اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مثال الحلم والعفو والكرم
حكى أحد العلماء: كنت جالسا قرب تل الزينبية وبجانبي رجل واقف، وفي الأثناء وقعت عيني على المرحوم آية الله العظمى السيد أبي الحسن الأصفهاني أكبر مراجع زمانه للشيعة أنه خرج مع مرافقيه من حرم الإمام أبي عبدا لله الحسين – -. فالتفتّ إلى الرجل وإذا به انطلق منفعلا نحو السيد الأصفهاني وهو يقول بصوت عال: "سوف أشتمه بئس شتيمة"!
وبعد دقائق رأيته عاد باكيا وعليه آثار الخجل والندامة!
سألته عن السبب لهذه المفارقة العجيبة بين الموقفين؟
فقال: لقد شتمت السيد حتى باب منزله، وهو لا يردّ،وعند الباب توقف وطلب مني أن انتظره، دخل ثم رجع وبيده مبلغا من المال، اعطاني ذلك وقال لي: راجعنا لدى كل مضيقة تعترضك، إذ أخشى أن تراجع غيرنا فلا يقضي حاجتك. ولكن لي إليك حاجة واحدة! وهي أنني أتحمل كل شتيمة موجهة إليّ شخصياً، ولكن أرجوك أن لا تشتم عرضي وأهل بيتي، فإني لا أتحمّل ذلك. وأضاف الرجل وهو يرتعش: "إن هذه الكلمات التي قالها لي السيد الأصفهاني تركتْ أثراً بالغا في أعماقي حتى كدت أخرّ إلى الأرض، وهذه دموعي جرت بلا إرادة مني، وإنّي أشعر برعشة في أعماقي كما تراني".
وهكذا كان السيد مثالا للحلم والعفو والكرم ومصداقاً للحديث النبوي الشريف: "خير أمتي من إذا سُفه عليهم احتملوا، وإذا جُني عليهم غفروا، وإذا أوذوا صبروا".