شمس النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتجلى بالإمام المهدي عليه السلام
بتاريخ : 11-Apr-2010 الساعة : 12:26 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن
صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه
وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصراودليلا وعلينا
حتى تسكنه أرضك طوع وتمته فيها طويلا
برحمتك يا أرحم الراحمين
شمس النبي وسلم تتجلى بالإمام المهدي
روى علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، عن أحمد بن إدريس الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن أبي عمير الأزدي ، عن حماد بن عثمان الناب ، عن محمد بن مسلم الثقفي ، عن الإمام باقر العلوم في قول الله عز وجل: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَار ِإِذَا تَجَلَّى؟ قال: النهار هو القائم منا أهل البيت ، إذا قام غلب دولة الباطل. والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس، وخاطب الله نبيه به ونحن ، فليس يعلمه غيرنا ) .
والرواية من ناحية السند صحيحة ، فسندها ستة من أعاظم مشايخ المحدثين رضوان الله عليهم ، فعلي بن إبراهيم شيخ القميين ، وأحمد بن إدريس الأشعري من مشايخ الحديث الثقات ، وكذا محمد بن عبد الجبار ، وأما محمد بن أبي عمير الأزدي فقد أجمعت الطائفة وعملت بمسانيده ومراسيله، وبعده حماد بن عثمان الناب ، وبعده محمد بن مسلم ، وهؤلاء الثلاثة من أصحاب الإجماع الذين أجمعت الطائفة على تصحيح ما يصح عنهم . وتمتاز هذه الرواية أيضاً بأن راويها محمد بن مسلم الثقفي رحمه الله أحد الأربعة الذين هم بنص الإمام أمناء الله على حلاله وحرامه ، وأوتاد الأرض ، وأركان الدين ! فهذه الخصوصيات في السند قلما تجتمع في رواية.
أما من ناحية الدراية فلا تكفي هذه الفرصة إلا لقطرات من بحرها:
ولكي يكتمل فهمنا لقوله تعالى في سورة الليل:وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، ينبغي أن نقارنها بسورة الشمس: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا.. فالبدء في سورة الشمس من الشمس إلى النهار، والبدء هنا من الليل إلى النهار! والنهار هناك يجلِّي الشمس بالتفعيل ، أما هنا فهو يتجلى ، بالتفعل !
وفي قول الإمام الباقر :والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس، وخاطب الله نبيه به ونحن ، فليس يعلمه غيرنا، مطالب عميقة خفية.
فما هي تلك التجلية ، وهذا التجلي ، ولماذا التعدي هنا واللزوم هناك ؟
وما هي تلك الشمس ، وذلك النهار ؟
ما هو تفسير ذلك ، وما هو تأويله ، وهدفه الذي يرمي إليه ؟!
إن الشمس في المنظومة الشمسية هي المحور، وهي مشعل الحياة، وعملها أنها تنمي بأشعتها الطاقات الكامنة في الموجودات الأرضية ، وتوصلها إلى كمالها المناسب لها .
أما منظومة العالم الكبير فهي منظومة محيرة ، لم يفهمها إلا الخواص من أولي الألباب ، ولها لب ولها قشر ، أي أنها تنقسم إلى عالم ظاهري وعالم باطني ، وقد أشار إلى كليهما القرآن.
وباطن العالم له منظومة أيضاً ، فمنظومة الملكوت توازي منظومة الملك . وشمس هذه المنظومة ومحورها ذات نبينا الأعظم محمد وسلم بحكم برهان العقل والنقل ، فمقام خاتمية الأنبياء هو مقام الإنسان الأول الذي لا ثاني له ، وثانيه إنما هو وجود تنزيلي ، أما الوجود الحقيقي فهو منحصر بفرد لا يتثنى ولا يتكرر ، وهو نبينا محمد وسلم . وهو آية الإسم الواحد والأحد عز وجل، لم يكن له ثان ولا يكون ، وهو قوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا. ونسبة الوجود التنزيلي إليه وسلم نسبة القمر إلى الشمس، وهو معنى قوله تعالى:فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ ... وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ. ( سورة آل عمران:61)، وهو معنى قوله عليهما السلام : أنا أديب ربي، وعلي أديبي. ومعنى قول الله تعالى:وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا.
إن بناء السورتين ، والإنتقاء الرباني لألفاظهما ، والعلاقة الجدلية بينهما، كل واحد منها يتضمن أسراراً عظيمة تبهر العقول! وكم أتأسف لأنا لم نفهم القرآن كما يجب ، ولا أدينا حق بحوثه.
إن انبساط نور الشمس في ضحاها يعني انبساط نور النبي وسلم في عالم الملكوت ، والنهار إذا جلاها يعني تجلي خاتمية النبوة بخاتمية الإمامة بالإمام المهدي ! وهي إشارة قرآنية كافية لأن تدرك مقام الإمام المهدي فأي سر فيه صلوات الله عليه أوجب التعبير في هذا الصحيح من الدرجة الأولى الذي لا شك في صدوره عن منبع الوحي، بأنه هو المقصود بقوله تعالى: وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى؟!
إنه صلوات الله عليه قوس النهار في منظومة عالم الملكوت ، الذي لا يفهم أحد حقيقة دوره وتأثيره الآن في منظومة عالم الملكوت ، ولماذا ادخره الله تعالى وجعل دوره في آخر الزمان ؟ وماذا سيحقق على يده عند ظهوره الموعود ؟! إنها حقائق كبيرة ثابتة ، ومذهلة !
فكروا في قوله تعالى:وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا. وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا. فمن الذي يجلي شمس خاتم الأنبياء وسلم ويظهرها ؟
قال بعض المفسرين إنها الأرض أو الظلمة ، فهي التي تجلي الشمس !
لكن السياق وأصالة عدم التقدير يدلان على أن الذي يجليها هو النهار، فهو الإمام المهدي خاتم الأئمة ، الذي يجلي شمس خاتم الأنبياء وسلم !
هل ترانا عرفنا الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه ؟!
إن ما نصل إليه من قشور في معرفة شخصيته المقدسة ، إنما هو على قدر فهمنا ، وليس على قدر شخصيته ! فأنَّى لنا أن نفهم الذي يمثل شمس خاتم الأنبياء وسلم في منظومة عالم الملكوت ، ويجليها في ظهوره الموعود بوعد ربه ؟! وعالم الملكوت أعم من عالم الدنيا والبرزخ والآخرة !
إنه صلوات الله عليه هو الذي يجلي شمس نبوة نبينا وسلم التي مقدماتها نبوات الأنبياء ، وينشر ضحاها على كل عوالم الوجود! ففي نظام العالم يوجد خاتمان لا أكثر ، أولهما خاتم الأنبياء وسلم والثاني خاتم الأوصياء والحجج !
السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان ، يا من قبل مجيئه لا يتم بسط نور شمس الخاتمية.. السلام على الحق الجلي ، والنهار إذا جلاها: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً . ( سورة الإسراء:81)
أنت الذي أنزل الله تعالى في حقه: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ. (الزمر: 69) ،
أنت الذي ذخرك الله تعالى ليسرَّ بظهورك جميع الأنبياء ، وينهي معاناتهم ، ويختم محنتهم ، ويحقق على يدك ثمرة بعثاتهم: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا.
وأنت الذي على يدك يتنجز ضحى بعثة جدك المصطفى وسلم وضحى شمسه المقدسة ، ويتحقق الغرض من خلق البشر والعالم.
إقرؤوا عن الإمام صاحب الزمان واعرفوه وعرِّفوا الناس به ، فكلكم ولله الحمد فضلاء ، وكثير منكم علماء من مستوى جيد ، فواجبكم استخراج جواهر المعرفة من كلمات المعصومين صلوات الله عليهم، وإيصالها الى أيتام الإمام صاحب الزمان الذين هم في عصر الغيبة متعطشون حيارى ! عرفوا هذه الجواهر لأصحابها الموالين ، عرفوهم على مواليهم !
لخاتم الأنبياء وسلم اسمان إسم في السماء (أحمد) وإسم في الأرض(محمد) وهذان الإسمان وضعهما الله تعالى له ، ولم يجمعا في العالم إلا في الحجة بن الحسن !
هذا بابٌ ، والباب الثاني أن أحداً لم يجمع بين إسم النبي وسلم وكنيته إلا الحجة بن الحسن ، فإسمه اسم خاتم الأنبياء وسلم وكنيته أبو القاسم . ومضافاً الى هذا فقد جمع كنى الأئمة المعصومين كلها ، ولهذا معنى بليغ. فانظروا إلى أحاديث المعراج ، حيث رأى النبي وسلم من ملكوت الله ما رأى ! وعندما رأى أنوار الأئمة الإثني عشر من عترته رأى نور المهدي من بينهم يتلألأ كأنه كوكب دري ، فقال: يا رب من هؤلاء ومن هذا ؟ قال: يا محمد هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك ، وهو الحجة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويشفي صدور قوم مؤمنين .
ونظراً لضيق الوقت نكتفي بقول النبي وسلم في خطبته يوم الغدير ، عندما رفع بيد علي وأبلغ الأمة إمامته من بعده ، وأتم عليهم الحجة فقال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه . وأوصى الأمة بعدة وصايا وافتتحها كلها بـ (ألا) التي هي أداة تنبيه ، ومن هذه الوصايا تنبيهه على مقام الإمام المهدي ، فقد قال وسلم : ألا إن خاتم الأئمة المهدي ...
ألا إنه خيرة الله ومختاره .
ألا إنه وارث كل علم والمحيط به.
ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه .
ألا إنه الرشيد السديد . ألا إنه المفوض إليه . ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه. ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده . ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه. ألا وإنه ولي الله في أرضه ، وحكمه في خلقه، وأمينه في سره وعلانيته . (الإحتجاج ج1ص61)
لاحظوا قوله وسلم في هذه الخطبة: ألا إنه وارث كل علم والمحيط به... وقوله وسلم : ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ، ولا نور إلا عنده... لتعرفوا كيف يتحقق به: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا).
والأهم من ذلك أن صفة الرحمة للعالمين منحصرة بالنبي وسلم : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، وقد وصف الله تعالى بها الإمام المهدي في حديث اللوح القدسي: وأكمل ذلك بابنه (م ح م د) رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ) ! وهو أعلى مقام يعطيه الله تعالى لخاتم الأوصياء خص به خاتم الأنبياء وسلم .
إن واجبكم أيها الفضلاء أن تتعرفوا على مقامات الإمام المهدي وتعرِّفوا أيتام آل محمد وسلم على ما عرفتموه منها ، لأن معرفتها الكاملة غير ممكنة. فبعملنا في تحصيل الفقه وتحصيل معرفة النبي وآله المعصوين وسلم ، وفي تبليغ الناس أحكام الحلال والحرام، وتعليمهم مقامات النبي وآله وسلم ، نأمل أن نكون محل نظر صاحب الزمان ورعايته ، إن شاء الله.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لله درك يا منتظرة..
ما أروع ما طرحتِ..
كلما غصنا في بحار ملكوت القرآن ظهر لنا من مكنون سره ما كان قد انغلق على نوافذ قلوبنا ..
وبان لنا حقيقة قوله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن ... فالتدبر في آيات الله يعيننا نحن الموالين والمحبين أن ننكشف على حقيقة إمامنا..
وقد قال قائل: أين هو مهديكم في القرآن؟؟؟
قلتُ له: القرآن كله في خدمة مولانا صاحب الأمر ..
قال: أين ذلك؟؟
قلتُ: هل قرأت قوله تعالى ليظهره على الدين كله...و إذا كانت مهمة إظهار دين الله على الدين كله على يد شخص كهذا فلا بد ان يكون ذو نور ساطع
وأن يعم نوره الوجود..
ثم قلتُ له: ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين...ترى هل كتاب الله تعالى الذي تضعه على الرفّ في بيتك ولا تزوره إلا بالمناسبات
ترى هل يكون هدىً لك يهديك إلى أمر الله؟؟
أم أن في قوله عز وجل سرٌّ آخر؟؟ ذلك الكتاب الناطق وليس الصامت...والذي كما ذكر الله: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا...
فهل تتوقف هذه الهداية وتنقطع بوفاة النبي (ص) أم أن الفيض الإلهي مستمر لا ينقطع..فإذا قلت أن الفيض و((الأئمة الذين يهدون بأمر الله)) قد انقطعوا
فقد عطلت مادة الجعل الإلهي...
عذراً منك أختي منتظرة فقد شتت عن الموضوع..أرجو المعذرة
على كل حال موضوع أكثر من رائع
في ميزان أعمالك
نسألكم الدعاء.
توقيع حفيد الزهراء
يااااااا زهراء
سقَانِي غيثُها حبًّا فريدا ... فَطارَ القلبُ في الدنيا طروبا
أنا ما عشتُ إلا من هواها ... ولولاها لما كنتُ الحبيبا
سأستوحي حروف الشعر منها ... لأبقى من معانيها قريبا
هي السحرُ الذي أعطى وجودي... وأعطاني من الدنيا نصيبا