع أنك منا أهل البيت ما حدثتك بهذا الحديث! قال فقال مجاهد: فإنه في ستر لا أذكره لمن نكره ، قال فقال ابن عباس: منا أهل البيت أربعة: منا السفاح ، ومنا المنذر ، ومنا المنصور ، ومنا المهدي ، قال فقال له مجاهد: فبين لي هؤلاء الأربعة ، فقال: أما السفاح فربما قتل أنصاره وعفا عن عدوه ، وأما المنذر قال فإنه يعطي المال الكثير لا يتعاظم في نفسه ويمسك القليل من حقه . وأما المنصور فإنه يعطى النصر على عدوه الشطر مما كان يعطى رسول الله يرعب منه عدوه على مسيرة شهرين ، والمنصور يرعب عدوه منه على مسيرة شهر . وأما المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، وتأمن البهائم والسباع ، وتلقي الأرض أفلاذ كبدها . قال قلت: وما أفلاذ كبدها ؟ قال: أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة ).
وفي دلائل النبوة:6/513 ، عن سعيد بن جبير قال: سمعنا عبد الله بن عباس ونحن نقول: اثنا عشر أميراً ثم لا أمير واثنا عشر أميراً ثم هي الساعة . فقال ابن عباس: ما أحمقكم: إن منا أهل البيت بعد ذلك المنصور ، والسفاح ، والمهدي ، يدفعها إلى عيسى بن مريم .: وفي/514: يكون منا ثلاثة أهل البيت: سفاح ومنصور ومهدي ). ونحوه تاريخ بغداد:1/62و63، و:5/391 .
وفي:9/399: عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله يقول: منا القائم ومنا المنصور ومنا السفاح ومنا المهدي، فأما القائم فتأتيه الخلافة لم يهرق فيها محجمة من دم ، واما المنصور فلا ترد له راية ، وأما السفاح فهو يسفح المال والدم ، وأما المهدي فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً.
وفي:10/48 عن ابن عباس قال: والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ، لأدال الله من بني أمية ! ليكونن منا السفاح ، والمنصور ، والمهدي) .
وفي ذخائر العقبى/205، عن ابن عباس عن أبيه أن النبي نظر إليه مقبلاً فقال: هذا عمي أبو الخلفاء ، أجود قريش كفاً وأجملها ، وإن من ولده السفاح والمنصور والمهدي ، وقال: أخرجه الحافظ أبو القاسم السهمي ).
وفي البداية والنهاية:6/246، عن رواية دلائل النبوة الأولى وقال: وهذا إسناد ضعيف ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس شيئاً على الصحيح . فهو منقطع).
وفي مقدمة ابن خلدون/253 ، وقال: هو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه . وإسماعيل ضعيف وإبراهيم أبوه وإن خرج له مسلم فالأكثرون على تضعيفه . وقال الحافظ ابن الصديق المغربي/543: وقال(الحاكم) صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي بأن إسماعيل مجمع على ضعفه ، وأباه ليس بذلك ).
وفي جامع السيوطي:5/375، عن أم سلمة عن النبي : لن تزال الخلافة في ولد عمي صنو أبي العباس حتى يسلموها الى الدجال) ! الى آخر مصادره وهي كثيرة !
لكن شهد نقاد الحديث في عدد منها أنها موضوعة ! كما في حاوي السيوطي:2/85: قال الدارقطني: هذا حديث غريب ، تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم . يقصد مولى العباسيين . وقال في إسعاف الراغبين/151: وفي إسناده وُضَّاع ولم يسمعهم ). وفي فيض القدير:6/278: قال ابن عدي: يضع الحديث ويصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون . وقال ابن أبي معشر: هو كذاب . وقال السمهودي: ما بعده وما قبله أصح منه ، وأما هذا ففيه محمد بن الوليد وضاع، مع أنه لو صح حمل على المهدي ثالث العباسيين) .
وقال الحافظ المغربي/563: وهو غريب منكر ، وقد جُمع بأنه عباسي الأم حسني الأب وليس بذاك . بل الحديث لا يصح .
وفي الإذاعة/135، عن الإفراد ، والجامع الصغير ، وقال: قال الشوكاني في التوضيح قلت: ويمكن الجمع بين هذه الثلاثة أحاديث وبين سائر الأحاديث المتقدمة بأنه من ولد العباس من جهة أمه ، فإن أمكن الجمع بهذا ، وإلا فالأحاديث أنه من ولد النبي أرجح ). انتهى. وفي صواعق ابن حجر/237 ، كما في ذخائر العقبى ، وقال: سند كل منها ضعيف وعلى تقدير صحتهما لا ينافي كون المهدي من ولد فاطمة المذكور في الأحاديث التي هي أصح وأكثر ، لأنه مع ذلك فيه شعبة من بني العباس ، كما أن فيه شعبة من بني الحسين) . انتهى.
أقول: من عجائبهم أنهم بعد اعترافهم بأن واضع هذه الأحاديث كلها أو أصلها هو محمد بن الوليد غلام بني عباس الكذاب الوضَّاع المتروك! ترى الشوكاني وابن حجر وغيرهما يحاولون جعل المهدي عباسياً كلياً أو جزئياً ! وترى الذهبي يتفنن بأن الأحاديث النبوية تقصد مهديين بنفس الصفات ، أحدهما عباسي وآخر من ذرية فاطمة ! وهو تكلُّف ، ولا يخلو من نصب !
أحاديثهم الموضوعة تحريفٌ لحديث صحيح !

لا يبعد أن تكون أحاديثهم المكذوبة تغطية للأحاديث التي روتها العترة النبوية من أن النبي أخبر العباس بما يكون من أولاده ! ففي النعماني/247، عن الإمام الصادق قال:بينا رسول الله ذات يوم في البقيع حتى أقبل علي فسأل عن رسول الله فقيل إنه بالبقيع فأتاه علي فسلم عليه فقال رسول الله :أجلس فأجلسه عن يمينه ثم جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول الله فقيل له هو بالبقيع، فأتاه فسلم عليه فأجلسه عن يساره ثم جاء العباس فسأل عن رسول الله فقيل له هو بالبقيع، فأتاه فسلم عليه فأجلسه أمامه ثم التفت رسول الله إلى علي فقال: ألا أبشرك ألاأخبرك ياعلي؟فقال:بلى يارسول الله فقال:كان جبرئيل عندي آنفاً وأخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً من ذريتك من ولد الحسين، فقال علي: يارسول الله ما أصابنا خير قط من الله إلا على يديك. ثم التفت رسول الله إلى جعفر بن أبي طالب فقال:يا جعفر ألا أبشرك ألا أخبرك؟ قال: بلى يا رسول الله فقال: كان جبرئيل عندي آنفاً فأخبرني أن الذي يدفعها إلى القائم من ذريتك ، أتدري من هو؟ قال لا ، قال: ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار ، يدخل الجند ذليلاً ويخرج منه عزيزاً يكتنفه جبرئيل وميكائيل .
ثم التفت إلى العباس فقال:يا عم النبي ألا أخبرك بما أخبرني به جبرئيل ؟ فقال: بلى يارسول الله ، قال: قال لي جبرئيل ويلٌ لذريتك من ولد العباس ! فقال: يارسول الله أفلا أجتنب النساء؟ فقال له : قد فرغ الله مما هو كائن ).
وفي النعماني/248 ، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله لأبي: يا عباس ويلٌ لذريتي من ولدك وويلٌ لولدك من ولدي ، فقال: يا رسول الله أفلا أجتنب النساء ، أو قال: أفلا أجبُّ نفسي؟ قال: إن علم الله عز وجل قد مضى ، والأمور بيده وإن الأمر سيكون في ولدي) .
وفي كتاب سليم بن قيس/427: (إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة ولم يرض لنا الدنيا . قال: ثم أقبل رسول الله على ابن عباس فقال: أما إن أول هلاك بني أمية بعد ما يملك منهم عشرة على يد ولدك . فليتقوا الله وليرقبوا في ولدي وعترتي ، فإن الدنيا لم تبق لأحد قبلنا ولا تبقى لأحد بعدنا . دولتنا آخر الدول ، يكون مكان كل يوم يومين ومكان كل سنة سنتين . ومنا من ولدي من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ).
وكذب المنصور فادعى أن ابنه هو المهدي الموعود !

لم يكتف العباسيون بادعاء أن رايات خراسان الموعودة لنصرة المهدي هي رايات ثورتهم بيد أبي مسلم الخراساني ، ولا بالأحاديث التي وضعوها وزعموا فيها أن النبي بشر العباس بأن الملك في أولاده حتى يخرج الدجال وأن المهدي منهم ! بل توصل المنصور وهو معاويةُ بني عباس ، الى أنه حان الوقت بعد أن قتل أبناء عبدالله بن الحسن المثنى ومنهم محمد بن عبدالله الذي ادعوا له المهدية ، لأن يجعل ابنه محمد بن عبدالله المهدي الموعود !
وقد سجل المؤرخون أنه لما استحكم له الأمر وكبر ابنه الذي سماه محمد ، ابتكر أن يأخذ له البيعة على أنه المهدي الموعود لأنه محمد بن عبدالله ، فكان عليه أن يُشهد الفقهاء والقضاة أن أوصاف المهدي في أحاديث النبي تنطبق عليه ! وكان عليه أن يعزل ولي عهده أخاه عيسى بن موسى العباسي ، الذي نصبه الخليفة السفاح ، فأحضره وفاوضه وهدده وأذله حتى خلع نفسه ! وعقد المنصور مجلساً (شرعياً)لإعلان ولده ولي عهده والمهدي الموعود من الله تعالى ورسوله ! قال الذهبي في تاريخه:9/49: (وكان السفاح لما احتضر جعل الخلافة للمنصور ثم بعده لعيسى ، وقد لاطفه المنصور وكلمه بألين الكلام في ذلك(خلع نفسه) فقال: يا أمير المؤمنين فكيف بالأيمان والعهود والمواثيق التي عليَّ وعلى المسلمين ، فلما رأى المنصور امتناعه تغير له وأعرض عنه ، وجعل يقدم المهدي عليه في المجالس ، ثم شرع المنصور يدس من يحفر عليه بيته ليسقط عليه ، فجعل يتحفظ ويتمارض . وقيل بل سقاه المنصور فاستأذن في الذهاب إلى الكوفة ليتداوى وكان الذي جرأه على ذلك طبيبه بختيشوع وقال له: والله ما أجسر على معالجتك وما آمن على نفسي فأذن له المنصور ، وبلغت العلة من عيسى كل مبلغ حتى تمعط شعره ! ثم إنه نصل من علته ثم سعى موسى ولد عيسى بن موسى في أن يطيع أبوه المنصور خوفاً عليه منه وعلى نفسه ، ودبر حيلة أوحاها إلى المنصور فقال: مُرْ بخنقي قُدَّامَ أبي إن لم يخلع نفسه ! قال: فبعث المنصور من فعل به ذلك فصاح أبوه وأذعن بخلع نفسه وقال: هذه يدي بالبيعة للمهدي) !! والآداب السلطانية لابن الطقطقي/119).
وهكذا تم للمنصور ما أراد ، وعقد المجلس الشرعي في قصر الرصافة الذي بناه خصيصاً لولده المهدي ! وأحضر الفقهاء والقضاة فشهدوا وبايعوا ولي عهده المهدي المنتظر ! (وخطب المنصور الناس وأعلمهم ما جرى في أمر عيسى من تقديم المهدي عليه ورضاه بذلك وتكلم عيسى وسلم الأمر للمهدي فبايع الناس على ذلك بيعة محددة للمهدي ثم لعيسى من بعده).(تاريخ دمشق:48/9) .
ولكنهم شهدوا أن هذا (المهدي)كان فاجراً فلم يملأ الأرض عدلاً ، بل زادها ظلماً وجوراً ! ولم يعط المال للناس حثياً بدون عد ، بل زاد المسلمين بؤساً وفقراً ! فقد روت مصادرهم أنه كان خماراً زماراً سفاكاً للدماء ، وأنه أنجب للمسلمين ابنة مغنية ضرابة عود هي عُلَيِّة العباسية المشهورة . (خزانة الأدب:11/217)
وكان مغرماً بتطيير الحمام فحرف الرواة له حديث النبي : (لاسبق إلا في نصل أو خف أو حافر) فأضافوا له (أو جناح) فأمر للراوي بصرة ذهب (مجموعة الرسائل للصافي:2/424) ! وكان عنيفاً سفاكاً لدماء المسلمين فقتل رجلاً لروايته حديثاً عن الأعمش(الصحيح من السيرة:1/88) ورأى مناماً أن وجهه أسود فعبروه له بأنه يُرزق أنثى فكان كذلك. (الكنى والألقاب:1/319) وظل يطارد ابن عم أبيه ولي عهده ، الذي خلع نفسه من أجله حتى قتله وجعل ابنه موسى ولي عهده ! (تهذيب المقال:2/320). وسلط زوجته الخيزران فكان بيدها زمام أمور الدولة (الطبري:3/466) وبنى مدينة سيروان في جبال إيران وسكنها (وبها مات ودفن). (صبح الأعشى:4/368) وحكم عشر سنين ومات سنة 169، وعمره 43 سنة (الأخبار الطوال/386 ومعارف ابن قتيبة/379 وفيه 48 سنة) .
لذلك اضطروا حتى ابن تيمية وابن كثير أن يعترفوا بأنه ليس المهدي الموعود ! (منهاج السنة:4/98، والنهاية:6/277).
واعترف هارون الرشيد بكذبة أبيه وجده !

في إعلام الورى/ 365 وطبعة:2/165، عن سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس قال: حدثني أبي قال: كنت يوماً عند الرشيد فذُكر المهدي وما ذكر من عدله فأطنب في ذلك ، فقال الرشيد: أحسبكم تحسبونه أبي المهدي حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب ، أن النبي قال له: يا عم ، يملك من ولدي إثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة شديدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال). ومثله قصص الأنبياء/369 ، ومناقب ابن شهرآشوب:1/292 أو 252، والعدد القوية/89 ، وفرائد السمطين:2/329 ، وعنه كشف الغمة:3/295 ،والدر النظيم/796 ، وإثبات الهداة:3/591 ، والبحار:36/301 .
وفي الأغاني:13/313 ، عن الفضل بن إياس الهذلي الكوفي أن المنصور كان يريد البيعة للمهدي، وكان ابنه جعفر يعترض عليه في ذلك ، فأمر بإحضار الناس فحضروا وقامت الخطباء فتكلموا، وقالت الشعراء فأكثروا في وصف المهدي وفضائله ، وفيهم مطيع بن إياس فلما فرغ من كلامه في الخطباء وإنشاده في الشعراء ، قال للمنصور: يا أمير المؤمنين حدثنا فلان عن فلان أن النبي قال: المهدي منا محمد بن عبد الله وأمه من غيرنا ، يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ! وهذا العباس بن محمد أخوك يشهد على ذلك ! ثم أقبل على العباس فقال له: أنشدك الله هل سمعت هذا؟ فقال: نعم ، مخافة من المنصور ! فأمر المنصور الناس بالبيعة للمهدي، قال: ولما انقضى المجلس وكان العباس بن محمد لم يأنس به قال: أرأيتم هذا الزنديق إذ كذب على الله عز وجل ورسوله حتى استشهدني على كذبه فشهدت له خوفاً ، وشهد كل من حضر عليَّ بأني كاذب ! وبلغ الخبر جعفر بن أبي جعفر وكان مطيع منقطعاً إليه يخدمه فخافه وطرده عن خدمته ! قال وكان جعفر ماجناً فلما بلغه قول مطيع هذا غاظه وشقت عليه البيعة لمحمد فأخرج(لفظة قبيحة)ثم قال: إن كان أخي محمد هو المهدي فهذا القائم من آل محمد). راجع في تحريفهم وقبائحهم: تاريخ الطبري:6/ 269، واليعقوبي:2/ 395 ، ومعارف ابن قتيبة/379، والنهاية:10/111، وسمت النجوم/1094، وشذرات الذهب:1/219، وعبر الذهبي:1/207، والتحفة اللطيفة:2/26، والمنار المنيف/149 .
9- اثنا عشر كذاباً سيدعون المهدية قبيل ظهور الإمام

الإرشاد/358 ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله قال: لايخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه). ومثله غيبة الطوسي/267 ، وإعلام الورى/426 ، والخرائج:3/1162، وعنه كشف الغمة:3/249، وإثبات الهداة:3/726 والبحار:52/209 .
وفي الكافي:1/338، والنعماني/151، عن الإمام الصادق قال: ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيٌّ من أي ! قال المفضل: فبكيت ، فقال ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقلت: كيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية لا يدرى أيٌّ من أي ، فكيف نصنع؟ قال فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال: يا أبا عبدالله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم. قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس).
وفي ابن حماد:1/291: ثم يسير إلى العراق وترفع قبل ذلك ثنتا عشرة راية بالكوفة معروفة منسوبة ، ويقتل بالكوفة رجل من ولد الحسن أو الحسين يدعو إلى أبيه). وستأتي بقية مصادره في غيبته .


رسالة شيعية
عضو
رقم العضوية : 6433
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 42
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 188
المستوى : رسالة شيعية is on a distinguished road

رسالة شيعية غير متواجد حالياً عرض البوم صور رسالة شيعية



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-Feb-2010 الساعة : 01:21 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


كنت أقرأ أحاديثهم أن النبي قال: (يواطي إسمه إسمي)فأتساءل: هل يمكن أن يعبر النبي بمثل هذا التعبير؟ فهو كلام من يظن ظناً والنبي صاحب علم ويقين ، أو هو كلام الذي يريد أن يبهم ويقول: (إسمه قريب من إسمي) ، لكن هل للنبي غرض في إبهام إسم المهدي !
وعندما تتبعتُ أحاديث أهل البيت الصادقين الطاهرين وجدت نصوصهم كلها (إسمه إسمي) وليس فيها أثرٌ لكلمة يواطي أو يقارب أو يوافق !
سلمت يمينك ويوركتي منتظرة المهدي
على الاطروحات الرائعه
رسالة شيعيه


منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Feb-2010 الساعة : 12:11 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

جزيت خيرا وجعلك الله من أشياع المهدي وأنصاره
سلمت يداك على المرور المهدويِ


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc