|
عضو مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
السلام على قلب زينب الصبور.ورحمة الله وبركاته..
بتاريخ : 21-Apr-2010 الساعة : 04:29 PM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في زمن غرق الناس فيه بالماديات , وانغمسوا في الأهواء والشهوات ..
في زمن لم يبقى فيه من الإسلام إلا القشور , لم يبقى منه إلا الحقائق السطحية المزيفة ..
في زمن لم يعد لكلمة الحق احترام , لم يعد لكلمة الحق أي أثر في نفوسنا ..
في زمن كزمننا البائس هذا , ماأحوجنا إلى نجوم مضيئة تضيء لنا دروب الحياة , نسير بفضل نورها في الطريق المستقيم لنصل إلى مرفأ الأمان , ننهج بهداها كي نسعد في الدارين ..
ماأحوجنا في هذا الزمن إلى عنوان الإباء والتضحية , إلى رمز الوفاء , إلى الجبل الشامخ الذي لم تهزه العواصف العاتية ..
نعم .. في هذا الزمن نحن محتاجون إلى زينب وإلى قلب زينب الصبور الشامخ .
إنها حقاً شخصية عظيمة , حيث تعتبر ثاني أعظم سيدة بعد أمها الزهراء ( ).
إن من يدرس حياة هذه السيدة الجليلة , يرى أنها حياة مشرقة ومضيئة في جميع مراحل حياتها , ولكن تبقى مرحلة مابعد واقعة الطف هي المرحلة الأكثر إشراقاً والأكثر خلوداً , حيث خلدّتها العقيلة بمواقفها الصلبة والشامخة .
وفي هذه السطور المتواضعة أذكر بعض المواقف التي تدل على عظمتها وسمو ذاتها (سلام الله عليها):
* الموقف الأول : بعد مقتل الإمام الحسين , وحينما انتصف ليل الحادي عشر وبعد أن هدأت الأصوات , خرجت سيدتي ومولاتي زينب باتجاه أرض المعركة تتخطى جثث الشهداء الأبرار , وحينما وصلت إلى جسد أخيها الحسين , وضعت يديها تحت ظهره ورفعته قليلاً باتجاه السماء , وبقلب ملؤه الخشوع والإيمان نطقت زينب بهذه الكلمات :
(( اللهم تقبل منّا هذا القربان ))
أي إمرأة هي زينب , وأي قلب هو قلب زينب حتى يصدر منها هذا الفعل وهي المرأة الثكلى بأخوتها وأبناءها وأبناء أخوتها , إنه لموقف عظيم إن دل على شيء فهو يدل على عظمة هذه السيدة الجليلة .
* الموقف الثاني : بعد هذا الموقف ماذا فعلت ياترى ؟؟
تحت الظلام أدت صلاة الليل من جلوس لأنها لم تقوى على الوقوف .
إنه مشهد يجسد قوة علاقة السيدة زينب ( ) بالله عزوجل , حيث أن العلاقة بالله عزوجل هي الأساس وبدون هذه العلاقة تصبح حياة الإنسان لاقيمة لها .
لنتفكّر أخواتي في هذا المشهد , رغم الفاجعة والمصيبة التي حلّت في ذلك اليوم والتي أوجعت قلبها ولكنها لم تترك صلاة الليل وصلتها من جلوس .
* الموقف الثالث : حينما وصلت قافلة السبايا إلى الكوفة وحينما أدخلوهم على اللعين عبيد الله ابن زياد , سألها سؤالاً كان يعتقد أنه سيؤثر على نفسيتها وثقتها بالله عزوجل , حيث قال لها : كيف رأيت ِ صنع الله بأخيكِ وبأهل بيتكِ ؟
ولكن هذا السيدة العظيمة أفحمت هذا اللعين وجعلته يندم على سؤاله , فقد أجابت عليه بكلمات خلدّها التاريخ :
(( ما رأيت إلا جميلاً , هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ))
إن هذه الكلمات تدل على الوعي والنضج الفكري والمستوى الراقي من العلم الذي وصلت إليه السيدة زينب , فالإمام زين العابدين يصفها بأنها العالمة غير معلمة , هذا الكلام لايخرج إلّا من إمرأة امتلأ قلبها بحب الله وبمعرفته , وامتلأ قلبها باليقين وبالتسليم لله عزوجل .
هكذا يجب أن نكون أخواتي المواليات , هكذا يجب أن نتعلم من هذه السيدة الجليلة , يجب أن نتعلم منها كيف تكون علاقتنا بالله عزوجل قوية وثابتة لاتتغير بتغير الظروف.
يجب أن نتعلم منها كيف نملأ قلوبنا بحب الله وبمعرفته معرفة تجعلنا نرى أن كل شيء يأتي من الله فهو جميل .
يجب أن نتعلم منها كيف نصبر بوعي وإيمان لكي نستطيع أن نواجه الدنيا بكل مافيها كما واجهتها سيدتي ومولاتي زينب ( ) .
السلام عليكِ سيدتي ومولاتي يازينب وعلى قلبكِ الصبور ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء
للامانة منقول
|
|
|
|
|