اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
أعظم الله أُجورنا وأُجوركم بذكرى مصاب بضعة الرسول()
فاطمة الزهراء()
تمرّ علينا هذه الأيام ذكرى استشهاد سيدة النساء فاطمة الزهراء() وإنا إذ نقدّم تعازينا لولدها الامام المهدي المنتظر(عجلّ الله فرجه) ولجميع الأخوة المؤمنين والاخوات المؤمنات في بقاع المعمورة نستثمر هذه الفرصة للاشارة إلى جوانب من فضل الصديقة الطاهرة وشخصيتها وسيرتها ()، فإنها سيدة نساء العالمين وقدوة المرأة المسلمة.
1- أول ما يلاحظ الباحث في القرآن والسنّة اختصاص الزهراء فاطمة() من بين اخواتها بالفضل والرعاية وتميزها عنهن، ففاطمة سيدة نساء أهل الجنة (البخاري)، وهي المشمولة بآية التطهير، وهي التي حسمت السماء أمر زواجها، وهي التي اختصت برعاية رسول الله() حتى (كان رسول الله()إذا سافر، آخر عهده اتيان فاطمة، وأوّل من يدخل عليه إذا قدم ـ فاطمة) (مسند أحمد)، في كل هذه الاحاديث والمواقف وغيرها .. كانت فاطمة() تتميز عن باقي اخواتها، مما يكشف عن سرٍّ عظيم كامن في شخصيتها ومقامها().
2- اتسمت حياة الزهراء() بالبساطة والقناعة، فلم تستثمر مكانتها من ابيها لتحرجه بمستلزمات الترف والنعيم، بل نجدها على العكس من ذلك قد ضربت ـ مع باقي أفراد اسرتها- الأمثلة الرائعة في التضحية والايثار قربة واخلاصاً لله تعالى، وكانت آيات سورة الدهر شاهداً خالداً على ايثارها (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شُكوراً).
3- عرفت الزهراء() بعطفها وحنّوها على اخوة الايمان حتى انعكس ذلك على عبادتها ودعائها لربها، ففي الحديث عن الامام الحسن(): (رأيت أُمي فاطمة()قامت في محرابها ليلة جمعة فلم تزل راكعة وساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أُمّاه لِم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يابني الجار ثم الدار).(كشف الغمة إلى معرفة الائمة 2 / 94).
4- لم تتوانَ الزهراء()- رغم صغر سنها وكونها ابنة الرسول وزعيم المسلمين وقائدهم- من مشاركة باقي المسلمات في دعم المسلمين في المحن والمصاعب التي واجهوها، فقد روى الواقدي-في حديثه عن رجوع النبي() والمسلمين من معركة اُحُد-: (وكنّ جئن اربع عشرة امرأة، منهن فاطمة بنت رسول الله() يحملن الطعام والشراب على ظهورهن ويسقين الجرحى ويداوينهم)، (المغازي 1 / 249).
5- لم يكن مقام الزهراء ولا التزاماتها الاسلامية العامة تمنعها من اداء دورها في بيتها كزوجة بارّة واُمّ مثالية فلم تغفل حقّ زوجها ولم تتطاول عليه بل كانت مثال الزوجة الصالحة في الاخلاص لزوجها واُنسه وتخفيف معاناته خارج البيت حتى ورد الحديث عن الامام علي() انه قال: (فوالله ما أغضبتُها ولا اكرهتُها على أمر حتى قبضها الله عزّوجلّ، ولا اغضبتني ولا عصت لي أمراً، ولقد كنتُ أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان)، وفي هذه المواقف الفاطمية درس للمرأة المسلمة في ضرورة العناية ببيتها واسرتها مهما كانت التزاماتها خارج البيت.
6- إن من مفارقات الدهر التي تعبّر عن مأساة المسلمين أن تواجه البضعة الطاهرة بأنواع المآسي والمحن عقيب رحيل الرسول() أمام اعينهم وخذلانهم ونكوصهم، فمِن غصبِ حقها في فدك .. مروراً بمنعها من البكاء على أبيها والتهديد باحراق دارها .. وانتهاءً باحداث الهجوم على الدار وكسر ضلعها واسقاط جنينها وغير ذلك مما حفلت به المصادر التاريخية، فقد روى ابن عبد ربه .. (فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث اليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له: ان أبَوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة)، (العقد الفريد 4 / 259)، وروى البلاذري: (أنه حصر فاطمة في الباب حتى اسقط محسناً)، (وحكاه الشهرستاني عن النظام)، إلى غير ذلك من المآسي التي اندثرت أكثر أخبارها كما هي الحالة في ممارسات كل الطغاة. ويكفي دلالة على مدى الآلام والمظالم التي واجهتها فاطمة() مارواه ابن حجر العسقلاني ان الرسول() قال لفاطمة(): (ان جبرئيل أخبرني أنه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى امرأة منهن صبراً)، (فتح الباري 8 / 111).
7- لم تقتصر مواقف الزهراء المبدئية على حياتها، بل سجلت في وصيّتها الخالدة حجة دامغة ودليلاً يهتف بظلامتها تعيشه الأجيال على مرّ العصور، فقد روى البلاذري عن عروة بن الزبير (أن علياً دفن فاطمة ليلاً وغسّلها علي وأسماء وبذلك أوصت ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها)، (انساب الاشراف 1 / 405)، ومن بين قبور الصحابة وزوجات الرسول بقي موضع قبرها مجهولاً إلى يومنا هذا، ليكون صرخة تهز الضمائر المسلمة الحية، ولتؤكد غضبها وسخطها على القوم، وهي التي قال عنها الرسول(): (انما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها)، (البخاري).
8- كانت الزهراء- في أوج ظلامتها- تنبىء عن مستقبل الامة القاتم بعد أن أهملت وصية نبيها فقالت مخاطبة نساء المهاجرين والانصار: (ويحهم (أفمن يهدي إلى الحق أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يهدى فمالكم كيف تحكمون)، أما لعمري لقد لقحت فنظرةً ريثما تنتج ثم احتلبوا ملأ القعب دماً عبيطاً وذعافاً- أي سما- مبيداً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غِبّ- عاقبة-ما أسّس الأوّلون، ثم طيبوا عن دنياكم أنفساً واطمئنّوا للفتنة جأشاً وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين، يدعُ فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً، فياحسرةً لكم، وأنى بكم، وقد عمّيت عليكم (أَنُلزِمكموها وأَنتم لها كارهون)).
ختاماً إذ نجدد التعازي لكل الاخوة المؤمنين والاخوات المؤمنات بهذه المناسبة الحزينة ندعو الباري سبحانه أن يوفق الجميع لانتهاج خطى أهل البيت والتمسك بحبلهم رغم ركام الفتن والآلام كما قال():
(انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق وهوى).
للامانة منقوول
توقيع torbat karbala2
يا نازلين بكربلاء هل عندكم .. خبرٌ بقتلانا و ما اعلامها
ما حال جثة ميتٍ في أرضكم .. بقية ثلاثاً لا يُزار مقامها
بالله هل رُفعت جنازته و هل .. صلى صلاة الميتين إمامها
بالله هل واريتموها بالثرى .. و هل استقرت باللحود رِمامها
يا جسمهُ انتفض التراب و عانقت .. أطيافه روحي فأنت سلامها
لو تنحني نفسي لجسمٍ عُفرت .. أوصلاهُ فتعفرت آلامها
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ منسي القلوب
الغالية سمر
اعظم الله لكم الاجر وانالكم شفاعة الزهراء ع يوم القيامة شكرا لمروركم
توقيع torbat karbala2
يا نازلين بكربلاء هل عندكم .. خبرٌ بقتلانا و ما اعلامها
ما حال جثة ميتٍ في أرضكم .. بقية ثلاثاً لا يُزار مقامها
بالله هل رُفعت جنازته و هل .. صلى صلاة الميتين إمامها
بالله هل واريتموها بالثرى .. و هل استقرت باللحود رِمامها
يا جسمهُ انتفض التراب و عانقت .. أطيافه روحي فأنت سلامها
لو تنحني نفسي لجسمٍ عُفرت .. أوصلاهُ فتعفرت آلامها