بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .
لكل بلد عاداتهم وتقاليدهم وخصوصا في مسألة الزواج وكيفية اختيار الرجل لشريكة حياته , وعندنا في الخليج مازالت هناك بعض التقاليد التي نتوارثها منذ زمن ليس بقصير وهي مستمرة إلى يومنا هذا .
أولا سوف أستعرض عليكم كيفية اختيار الرجل لشريكته ومن ثم سنذكر السلبيات وإذا كان هناك إيجابيات سنتطرق لها أيضا وننتظر من القارئ أن يشاركنا رأيه ...
المرحلة الأولى تحديد المواصفاة ..
الزواج يبدأ عندنا بأن يطلب الشاب من والدته أن تختار له شريكة حياته من العوائل التي تناسب عائلته من حيث الحسب والأصل والمستوى الإجتماعي .
ثم يعرض على والدته المواصفات التي يرغبها في شريكة حياته سواء في شكلها الخارجي أو في مستواها التعليمي أو حتى في درجة إلتزامها في الدين .
المرحلة الثانية البحث ..
تبدأ عملية البحث من قبل الأم والتي بدورها تسأل وتتقصى حتى تجد مايطلبه من مواصفات طبعا عن طريق أقاربها أو صاحباتها .
المرحلة الثالثة طرق الباب ..
تبدأ عملية طرق الأبواب والدخول إلى البيوت التي فيها فتيات تحمل هذه المواصفات وبما أن الموضوع لا يقتصر على السؤال فقط , تبدأ مرحلة دخول البيوت من أبوابها وبطريقة رسمية بعد أن يتم تعيين يوم محدد لهذا اللقاء .
المرحلة الرابعة معاناة الفتاة ..
تبدأ مرحلة معاناة الفتاة فهي تعلم مسبقا بأنها مادة للعرض فيدخل الشاب ووالدته وتبدأ عملية التدقيق والتمحيص , فإما تعجبهم فيوافقون عليها أو لاتعجبهم حيث أن المواصفات الجمالية لم تكتمل فهي طويلة حبتين أو العكس قصيرة ثلاث حبات أو هو طويل ويرغب بزوجة طويلة وبيضاء وشعرها ناعم إلخ من مواصفات الجميع يعرفها فلا داعي لذكرها..
وهكذا فلكل رجل مواصفاته الخاصة والقرار بيد هذا الشاب المتقدم ووالدته أو أخواته .

المرحلة الخامسة .. مرحلة الإنتظار القاتل..
وهي مرحلة تبدأ بعد خروج الشاب وأهله وبعد المعاينة من بيت الفتاة , وانتظار الفتاة وأهلها جواب وقرار الشاب ... إن كان الجواب إيجابي أي موافقتهم على الفتاة فالحمدالله تسير الأمور , وتتتابع بقية الخطوات والإجراءات التقليدية لإتمام الزواج .
وإن كان القرار سلبي بلا.... فالأمر هنا يرجع لأخلاقيات وسلوكيات أهل الشاب فأحيانا يبادرون بمكالمة تلفونية بالإعتذار وتوضيح الأسباب وإنهاء الموضوع بطريقة مهذبة ودبلوماسية حيث يفهمون الفتاة وأهلها بأن الزواج قسمة ونصيب , وأن لاعيب فيها إلا أن الشاب له مواصفات وشروط مخالفة , وانهم يتمنون لهم كل خير وسعادة.
أما إذا غادروا ولم يعلقوا أو يوضحوا موقفهم وتركوا القرار معلّق و الفتاة في حيرة لاتعرف أرضها من سماءها ولاتعرف هل هي مرغوبة أم مرفوضة وتعيش الفتاة أيام وليالي وبمعاناة نفسية واكتئاب لايعلمه إلا الله وأهل هذه الفتاة الضحية , ولا تنسى هذه الفتاة هذا الموقف المهين لها والذي جعلها كسلعة معروضه للفرجة , إلا أن الأيام كفيلة أن تستر هذا الموقف و لا تمحيه فهو محفور في قلبها..
أحيانا تكون الفتاة لها أيضا مواصفاة وشروط معينة وتكون على قدر كبير من الثقافة والجمال فتكون هي صاحبة القرار وهذا يحدث نادرا .
أحبتنا أسألكم ..
إلى متى تبقى الفتاة تنتظر وتنتظر وتكون رهن إشارة الشاب وقراراته ؟
إلى متى تبقى هذه العادات سائدة في مجتمعاتنا ؟
هل تستطيع الفتاة أن تختار شريك حياتها أيضا كما فعلت السيدة خديجة
عند إختيارها لرسول الله صلوات الله عليه وآله وقد كانت السيدة الأولى في عصرها لما لها من جاه وجمال وسمعة طيبة ألا نتخذهم أسوة لنا ..؟
أسئلة تراودنا وتحتاج إلى إجابات صريحة وواضحة ...
بانتظاركم ...
طبعاااا الموضوع غير منقول