اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
التوبه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين
طريق التوبة النصوح هو طريق النجاة من كل البلايا في الدنيا والآخرة.. وفي أثناء تطبيقها فإن الفرج والمدد الإلهي يهطل بغزارة، سواء رأيته أم لم تره، فإنك ستراه قريبا، ولن يحرمك الله تعالى من رؤيته، فقط اترك الخيار له تعالى متى يريك إياه، فطريق التوبة لا بد من مسلكه.. واعلم أنه قد تواجه فيه صعوبات، والله يعلم بتلك الصعوبات، ويرأف بحالك وأنت تعانيها، فيعينك عليها، فاحتملها لأنه لا بد من تخطيها بارك الله تعالى في خطاك.
التوبة النصوح مشروع، حاله كحال أي مشروع آخر، لا بد له من دراسة وتخطيط كي يتم بنجاح ويخرج الإنسان منه بخير الدنيا والآخرة.. فما إن تبدأ هذا المشروع بنية صادقة إلا ونصَّب الله نفسه كفيلا لك، وحرص على سلامتك أشد الحرص في أمورك كلها.. ومن كان الله كفيله وشديد الحرص عليه، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
اعلم أيها العزيز!.. أن التوبة من المعاصي أول طريق الســالكين إلى الله تعـــالى، وهي رأس مال الفائزين، ومفتاح استغاثة المريدين، وأصل نجاة الناجين
وقد وردت الآيات والأخبار الصحاح في فضل ذلك، ويكفي مدحاً لها قول أصدق الصادقين في كتابه الكريم :
{إن الله يحب التوابين}. البقرة / 222.. وقول النبي (ص) : التائب من الذنب كمن لا ذنب لـه. الكافي 2 / ص435..
وقد ذكرتْ معان عديدة للتوبة، فمنها :
المعنى الفقهي : وهو ترك المعاصي في الحال، والعزم على الترك في الاستقبال، وتدارك ما يمكن تداركه في المآل.
ومن معانيه : خلع لباس الجفاء، ثم نشر بساط الوفاء.
ومن معانيه : مطلق الندم.
وعلى أي حال، لا إشكال في وجوبه عقلاً وشرعاً بلا تأمل، إذ لو علمت انحصار السعادة الحقيقية الأبدية في لقاء الله تعالى، لعلمت أن المحجوب عنه شقي محترقٌ بنار الفراق في دار البوار، ومن المعلوم أن من أغلظ الحجب : حجاب اتباع الشهوات وارتكاب السيئات، لكونه إعراضاً عن الله تعالى بمتابعة الشيطان والهوى، بل بعبادتهما في الواقع، لما روى من أنه : من أصغى إلى ناطق فقد عبده. الكافي 6 / ص434
اما فضيلة التوبه
اعلم أن التوبة أول مقامات الدين، ورأس مال السالكين، ومفتاح استقامة السائلين، ومطلع التقرب إلى رب العالمين، ومدحها عظيم، وفضلها جسيم، قال الله ـ تعالى ـ:
" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (البقره ايه 222)
وقال رسول الله (ص): " التائب حبيب الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ". وقال الباقر (ع): " إن الله ـ تعالى ـ أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله اشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها ". وقال (ع): " التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ ". وقال الصادق (ع): " إن الله يحب من عباده المفتن التواب ": يعني كثير الذنب كثير التوبة. وقال (ع): " إذا تاب العبد توبة نصوحا، أحبه الله فستر عليه " فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: " ينسى ملكيه ما كانا يكتبان عليه، ويوحى إلى جوارحه وإلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى الله ـ عز وجل ـ حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب ( جامع السعادات للشيخ النراقي)
(شروط كمال التوبة)
يشترط في تمام التوبة وكمالها بعد تدارك كل معصية بما مر: من طول الندم، وقضاء العبادات، والخروج عن مظالم العباد، وطول البكاء والحزن والحسرة، واسكاب الدموع، وتقليل الاكل، وارتياض النفس، ليذوب عن بدنه كل لحم نبت من الاغذية المحرمة والمشتبهة، قال أمير المؤمنين (ع) لمن قال بحضرته: استغفر الله: " ثكلتك أمك! أتدرى ما الاستغفار؟ ان الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: اولها: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك العود عليه أبدا، والثالث: ان تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله املس ليس عليك تبعة، والرابع: ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها تؤديا حقها، والخامس: ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ منهما لحم جديد، والسادس: ان تذيق الجسم الم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: استغفر الله ". نفس المصدر
أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته!..
أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته!..
أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته!..
أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته!..
أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته!..
نسئلكم الدعاء