لماذا يطلق على شيعه علي أبي الطالب عليه السلام اسم (الجعفرية ) نسبة إلى الإمام جعفر
بتاريخ : 08-Nov-2007 الساعة : 05:18 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
مذهب آل البيت يتجلى في مذهب الإمام جعفر الصادق
لماذا يطلق على شيعه علي أبي الطالب اسم (الجعفرية ) نسبة إلى الإمام جعفر الصادق مع أنه يعتبر الإمام السادس من أئمة الإثني عشر ؟
الجواب بكل اختصار : إنه بعد وفاة رسول الله وسلم وارتداد الكثير من المسلمين عن دينهم وحصول الانقلاب على الأعقاب في الدين كما قال تعالى :{أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقبكم } نال أهل البيت ما نالهم من المصائب والمحن ,وطمست آثارهم وذبح أتباعهم خصوصا في العهد الأموي وتعرض الأئمة من أهل البيت إلى أشد أنواع التنكيل والتقتيل ,فلم يكن بوسع أحد منهم بحكم الظروف الصعبة التي مر بها أن ينشر مذهب أهل البيت كما ينبغي إلا في عهد الإمام جعفر الصادق حيث استطاع أن ينشر علوم آبائه الطاهرين وأن يبين أحكام الإسلام كما استطاع تبيان العقائد الحقة وإبطال العقائد الفاسدة وكشف مبهمات الأمور وتعرف الناس على نهج أهل البيت ومذهبهم وأنه لا يجانب الكاتب والسنة . فأوضح للناس كثيرا من فروع الدين المهمة ونفض عن قلوبهم غبار الشبهات وعلم الناس أحمام الفقه ومسائله مالا يحصى كثرة وسبب ذلك كله أن الفترة التي عاشها تختلف تماما عن الفترات التي عاشها إمام من الأئمة الذين سبقوه والذين جاؤوا بعده,حيث كانت فترة حياته واقعة بين فترتين مهمتين تاريخيا :
1- فترة تضعضع الدولة الأموية وشيخوختها ؛ وفي هذه الفترة لم يكن للدولة الأموية شغل سوى تضميد جراحها و التقاط أنفاسها ،الأمر الذي شغلها عن رقابة الإمام الصادق وما كان يبث للناس من العلوم والمعارف في مسجد جده المصطفي وسلم بالمدنية ( والجرح يسكنه الذي هو آلم )
2- فترة نشؤ الدولة العباسية وولادتها ؛ وفي هذه الفترة لم يكن للعباسيين أي هم إلا في تثبيت دولتهم , ولم يكن بوسعهم ووسع دولتهم في أيا مهم الأولى أن يمنعوا ذلك النشاط الديني العظيم الذي يقوم به الإمام الصادق وهم يرون الناس وقد اتخذوه قبلة لهم .ذلك لأن اتخاذ أي إجراء يمنع الإمام نشاطه الديني من شأنه أن يحرك للإطاحة بسلطان لما يقف على قدميه ,وعلى هذا الفترة التي عاشها الإمام الصادق تعتبر أفضل فترة استطاع فيها الإمام وأتباعه من تنفس الصعداء كما تعتبر أفضل فترة اتسعت فيها أمام الإمام الصادق حرية القول وحرية النقض والإبرام في شأن الحقائق الدنيوية من جهة أخرى ،لقد ازحم طلاب العلم على أبواب مدرسته وكثرت الهجرة إليها حتى تخرج من تحت منبره أربعمائة فقته كل مذهب أهل البيت على الإمام جعفر بن محمد الصادق واستطاع الإمام ظهر الحق أمام الدنيا وأهل الظلم رغم الظروف التي يمر بها وتصد أمام التيار المذهبي المحرفة ووضحه السلبيات ونقاط الضعف و النقص المذاهب أخرى و وضحه أن الطرق أهل البيت شامله والكمال لجميع الأمور الدنيا ولآخرة وكيفية الوصول إلى تكامل الإنساني بتمسك بأهل البيت من أقوال وأفعال ورقي الإنسان من عالم المادي إلى عالم الإلهي والسعادة الأبدية .
3- الفترة التي عاشها الإمام الصادق هي الفترة المواتية والمناسبة لنشر مذهب أهل البيت لأن بعد عصر الإمام الصادق قد اشتد الدولة العباسية عودها وقوى سلطانها فقد عادة هي الأخرى لتنقض على الأئمة من أهل البيت ,فنكلت بهم أشد التنكيل منعتهم من ممارسة أبسط الأمور في نشر الدين والعقيدة خوفا على سلطانها فجعلتهم أسراء السجن تارة والإقامة الجبرية تارة أخرى .
لهذا سمي مذهب أهل البيت بالمذهب الجعفري .
نسألكم الدعاء
آخر تعديل بواسطة روح الحسين ، 08-Nov-2007 الساعة 05:23 PM.