|
مشرف سابق
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
لا تقربوا.. وطني بحر مسجور
بتاريخ : 15-May-2010 الساعة : 11:35 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
المشهد الاول ايار 2000 مشى هادي الى مركز الكشافة كعادته كل يوم
بعد انتهاء دوام المدرسة ..
كان ذلك بعد اسبوع من يوم التحرير الذي اعاد المجد والارض ..
لم يكن اي شيئ على سابق عهده ..
لقد انتصر لبنان .!
وكفى بذلك فخراً ..
بل وكفى بذلك فرحة لا مثيل لها في قلوب ذاقت المر واعتصرتها آلام غير الالام ..
الا ان قلب هادي كان يحمل هماً ، احتل مكان آماله التي بناها قصرا في فكره ..
وكادت الحسرة التي خلفها يوم التحرير رغم فرحته به تقتله و تمسح من كيانه كل ما هو غير الدموع ..
سار وهو ابن الثلاثة عشر ربيعا ، الى مركز الكشافة ،، منحني الرأس وكأن جبالا اعتلت صدره الصغير ..
التفكير بمستقبله اتعبه ..
ترى .. كيف ستكون الايام القادمة من جون بندقية ؟
واين دعواته كل ليلة جمعة ، بأن يتقبله الله في عداد المقاومين ؟؟
اين امانيه ؟
واحلامه بتلال صافي والرفيع ؟؟
... آآآآه ...
ضرب بقدمه حجرا اعترض طريقه واشاح بوجهه نحو القمم الجنوبية .. متألما .. معاتبا ..
" هنيئا لمن ولد قبلي .. كان له شرف ان يحمل البندقية بين ترابك .. وان يزرع جسده فيك كأنه نبتة زعفران ؟؟ "
وصل الى المركز .. كانت النشاطات كلها تحمل طابع التحرير ..
والفرحة تعلو كل وجه جنوبيّ .. الا وجه هادي ..
فلقد كان في صراع بين فرحة دفينة ليوم العز الذي تمناه طويلا .. بين حلمه بأن يكون مقاوما حين يكبر ..
لم يكن يفصله سوى اعوام قلائل حتى يصبح في عداد الاستشهاديين في سفوح الجبال التي بنا لها في قلبه وكيانه
ركنا من الحب ..
اصطف وزملائه اصطفاف العساكر امام القائد .. كما العادة ..
كان في كل مرة يقف تلك الوقفة ، يشعر وكأنه في طريقه الى " صافي "..
وكأن يده على الزناد ينظر من خلف الشمس الى القدس ..
يصرخ بكل ما فيه من شوق وتوق ..
كأنه يرحل على جناحي الصرخة الى حيث يريد ..
ولكنه في هذه المرة كان يخالطه حزن كما طائر كسير ..
انتهى كل شيئ .. وعليه ان ينسى كل امانيه الان ..
عليه ان يعود طفلا بعدما طلق الطفولة حبا بأن يكبر .. ويلتحق ..
يااااه .. ما اقسى الزمان ..!
طلب القائد من الناشئة ان يتفرقوا ..
فلقد انتهى الوقت وشارفت الشمس على المغيب ..
الا انه رمق هاديا بعينين تحملان البأس والحنان ..
اومأ له برأسه مشيرأ اليه ان يقترب منه ..
اطلق هادي اهة عميقة واقترب من القائد ببطء متردد ..
ووقف امامه صامتاً محدقا في الارض وهو يلاعب حبيبات التراب بطرف حذائه الاسود ..
وضع القائد يديه على ركبتيه فانحنى وصار وجهه مقابلا لوجه هادي ،
وابتسم .. تعلو حاجبيه عقدة خفيفة ..
" ماذا تحمل في قلبك المقاوم يا هادي ؟ "
"لا شيئ ... "
"لا شيئ ؟؟ .. "
" .................... "
رفع هادي بصره والتقت عيناه الحزينتان عيني القائد العميقتين ..
" زعلان ؟؟ "
".... مممممممممممممم .. "
" ......... "
"خائف .. مقهور .. لقد ذهبت امنياتي ادراج الرياح هكذا ببساطة ؟؟ .. لماذا .. لماذا .. ؟؟ "
عاد ونظر الى الارض ..
ولكن القائد استطاع ان يرى دمعة سالت بسرعة الى حبيبات التراب ..
بقي صامتاً ..
ففي جعبة هادي حكاية روحه هو ايضاً ..
ولكنه كات يعي اكثر..
فلم يكن خائفتاً مثله ..
مرت لحظات من الصمت الذي نطقت فيه روحاهما ..
وبعد هنيهة قال هادي بحزن : " قائد .. ؟؟ "
"حبيب قلبي .. "
" لقد تحررنا .. وانتهت ايام الجهاد .. صح ؟ "
اذار وجهه عن القائد ونزع عن رأسه قبعة الحزب الصفراء ..
نظر الى علامة حزب الله طويلاً ..
ورغم مصارعته الدموع الا انها سالت فوق وجنتيه السمراوين ..
مسحها القائد بأطراف اصابعه وامسك وجه هادي بين يديه ..
ثم قال بهمس : " البندقية ستظل رفيقة دربنا ، سوف نحملها دائما على اكتافنا .. "
استوى واقفاً وحضن كتف تلميذه ونظرا سويا الى الجبال الشامخة ..
" تلك الجبال من يحميها غيرنا يا هادي .. و اذا تحررت .. سوف نبقى مزروعين فيها حتى نموت .. هل تفهم ؟؟ "
توسعت عينا هادي .. وارتعش جسده حتى شعر ببرودة تسري فيه رغم حرارة الشمس و تصبب العرق من جبينه ..
" هل تعني يا قائد .. "
" اعني يا هادي .. عندما تكبر اريد ان القاك على الحدود لنفتح بوابة القدس معا .. "
" وعلى كتفي بندقية .. ؟؟!!! "
" وفي عيونك حلم الشهادة .. تماما مثل الان .. ! "
كأنما اعادت تلك الكلمات لــ هادي الروح من جديد ..
قفز ووجّه للقدس التحية العسكرية من مكانه ..
صرخ حتى اعاد الصدى هيجان روحه .. " يا جنوبي انا قادم .. "
وحضن خصر القائد بقوة ترجمت فرحته التي ظن انها غادرت ثوم الفرحة ..
حضنه القائد بقوة ايضا .. وفوق شفتيه تمتمات الحمد .. بإذن الله .. وصية الشهداء لن تنسى ...
المشهد الثاني تموز 2006 .. المشهد ذاته ..
عناصر حزب الله مزروعون في كل شبر من تلك الارض
التي قاومت لعاي الذئاب من البشر ..
وحاربها كل العالم على طاولات الحوار الكاذب ..
فأبى حزب الله الا ان يبقى فيها ..
هو ، وكل قطعة حديد من سلاحه ..
كل عنصر في مكانه ،
بينهم شاب لما تكتمل لحيته ، كان عمره 18 عاما لا اكثر ..
استأذن القائد في ان يترك مكانه لحظة واحدة .
اقترب من مجاهد كان يجلس على مقربة منه وحدثه بصوت يكاد هو ذاته لا يسمعه : " حاج قاسم .. "
" اهلا هادي .. خير ؟؟ لماذا تحركت من مكانك ؟ "
" نذكرت امر .. احببت ان اذكرك به .. "
" ماذا هناك !! "
" اتذكر ، قبل 6 سنوات .. في اسبوع التحرير .. كيف كنت انا خائف ان تكون قد انتهت ايام الجهاد ؟؟ "
ضحك الحاج قاسم وغطى وجهه بيديه .. فضحك هادي ايضاً .
" اي يا هادي .. ما زلت اتذكر ذلك اليوم .. وكل ما اتذكره ابكي من الفرحة .."
" لماذا ؟؟ "
" لا اعرف .. ذاك اليوم علمني الكثير .."
حقاً ان الجبال تلك كأنها ليس فيها غير الذكريات الحلوة ..
وصدى الصرخات والكمائن والانتصار ..
الا ان تحت شجيراتها المتحركة وبين ثقيل المدافع رسالة مرعبة :
اهلكت العدو في داره المسروقة فلا تقربوا .. فجنة التحرير ان اقتربتم ،
وحق الله ، بحر مسجور .. !
قصة منقولة من بقية الله
لا تنسونا من الدعاء
|
توقيع دمعة العيون الصادقة |
زعلان كتيـــ القمرـــــرلما غضينا البصر زعلان كتير ومقهور ღ。๑ من نـــورك يالمنتظـــــر ๑。ღ يمكن صاح ــبنا القمر لما يشوف المنتظـــــر رح يتخ ــبى بالغيمات ويقلو انت القمر
|
|
|
|
|