اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الكذب أقبح الذنوب وأفحشها، وأخبث العيوب وأشنعها، قال الله سبحانه:
" إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون "[6]. "
فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون "[7].
وقال رسول الله (ص): " إياكم والكذب، فان الكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار ".
وقال (ص): " المؤمن إذا كذب من غير عذر لعنه سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش، فيلعنه حملة العرش، وكتب الله عليه بتلك الكذبة سبعين زنية، أهونها كمن زنى مع أمه "[8].
وسئل (ص): " يكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم! قيل: ويكون بخيلا؟ قال: نعم! قيل ويكون كذاباً؟ قال: لا! " قال (ص): " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب ".
وقال (ص): " الكذب ينقص الرزق ".
وقال (ص): " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم! ويل له ويل له! ".
وقال (ص): " رأيت كأن رجلا جاءني، فقال لي: قم، فقمت معه، فإذا أنا برجلين أحدهما قائم والآخر جالس، وبيد القائم كلوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتى يبلغ كاهله، ثم يجذبه فيلقمه الجانب الآخر فيمده، فإذا مده رجع الآخر كما كان، فقلت للذي أقامني: ما هذا؟ فقال: هذا رجل كذاب، يعذب في قبره إلى يوم القيامة ".
وقال (ص): " ألا أخبركم باكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور ":
أي الكذب. وقال (ص): " إن العبد ليكذب الكذبة فيتباعد الملك منه مسيرة ميل من نتن ما جاء به ".
وقال (ص): " إن للشيطان كحلا ولعوقاً ونشوقاً. فاما لعوقه فالكذب، وأما نشوقه فالغضب، وأما كحله فالنوم "[9].
وقال روح الله لأصحابه: " من كثر كذبه ذهب بهاؤه ".
وقال أمير المؤمنين (ع): " لا يجد العبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب، هزله وجده ".
وقال (ع): " أعظم الخطايا عند الله اللسان والكذب، وشر الندامة ندامة يوم القيامة ".
وقال علي بن الحسين (ع): " اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل، فان الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ".
وقال أبو جعفر (ع): " إن الله عز وجل جعل للشر أقفالا، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شر من الشراب ".
وقال (ع): " الكذب هو خراب الإيمان " وقال (ع): " إن أول من يكذب الكذاب الله عز وجل، ثم الملكان اللذان معه، ثم هو يعلم أنه كاذب ".
وقال الإمام الزكي العسكري (ع): " جعلت الخبائث كلها في بيت، وجعل مفتاحها الكذب "
والأخبار الواردة في ذم الكذب أكثر من أن تحصى. وأشد أنواع الكذب إثما ومعصية الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة، وكفاه ذماً أنه يبطل الصوم، يوجب القضاء والكفارة على الأقوى.
قال الصادق (ع): " إن الكذبة لتفطر الصائم "،
قال الراوي: وأينا لا يكون ذلك منه، قال: " ليس حيث ذهبت، إنما الكذب على الله تعالى وعلى رسوله وعلى الأئمة (ع) ".
وقال (ع): " الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياء (ع) من الكبائر ". وذكر عنده (ع) الحائك، وكونه ملعوناً، فقال: " إنما ذلك الذي يحوك الكذب على الله وعلى رسوله ". وقال الباقر (ع): " لا تكذب علينا كذبة، فتسلب الحنيفية "[10].
[6] النحل، الآية: 105.
[7] التوبة، الآية: 77.
[8] صححنا هذين الحديثين على (جامع الأخبار): الباب 12الفصل 7.
[9] مثل مضمون هذه الرواية ورد في (الوسائل) في الموضع الآتي الباب 138 وفي (المستدرك) في الموضع الآتي وفي (سفينة البحار: 2: 473، وفيه اختلاف عما في نسخ (جامع السعادات)، فان الموجود بهذه الكتب بهذا النص: " أن لابليس كحلا ولعوقاً وسعوطاً، فكحله ال، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر ".
[10] صححنا أكثر الأحاديث هنا على (الوسائل): الباب 138ـ 140 من أبواب أحكام العشرة، وعلى (المستدرك): 2/100ـ 102 وعلى (أصول الكافي) باب الكذب، وعلى (البحار): 3مج15/35، باب الكذب.