اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
واجباتنا في عصر الغيبة:
1- معرفة الإمام المهدي () حق المعرفة:
قال رسول الله (): (من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية)(1).
وعنه أيضاً () قال: (القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي وسنته سنتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل، من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني ومن كذبه فقد كذبني ومن صدقه فقد صدقني...)(2).
يستفاد من الروايات الواردة عن أهل البيت () أن لمعرفة الإمام المعصوم أهمية عظيمة وأنها أساس لمعرفة الله عز وجل، وأن طريق الهداية للحق والثبات على الصراط المستقيم لا يتم إلا بمعرفة الإمام المعصوم واقتفاء أثره والسير على خطاه والاستضاءة بنوره والثبات على ولايته.
فعن الإمام الباقر () قال: (إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت، ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالاً!)(3 ).
ولكن ماذا تعني معرفة الإمام المعصوم حق معرفته؟
بالطبع ما دام لمعرفة الإمام كل هذه الأهمية الكبرى.. فليس المراد منها هو معرفة اسمه ونسبه فقط...! بل يتحتم أن يكون المقصود بالمعرفة شيء آخر أكبر من ذلك بكثير وأكثر أهمية وأعظم خطرا.
ويجيبنا على التساؤل السابق الإمام الصادق () حيث يقول: (..وأدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي إلا درجة النبوة ووارثه، وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله والتسليم له في كل أمر والرد إليه والأخذ بقوله، ويعلم أن الإمام بعد رسول الله () علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنا ثم من بعدي موسى ابني ثم من بعده ولده علي وبعد علي محمد ابنه وبعد محمد علي ابنه وبعد علي الحسن ابنه والحجة من ولد الحسن)(4).
2ـ الثبات على الولاية لأهل البيت () والتمسك بالمذهب الحق:
من أهم تكاليفنا الشرعية في عصر الغيبة هو الثبات على موالاة أهل البيت () والثبات على العقيدة الصحيحة بإمامة الأئمة الاثني عشر وخصوصاً خاتمهم وقائمهم المهدي محمد بن الحسن ()، كما يتوجب علينا عدم التأثر بموجات التشكيك وتأثيرات المنحرفين مهما طال زمان الغيبة أو كثرت ضروب المشككين.
فعن رسول الله () قال: (والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس ما لله في آل محمد حاجة ويشك آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا يشككه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني)(5).
وعن أمير المؤمنين () قال: (للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة)(6).
ونحن نرى اليوم أن هناك الكثير من موجات وضروب التشكيك في وجود الإمام المهدي () وإمامته وكذلك إمامة من سبقه من الأئمة المعصومين () عبر الكثير من الكتب ووسائل الإعلام من فضائيات وشبكات الإنترنت وغيرها، فلابد هنا أن نُذكِّر بأقوال أئمتنا () وذلك حينما أخبرونا عن هذه الغيبة التي نعايشها وما يحدث فيها من تشكيك في العقائد والأصول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولقد جاء في بعض الروايات عن أهل البيت () الحث على تجديد العهد والبيعة مع الإمام المهدي () في كل يوم كما جاء في دعاء العهد الوارد عن الإمام الصادق (): (اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعةً له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً...)(7).
ومن الثبات على الولاية أيضاً ذكر فضائل الإمام المهدي () وإشاعتها بين الناس والبراءة من أعدائه واللعن عليهم.
كما جاء عن رسول الله () أنه قال: (طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه، ذلك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم أمتي علي يوم القيامة)(8).
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا
تُشكر أخي الكريم على الطرح المهدوي ولا عدمناكم ،
اسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الولاية ، ويرزقنا حسن الخاتمة .