اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين
آمين آمين يارب العالمين
المرشدية..:
تعود جذور ظهور المرشديّة في النصف الأول من القرن العشرين في سوريا عن طريق سلمان المرشد والذي
يشتهر أكثر باسم سليمان المرشد في منطقة الحدود الجبليّة بي نمحافظتي اللاذقيّة وحماة ومن تلك المنطقة امتدّت
الدعوة إلى مناطق أخرى في محافظات حمص وإدلب ودمشق وطرطوس. والآن فالوجود المرشدي في محافظتي
حمص واللاذقيّة هوالأقوى. كان سلمان المرشد قد لفت الأنظار إليه في 1923 عندما بشّر بقرب ظهور المهدي
لـ"يملأ الأرض عدلاً" ولم يدع الناس أن يتخذوه رباً كما يشاع وكان سلمان قد دعى إلى إلغاء الكثير من العادات
التي تمس سيطرة مشايخ العلويين على أتباعهم. أُعدم سلمان في نهاية عام 1946 بتهمة يقول البعض أنها
أدعائه الألوهيه إلا أن العديد من الباحثين يؤكدون قرار الإتهام والإعدام لم يتطرق أبداً إلى مسألة إدعاء
الألوهية كما يشاع بل أنه أعدم بتهمة قتل زوجته والتحريض على قتل آخرين في المواجهة التي حصلت مع
الدرك في قريته بنهاية 1946 وقد لفقت له جميع هذه التهم بدوافع سياسية بحته..الدعوة الفعلية للمذهب
المرشدي تُنسب إلى مجيب سلمان المرشد والذي يعتبر المرجع الأول للمرشدية التي أعلنها في 25 آب من عام
1951. قُتل مجيب على يد عبد الحق شحادة آمر الشرطة العسكرية في عهد أديب الشيشكلي،وبإيعاز منه, في
27 تشرين الثاني 1952. يعتبره المرشديون المخلّص الذي أعطى المعرفة الجديدة عن الله, وقد أشار مجيب قبل
قتله إلى أخيه الأصغر ساجي المرشد باعتباره "الإمام ومعلم الدين". لذلك يُعتبر ساجي المرشد المرجعيه الدينية
التي يلجأ إليهاالمرشديون في أمور دينهم بأعتباره الإمام ومعلم الدين بعد مقتل مجيب المرشد عام 1952 أصبح
ساجي سلمان المرشد المرجع الأول للمرشدية وقد توفي (غاب كما يرى المرشديون) في تشرين الأول من عام
1998 ولم يوصي بالإمامة لأحد من بعده لذلك لا توجد عند المرشدية مرجعية دينية بعده.
المرشدية..:
هي منهج إصلاحي أخلاقي ديني يُعتقد أنه إسلامي..:
[الدينُ عندَ اللهِ الإسلام؛ وفي كلِّ دينٍ نورٌ من اللهِ وإسلامٌ لله؛ نحنُنؤلِّهُ للهَِ ونحبُّ من نريد]
عالمي يُعنَى بسلامةِ السريرة وطهارتها لا بقوانين الإدارة، تَأسَّسَ في 12 تموز 1923م، وأُعْـلِـنَ بتاريخ 25
آب 1951م؛ فيكونُ الخامسُ والعشرون من آب من كل عام عيدَ المرشديين الوحيد والمسمى بِـ ::
(عيدِ الفرح بالله). تدعو الحركةُ المرشدية إلى التزام الأخلاق للفوز برحمة الله الواحد ورضوانه وإلى تحقيقِ
الأصالة الإنسانية بُغيةَ الارتقاء إلى الكمال. فليستْ مهمةُ هذهِ الحركةِ إصلاحُ العالَم، بل مهمتُها، ككلِّ دين،
تخليصُ الإنسان من هذا العالَم. وما وردَ في تعاليم المرشدية ليسَ علينا مهمةُ إنقاذِ العالم يتلاقى مع الآية
القرآنية : [ليسَ عليكَ هداهم] والآية : [فذكِّرْ، إنما أنتَ مذكِّر. لسْتَ عليهم بمسيطر] ومع قول المسيح : مملكتي
ليست من هذا العالم وقوله: اعملوا عمليواتبعوني إلى الملكوت. وأكثر ما يميِّزُ المرشديةَ هو إلغاؤها للسلطة
الدينية، إذ لا يوجد كهنوت ولا مشايخ ولا تبشير ولا دعوة إلى الدين، إنما يُعطى الدينُ بناءً على طلب المريد. فهي
إذاً ليست نظاماً اجتماعياً ولا حزباً سياسياً ولا برنامجاً اقتصادياً. كما ترتكز الحركة المرشدية عَمَلياً على الحرية
الدينية الكاملة بشكل ٍعام [لا إكراهَ في الدين] وعلى حرية المرأة بشكلٍ خاص
[الفتاةُ المرشدية تتزوج ممنتحب] لا يوجد في تعاليمِ المُـرشِدية أدنى معنى للإكراه أو القسرية، فالخيرُ إذا لم
يصدرْ من تلقاء النفس فلا فضلَ لفاعلِه. فالمرشدية إذاً ثورةٌ على صعيد النفس لتحقيق أصالتها الإنسانية بالابتعاد
عن الطُرُق الملتوية المؤدية إلى تحقيقِ رغبة النفس في الوصول إلى أي مكسبٍ مهما كان عظيماً. فالمهمُّ هو
العملُ، لكنْ ليسَ أيَّ عمل، بل العملُ الصادر عن ضمير طاهر ونية صادقة. فطهارةُ الضميرِ وصدقُ النية هما
الأساسُ لدى المرشدية – كما لدى كلِّ دين طبعاً -، فلا حاجةَ، عندئذٍ، إلى مؤسسة دينية أو سلطة كهنوتية لمراقبة
الضمير. طهارةُ السريرة مقدَّمَـةٌ على الشريعة. فالشريعة مؤقَّتة تختلفُ باختلاف الزمان والمكان. والشريعة
نصيحة لا أكثر، ولا يوجد إدارة ولا مدير للنصائح. كما تدعو الحركة المرشدية إلى المساواة بين الرجل
والمرأة،فـ للمرأة المرشدية الحقُّ في التعليم الديني والدنيوي ولها الحقُّ في اختيار عملها وشريكها دون أي
إكراه. فقد جاءت الدعوةُ المرشدية لخلاص الروح، وكانتْ نقلةً نوعيةً من المعنى المادي إلى المعنى الروحي. لقد
نقلَتْ المُـرشِديَّةُ آيةَ [وفي السماءِرزقُكم وما توعدون] من على واجهاتِ المطاعم إلى السماء
(التي في داخلِ نفوسِنا)،ونقلَتْ السماءَ (البعيدةَ عنا جداً بحسب مفهوم الأديان الحالية المسماةِ بالسماوية) إلى
نفوسنا. فالمقصود بالرزق في الآية هو الرزقُ الروحي في السماء، وهوالخلود في ملكوت الله. فالدينُ لم يهتم
بإصلاح الأرض واستصلاحِها بقدر ما اهتمَّ بإصلاح النفس والسريرة وصلاحِها. يحرِّمُ المرشديون الميْتةَ والدمَ
ولحمَ الخنزير،ويعتنون بالطهارة الداخلية النفسية والسيرة الصالحة والأخلاق الحميدة والفضيلةوالقيم النبيلة
وصحة النظرة إلى الله. ونظرتُهم إلى الخالقِ حُرَّةً فلا يقيدونه بالأصفاد. كما أنَّ الحركةَ المُرشديةَ ليستْ مغلقةً
أمامَ أحد ولا حكراً على فئةٍ دونَ أخرى، ولا يعيشُ أبناؤها ضمن غيتوهات ولا يضرِبونَ حولَ مذهبهم أسواراً من
الأسرار أو أنفاقاً ومتاهات، بل هي حركة عالمية مفتوحةٌ على كلِّ من يطلبُ بصدقٍ وإخلاص، دونَ اللجوء إلى
أساليبِ الدعايةِ والتبشير وتسليعِ الحقيقة ولا إلى القسرأو الإكراه. لا يدينُ المرشديونَ أحداً ولا يكفِّرونَ أحداً،
فالديَّانُ هو اللهُ. كما لا يحقُّ لأحدٍ أنْ يكونَ وصياً على أحد. وجميعُ الأديان والمذاهب هي طرُقٌ مختلفة لغاية
واحدة. في كلِّ دينٍ حقيقةٌ ونورٌ وإسلام، وليسَ هناكَ من دينٍ يحيطُ بالله. ولهذا يجبُ احترامُ جميعِ الأديان، وعدمُ
التهكُّمِ بأيِّ مُعتَقَدٍ مهما بدا غيرَ مقبول. فهم لا يقْبلونَ من أحدٍ أنْ يسيءَ إلى عقيدتهم. إذْ أنهم أكثرُالناسِ اعتزازاً
بدينهم وبمبادئهم. فقد زرعَ فيهم إمامُهم الحريةَ والتحرُّرَ من التبعية والإيمانَ والصدقَ والمحبةَ والعزَّةَ
والكرامة ... خلاصةُ القول : المرشدية هي الدينُ الذي أعادَ ربطَ الإنسانِ بالدين من خلال تحريرِه من الدين.
سلمان المرشد.:
وُلِدَ سلمانُ المرشد عام 1907م من أسرة فقيرة من الفلاحين في قرية جوبة برغال في جبال اللاذقية، وأُعدِمَ شنقاً في عام 1946. نادى بالحرية والمساواة ورفض التبعية وحارب الإقطاع ودافع عن المستضعفين من الفلاحين. قام بحركة إصلاحية وعمره لم يتجاوز 18 سنة، وعمل على توحيد عشيرته (بنيغسان) التي كانت تعيش بين ظهراني العَلَويين وكانت تتواجد في اللاذقية وفي منطقةالقنيطرة (زعورة والغجر) وجبل الحلو (شين، عوج، مريمين، ...).. وحَّدَ سلمانُطائفته في 12/7/1923، وحاربَ الفرنسيين ، فسُجِنَ ثلاثةَ أشهر تعرَّضَ خلالَهاللسجن والتعذيب. وعندما خرجَ من السجن دعا إلى المساواة والعدالة بين الطوائفوالأحزاب، فقامت السلطاتُ الفرنسيةُ بنفيه من اللاذقية إلى الرقة مشياً على الأقداملمدة ثلاث سنوات من 1925 وحتى 1928. ثمَّ أُعيدَ من المنفى ليوضع تحتَ الإقامةالجبرية لمدة ست سنوات، لكونه عارضَ بشدةٍ البعثاتِ التبشيريةَ بين المسلمين، والتيتخفي وراءها مطامعَ سياسيةً ومصالحَ شخصية. ساهمَ سلمان المرشد في إنجاح الكتلةالوطنية نظراً لما يتمتَّعُ به من شعبية كبيرة بين صفوف الفلاحين، ثمَّ عارضَ هذهالكتلة عندما رأى أنها ابتعدتْ عن مصلحة الوطن. ونجح سلمانُ في الانتخاباتالبرلمانية التي جرت في عام 1943 كعضو في البرلمان. وفي عام 1945 طلبت منه الحكومةُالوطنية أنْ يعملَ على إقناع السوريين المتطوعين في الجيش الفرنسي بالالتحاق فيالجيش الوطني بعدَ أنْ فشلَ زعماءُ عشائرهم، ونجحَ سلمانُ في المهمة الموكلة إليه،رغمَ أنه لم يكن هناكَ من عشيرته من تطوَّعَ في الجيش الفرنسي أصلاً.
ونظراًلخطورة هذه الحركة التحررية والتي ترفضُ أيَّ شكلٍ من أشكالِ التبعية، إقطاعيةًكانتْ أم استعمارية، والتي اتَّسعَ انتشارُها بينَ صفوف الفلاحين والفقراءوالمستضعفين، عملَ بعضُ زعماء الكتلة الوطنية من الإقطاعيين المتضررين من حركة [[|سلمان المرشد|سلمانُ]] بموافقة شكري القوتلي ومباركة فرنسية على إعدام [سلمان المرشد]بتهمة الخيانة والتآمر مع فرنسا. وعندما فشلوا في إثبات هذه التهمة وجَّهوا إليه تهمةَ مقاومةِ الدرك الذين خرجوا لاعتقاله. وصدرَ حكمُ الإعدامِ شنقاًيومَ الخميس في اللاذقية، ونُفِّذَ الحكمُ بعدَ ثلاثة أيام في دمشق يوم الاثنين سنة 1946.
قائمه قرى المسلمين المرشديين.:
1-حماه :شطحا+جورين +الرصيف+نبل الخطيب +الجيد+مرداش+نيصاف+عناب+عوج+مريمين+ قصرايا+ عكاكير+قرمص+كفركمرة+ناعور شطحا+الحيدرية
2-حمص:جنكمرة + بيدر الرفيع + شين +امشرشوح+العاليات+الدرداء+السنكري+الغسانية+الحيدرية(غ ير حيدريةحماه)+العقربية+كفرنان
3-اللاذقيه:جوبه برغال +زنيو +بسوت +كرم المعصره قريهالمطرب وفيق حبيب
4- الجولان : زعورة و عين فيت و الغجر
هذا ونسألكم الدعاء بتعجيل الفرج لمولانا وصاحب نعمتنا وزماننا الإمام المهدي روحي لتراب مقدمه الفداء...