رسالة في الإعتقادات....للعلامة المجلسي ..المقطع الثاني
بتاريخ : 08-Nov-2009 الساعة : 04:36 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ثم أعلم أن النية ليست هي ما اشتهر بين الناس من خطور البال أو التلفظ بها بألفاظ عربية أو أعجمية، بل هي الداعي إلى فعل الإنسان، وهي أمرٌ كامن في النفس لايطّلع عليها إلا المجدّون في طاعة الله الذين بصّرهم الله عيوب النفس وداءها ودواءها، كما قال تعالى :{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}. وهي تابعة للحالة التي الإنسان مقيم عليها، كما ورد في تفسير قوله-تعالى-:{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} : أي : على نيته. وهذا ظاهرٌ لمن تدبر فيه.
مثلاً: إذا كان رجل شاكلته وطريقته وسجيّته حب الدنيا والحرص عليها ، لايعمل عملاً من أعمال الخير والشر إلا ومقصوده الأصلي منه حيازة الدنيا، فإذا صلى كان الباعث له عليها، أنه إذا أخلَّ بالصلاة ، يخلُّ ذلك بدنياه، وإذا شربَ الخمر ، يشرب لأنه يعينيه على دنياه، وهكذا. ..
وإذا غلبَ على أحد حب الملوك والتقرب عندهم ، لايعمل شيئاً إلا وهو يلاحظ أن يكون لهذا العمل مدخل في التقرب إليهم، والقرينة على ذلك أنه يترك كثيراً من أعمال الخير لايوافق طباعهم .......
فإذا تفطّنتَ لذلك فاعلم أن الناس في نياتهم منازل ودرجات.......
[ يأتي المقطع الثالث بإذنه تعالى، وفيه يبيّن العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه درجات النيات ومنازلها.. فأنتظر حتى تعرف نفسَكَ في أي منزلة ودرجة]