بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .
إعلموا أيها الأحبة , أننا خُلقنا وقد اصطحبنا في خلقتنا أربعة أنواع من الأوصاف وهي:
الصفات السبعية والبهيمية والشيطانية والربانية، فالإنسان من حيث سلط عليه الغضب يتعاطى أفعال السباع من العداوة والبغضاء والتهجم على الناس بالسب والشتم والضرب، ومن حيثُ سُلِِطت عليه الشهوة يتعاطى أفعال البهائم من الشره وغيرها، ومن حيث إنه في نفسه أمرٌ ربانيُ كما قال الله تعالى:
قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِرَبِّي فإنه يدعي لنفسه الربوبية ويحبّ الاستيلاء والاستبداد بالأمور كُلّها، ومن حيث يختصّ من بين البهائم بالتمييز مع مشاركته لها في الغضب والشهوة حصلت فيه صفه شيطانية، فصارَ شريرًا يستعمل التمييز في استنباط وجوه الشر، ويتوصل إلى الأغراض بالمكر والحيلة والخداع، ويُظْهِر الشَر في معرض الخير، وهذه أخلاق الشياطين".
من هذه الصفاة الشيطانية السبعية سنتطرق في حديثنا عن صفة الغيرة والحسد من نجاح الغير ....!
أعزّاءنا القرّاء..
النجاح إنجاز له وطعم وروح وفرح يسعد به الجميع وخصوصاً من يعيشه ويذوق الدؤوب طعمه لأنه يعبر عن إنجازمرحلة كانت تتطلب الرؤية الثاقبة والعمل الجاد الدؤوب والمتابعة الحثيثة الدقيقة،وكل واحد منا يمر بمرحلة النجاح مرة أو مرات عديدة في حياته، ولكن من يكون النجاح جزءا من عمله في كل شيء فإنه إنسان يعتبر وفقاً للمعايير الإنسانية إنسانا خارقا.
أصحاب المبادرات الناجحة يعرفون معنى ومتطلبات النجاح ولهذا يواصلون الليل بالنهار من أجل جعل النجاح الأساس لأعمالهم وتوجهاتهم وبرامجهم، ويعتمدون على الأشخاص والأدوات التي تساعدهم على تحقيق النجاح، ويعلمون أن النجاح يتطلب قدرات ومواهب ضرورية يضاف إليها رغبة صادقة للعمل تحمل إرادة قوية لا تمل المتابعة والمحاسبة والتطوير والتقويم.
ويعتقد بعض الأشخاص أن النجاح هو الفكرالسطحي والعمل المسلوق والمتابعة الضعيفة والتطبيل الأهبل، وبناء عليه ينظرون لأعمالهم الفاشلة على أنها ناجحة وأعمال الآخرين الناجحة على أنها فاشلة، وهذا يزيد من الفجوة بينهم وبين أصحاب المبادرات الناجحة، ويؤدي بهم إلى الإحساس بالغيرة ثم الحسد الذي يدفعهم للحديث عن إنجازات الآخرين على أنها إساءات وتجاوزات على المصالح العامة والخاصة.
إن الاعتقاد الخاطئ من أصحاب الاتجاهات التي تحمل في طياتها الغيرة من النجاح وعدم الاعتراف لأصحاب المبادرات الناجحة بنجاحها والاستفادة من أدواتهم التي ساعدتهم على النجاح والتعلم منها، وربما تطويرها بما يساعدهم على النجاح مثلهم مثل أصحاب المبادرات الناجحة، ولكن وللأسف يتحول الأمر من عدم الاستفادة إلى الغيرة التي ربما تصل مرحلة الجنون، حيث يصبح كل عمل أو مبادرة يقوم بها صاحب أو أصحاب المبادرات الناجحة إلى عبء عليهم مما تسببه الغيرة منهم من آثارسلبية على علاقاتهم بالآخرين في مجتمعهم وربما تنعكس سلباً على روح العطاء لديهم وتؤثر في نفسياتهم فيضطرون إلى الانسحاب عن الأعمال الناجحة المتميزة التي تخدم مجتمعهم، وتنعكس بشكل إيجابي عليه وبهذا نفقد جميعاً مثل هذا العطاء نتيجة هذه الغيرة التي قد تتحول مع الوقت كما ذكر إلى حسد، ونحن نعرف جميعاً كيف يكون الأثرالسلبي للحاسد في المحسود وكيف أنه يقلب كل أعماله الناجحة والخيرة إلى أعمال سيئة من خلال إبراز ربما الملاحظات السلبية وجعلها هي أساس فشل هذا العمل الناجح، وتكونالخطورة أعظم عندما يكون ذلك الغيور والحاسد من أصحاب السلطة أو التأثير على المجتمع، حيث تصبح آراؤه مقبولة لدى الرأيين العام والخاص.
أحبتنا
دعونا نعمل جميعاً على دعم وتقدير الأعمال الناجحة والأشخاص الذين يقفون خلفها من أجل الارتقاء بمعايير الأداء في مجتمعنا وأن نكون عونا لهم ولسنا عليهم ولينظركل واحد منا حوله ليرى هل هو من الداعمين للنجاح فيصبح من الربانيين أم من الحاسدين فيصبح من الشياطين...؟
نكتة..
الغيرة والحسد عند الجنسين سواء.. الرجل والمرأة ..
فالمرأة تغار من نجاح زميلتها في العمل حتى لو كانت الإنسانة الناجحة أقل منصبا ومركزا , والرجل كذلك وفي جميع مجالات الحياة وبين جميع فئات المجتمع لافرق بين متعلم أو أمي و حتى بين علماء الدين والخطباء ....!
كل إنسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره ..
"اللهم اجعلنا كماتحب وترضى"
مودتي ...... موالية5
بعض الفقرات مقتبسة من المجلة ثقافية