ثُمَّ انْظُرْ فِي حَالِ كُتَّابِكَ، فَوَلِّ عَلَى أُمُورِكَ خَيْرَهُمْ، وَاخْصُصْ رَسَائِلَكَ الَّتِي تُدْخِلُ فِيهَا مَكَائِدَكَ وأَسْرَارَكَ بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُودِ صَالِحِ الأخْلاَقِ مِمَّنْ لاَ تُبْطِرُهُ[119] الْكَرَامَةُ، فَيَجْتَرِئَ بِهَا عَلَيْكَ فِي خِلافٍ لَكَ بِحَضْرَةِ مَلإٍ[120] وَلاَ تُقَصِّرُ بِهِ الْغَفْلَةُ[121] عَنْ إِيرَادِ مُكَاتَبَاتِ عُمَّالِكَ عَلَيْكَ، وَإِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَى الصَّوابِ عَنْكَ، وفِيمَا يَأْخُذُ لَكَ وَيُعْطِي مِنْكَ، وَلاَ يُضعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَكَ[122] وَلاَ يَعْجِزُ عَنْ إِطْلاَقِ مَا عُقِدَ عَلَيْكَ[123] وَلاَ يَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفسِهِ فِي الأمُورِ، فَإِنَّ الْجَاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ يَكُونُ بَقَدْرِ غَيْرِهِ أَجْهَلَ.
ثُمَّ لاَ يَكُنِ اخْتِيَارُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِكَ[124] وَاسْتِنَامَتِكَ[125] وَحُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ، فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّفُونَ لِفِرَاسَاتِ الْوُلاَةِ[126] بِتَصَنُّعِهِمْ[127] وَحُسْنِ خِدْمَتِهِمْ، لَيْسَ وَرَاءَ ذلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ وَالاْمَانَةِ شَيْءٌ، وَلكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وَلُوا لِلصَّالِحِينَ قَبْلَكَ، فَاعْمِدْ لأحْسَنِهِمْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ أَثَراً، وَأَعْرَفِهِمْ بِالأمَانَةِ وَجْهاً، فَإِنَّ ذلِكَ دَلِيلٌ عَلَى نَصِيحَتِكَ لله وَلِمَنْ وَلِيتَ أَمْرَهُ.
وَاجْعَلْ لِرَأْسِ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِكَ رَأْساً مِنْهُمْ، لاَ يَقْهَرُهُ كَبِيرُهَا، وَلاَ يَتَشَتَّتُ عَلَيْهِ كَثِيرُهَا، وَمَهْمَا كَانَ فِي كُتَّابِكَ مِنْ عَيْبٍ فَتَغَابَيْتَ[128] عَنْه أُلْزِمْتَهُ.
ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وَذَوِي الصِّنَاعَاتِ، وَأَوْصِ بِهِمْ خَيْراً: الْمُقِيمِ مِنْهُمْ، وَالْمُضْطَرِبِ بِمَالِهِ[129] وَالْمُتَرَفِّقِ[130] بِبَدَنِهِ، فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ، وَأَسْبَابُ الْمَرَافِقِ[131]، وَجُلاَّبُهَا مِنَ الْمَباعِدِ وَالْمَطَارِحِ[132] فِي بَرِّ وَجَبَلِكَ، وَحَيْثُ لاَ يَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا[133] وَلاَ يَجْتَرِئُونَ عَلَيْهَا، فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ[134] لاَ تُخَافُ بَائِقَتُهُ[135] وَصُلْحٌ لاَ تُخْشَى غَائِلَتُهُ، وَتَفَقَّدْ وَفِي حَوَاشِي بِلاَدِكَ.
وَاعْلَمْ ـ مَعَ ذلِكَ ـ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ ضِيقاً[136] فَاحِشاً، وَشُحّاً[137] قَبِيحاً، وَاحْتِكَاراً[138] لِلْمَنَافِعِ، وَتَحَكُّماً فِي الْبِيَاعَاتِ، وَذلِكَ بَاب وَعَيْبٌ عَلَى الْوُلاَةِ، فَامْنَعْ مِنَ الاحْتِكَارِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ مَنَعَ مِنْهُ.
وَلْيَكُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً: بِمَوَازِينِ عَدْلٍ، وَأَسْعَارٍ لاَ تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَالْمُبْتَاعِ[139] فَمَنْ قَارَفَ[140] حُكْرَةً[141] بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاهُ فَنَكِّلْ بِهِ[142] وَعَاقِبْ فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ[143] ثُمَّ اللهَ اللهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لاَ حِيلَةَ لَهُمْ وَالْمَسَاكِين وَالْـمُحْتَاجِينَ وَأَهْلِ الْبُؤْسَى[144] وَالزَّمْنَى[145] فإِنَّ فِي هذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً[146] وَمُعْتَرّاً[147]، وَاحْفَظْ لله مَا اسْتَحْفَظَكَ[148] مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ، وَاج بَيْتِ مَالِكَ، وَقِسماً مِنْ غَلاَّتِ[149] صَوَافِي[150] الاْسْلاَمِ فِي كُلِّ بَلَد، فإِنَّ للأقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي للأدْنَى، وَكُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ، فَلاَ يَشْغَلنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ[151] فَإِنَّكَ لاَ تُعْذَرُ بتضييعكَ التَّافِهَ[152] لإحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ.
فَلاَ تُشْخِصْ هَمَّكَ[153] عَنْهُمْ، وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ[154] وَتَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لاَ يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ[155] وَتَحْقِرُهُ الرِّجَالُ، فَفَرِّغْ لأولئِكَ ثِقَتَكَ[156] مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَالتَّوَاضُعِ، فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُ بَالإعْذَارِ إِلَى اللهِ تَعَالَى[157] يَوْمَ تَلْقَاهُ، فَإِنَّ هؤُلاَءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الإنصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَكُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ إِلَيهِ.
وَتَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وَذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ[158] مِمَّنْ لاَ حِيلَةَ لَهُ، وَلاَ يَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَهُ، وَذلِكَ عَلَى الْوُلاَةِ ثَقِيلٌ، وَالْحَقُّ كُلُّهُ ثَقِيلٌ، وَقَدْ يُخَفِّفُهُ اللهُ عَلَى أَقْوَامٍ طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ، وَوَثِقُوا بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللهِ لَهُمْ.
وَاجْعلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ[159] مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيهِ شَخْصَكَ، وَتَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً، فَتَتَواضَعُ فِيهِ لله الَّذِي خَلَقَكَ، وَتُقعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَكَ[160] وَأَعْوَانَكَ مِنْ أَحْرَاسِكَ[161] وَشُرَطِكَ[162] حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ[163] فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ[164] «لَنْ تُقَدَّسَ[165] أُمَّةٌ لاَ يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ». ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ[166] مِنْهُمْ وَالْعِيَّ[167]، وَنَحِّ[168] عَنْكَ الضِّيقَ[169] وَالاْنَفَ[170] يَبْسُطِ اللهُ ع رَحْمَتِهِ[171]، وَيُوجِبُ لَكَ ثَوَابَ طَاعَتِهِ، وَأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً[172] إِجْمَالٍ وَإِعْذَارٍ[173].
ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِكَ لاَ بُدَّ لَكَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا، مِنْهَا: إِجَابَةُ عُمَّالِكَ بِمَا يَعْيَا[174] عَنْهُ كُتَّابُكَ، وَمِنْهَا: إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ عِنْدَ وَرُودِهَا عَلَيْكَ مِمَّا تَحْرَجُ[175] بِهِ صُدُورُ أَعْوَانِكَ.
وَأَمْضِ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلَهُ، فإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ مَا فِيهِ، وَاجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ تعالى أَفْضَلَ تِلْكَ الْمَوَاقِيتِ، وَأَجْزَلَ[176] تِلْكَ الأقْسَامِ، وَإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لله إِذَا صَلَحَتْ فيهَا النِّيَّةُ، وَسَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ.
وَلْيَكُنْ فِي خَاصَّةِ مَا تُخْلِصُ لله بِهِ دِينَكَ: إِقَامَةُ فَرَائِضِهِ الَّتي هِيَ لَهُ خَاصَّةً، فَأَعْطِ اللهَ مِن بَدَنِكَ فِي لَيْلِكَ وَنَهَارِكَ، وَوَفِّ مَا تَقَرَّبْتَ بِهِ إِلَى اللهِ مِنْ ذلِكَ كَاملاً غَيْرَ مَثْلُومٍ[177] وَلاَ مَنْقُوصٍ، بَالِغاً مِنْ بَدَنِكَ مَا بَلَغَ.
وَإِذَا قُمْتَ فِي صَلاَتِكَ لِلنَّاسِ، فَلاَ تَكُونَنَّ مُنَفّرِاً وَلاَ مُضَيِّعاً[178] فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ بِهِ الْعِلَّةُ وَلَهُ الْحَاجَةُ. وَقَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله حِينَ وَجَّهَنِي إِلَى اليَمنِ كَيْفَ أُصَلِّي بِهِمْ؟ فَقَالَ: «صَلِّ بِهِمْ كَصَلاَةِ أَضْعَفِهِمْ، وَكُنْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً».
وَأَمَّا بَعْدُ، فَلاَ تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلاَةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ، وَقِلَّةُ عِلْمٍ بِالأمُورِ، وَالاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دوُنَهُ فَيَصْغُرُ عِندَهُمْ الْكَبِيرُ، وَيَعْظُمُ الصَّغِيرُ، وَيَقْبُحُ الْحَسَنُ، وَيَحْسُنُ الْقَبِيحُ، وَيُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ، وَإِنَّمَا الْوَالِي بَشَرٌ لاَ يَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الأمُورِ، وَلَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ[179] تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ، وَإِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَيْن: إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ[180] فِي الْحَقِّ، فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِيهِ، أَوْ فِعْلٍ كَرِيمٍ تُسْدِيهِ؟! أَوْ مُبْتَلَىً بِالْمَنعِ، فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِكَ إِذَا أَيِسُوا[181] مِنْ بَذْلِكَ! مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ مِمَّا عَلَيْكَ، مِنْ شَكَاةِ[182] مَظْلِمَةٍ، أَوْ طَلَبِ إِنْصافٍ فِي مُعَامَلَةٍ.
ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وبِطَانَةً، فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَتَطَاوُلٌ، وَقِلَّةُ إِنْصَافٍ [فِي مُعَامَلَة]، فَاحْسِمْ[183] مَادَّةَ أُولئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الأحْوَالِ، وَلاَ تُقْطِعَنَّ[184] لأحَدٍ مِنْ حَاشِيتِكَ وَحَامَّتِكَ[185] قَطِيعةً، وَلاَ يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ[186] عُقْدَةٍ، تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ، فِي شِرْبٍ[187] أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ، يَحْمِلُونَ مَؤُونَتَهُ عَلَى غَيْرِهِمْ، فَيَكُونَ مَهْنَأُ ذلِكَ[188] لَهُمْ دُونَكَ، وَعَيْبُهُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ.
وَأَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَهُ مِنَ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَكُنْ فِي ذلِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً، وَاقِعاً ذلِكَ مِنْ قَرَابَتِكَ وخَاصَّتِكَ حَيْثُ وَقَعَ، وَابْتَغِ عَاقِبَتَهُ بِمَا يَثْقُلُ عَلَيْكَ مِنْهُ، فَإِنَّ مَغَبَّةَ[189] ذلِكَ مَحْمُودَةٌ.
وَإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً[190] فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ[191] وَاعْدِلْ[192] عَنكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ، فَإِنَّ فِي ذلِكَ [رِيَاضَةً[193] مِنْكَ لِنَفْسِكَ، وَرِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ، وَج إِعْذَاراً[194] تَبْلُغُ فِيه حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ.
وَلاَ تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّ كَ لله فِيهِ رِضىً، فإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً[195] لِجُنُودِكَ، وَرَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ، وأَمْناً لِبِلاَدِكَ، وَلكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكِ بَعْدَ صُلْحِهِ، فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ[196] فَخُذْ بِالْحَزْمِ، وَاتَّهِمْ فِي ذلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ.
وَإِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَدُوٍّ لَكَ عُقْدَةً، أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً[197] فَحُطْ عَهْدَكَ[198] بِالْوَفَاءِ، وَارْعَ ذِمَّتَكَ بِالأمَانَةِ، وَاجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّة[199] أَعْطَيْتَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ عزّوجلّ شَيْءٌ النَّاسُ أَشدُّ عَلَيْهِ اجْتَِماعاً، مَعَ تَفْرِيقِ أَهْوَائِهِمْ، وَتَشْتِيتِ آرَائِهِمْ، مِنَ تَعْظيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ، وَقَدْ لَزِمَ ذلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ لِمَا اسْتَوْبَلُوا مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ[200]؛ فَلاَ تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ، وَلاَ تَخِيسَنَّ بَعَهْدِكَ[201] وَلاَ تَخْتِلَنَّ[202] عَدُوَّكَ، فَإِنَّهُ لاَ يَجْتَرِئ عَلَى اللهِ إِلاَّ جَاهِلٌ شَقِيٌّ.
وَقَدْ جَعَلَ اللهُ عَهْدَهُ وَذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ[203] بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ، وَحَرِيماً[204] يَسْكُنُونَ إِلَى مَنَعَتِهِ[205] ويَسْتَفِيضُونَ[206] إِلَى جِوَارِهِ، فَلاَ إِدْغَالَ[207] وَلاَ مُدَالَسَةَ[208] وَلاَ خِدَاعَ فِيهِ، وَلاَ تَعْقِدْ عَقْداً تَجُوزُ فِيهِ الْعِلَلُ[209] وَلاَ تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ قَوْلٍ[210] مر بَعْدَ التَّأْكِيدِ وَالتَّوْثِقَةِ، وَلاَ يَدْعُوَنَّكَ ضِيقُ أَمْرٍ لَزِمَكَ طَلَبِ انْفِسَاخِهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، فَإنَّ صَبْرَكَ عَلَى ضِيقٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ وَفَضْلَ عَاقِبَتِهِ، خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَهُ، وَأَنْ تُحِيطَ بِكَ مِنَ اللهِ فِيهِ طَلِبَةٌ[211] لا تَسْتَقِبلُ فِيهَا دُنْيَاكَ وَلاَ آخِرَتَكَ.
إِيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ، وَلاَ أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ، وَلاَ أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ، وَانْقِطَاعِ مُدَّةٍ، مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا. وَاللهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ، فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامةِ؛ فَلاَ تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ، فَإِنَّ ذلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ، بَلْ يُزيِلُهُ وَيَنْقُلُهُ. وَلاَ عُذْرَ لَكَ عِنْدَ اللهِ وَلاَ عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ، لأِنَّ فِيهِ قَوَدَ[212] حر الْبَدَنِ، وَإِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ وَأَفْرَطَ عَلَيْكَ سَوْطُكَ[213] بِعُقُوبَةٍ، فَإِنَّ فِي الْوَكْزَةِ[214] فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةً، فَلاَ تَطْمَحَنَّ بِكَ[215] نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ.
وَإِيَّاكَ وَالاْعْجَابَ بِنَفْسِكَ، وَالثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا، وَحُبَّ الإطْرَاءِ[216] فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ، لِـيَمْحَقَ مَا يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْـمُحْسِنِينَ.
وَإِيَّاكَ وَالْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ، أَوِ التَّزَيُّدَ[217] فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ، أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ، فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الإحْسَانَ، وَالتَّزَيُّدَ يَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ، وَالخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ[218] عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ؛ قَالَ اللهُ سبحانه: {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ}.
[و] إيَّاكَ وَالْعَجَلَةَ بِالأمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا، أَوِ التَّسَقُطَ فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا، أَوِ الَّلجَاجَةَ فِيهَا إِذا تَنَكَّرَتْ[219] أَوِ الْوَهْنَ[220] عَنْهَا إذَا اسْتَوْضَحَتْ، فَضَعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَهُ، وَأَوْقِعْ كُلَّ عَمَلٍ مَوْقِعَهُ.
وَإيَّاكَ وَالاِسْتِئْثَارَ[221] بِمَا النَّاسُ فِيهِ أُسْوَةٌ[222] وَالتَّغَابِيَ[223] عَمَّا تُعْنَى بِهِ مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ، فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْكَ لِغَيْرِكَ، وَعَمَّا قَلَيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الأمُورِ، وَيُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ. امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ[224] وَسَوْرَةَ[225] حَدِّكَ[226] وَسَطْوَةَ يَدِكَ، وَغَرْبَ[227] لِسَانِكَ، وَاحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ[228] وَتَأْخِيرِ السَّطْوَةِ، حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الاخْتِيَارَ، وَلَنْ تَحْكُمَ ذلِكَ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ.
وَالْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ: مِنْ حُكُومَةٍ عَادِلَةٍ، أَوْ سُنَّةٍ فَاضِلَةٍ، أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِيِّنَا أَو فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ، فَتَقْتَدِيَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا عَمِلْنَا بِهِ فِيهَا، وَتَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِي اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ إِلَيْكَ فِي عهْدِي هذَا، وَاسْتَوْثَقْتُ بِهِ مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسِي عَلَيْكَ، لِكَيْلاَ تَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِكَ إِلَى هَوَاهَا، [فَلَنْ يَعْصِمَ مِنَ السُّوءِ وَلاَ يُوَفِّقَ لِلْخَيْرِ إلاَّ اللهُ تَعَالى.
وَقَدْ كَانَ فِيمَا عَهِدَ إليَّ رَسُولُهُ فِي وَصَايَاهُ: «تَحضيضاً عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، فَبِذَلِكَ أَخْتِمُ لَكَ مَا عَهِدَ، وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العَظِيمِ].
ومن هذا العهد وهو آخره:
وَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ، أَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاكَ لِمَا فيهِ رِضَاهُ مِنَ الإقَامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَيْهِ وَإِلَى خَلْقِهِ، مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِي الْعِبَادِ، وَجَمِيلِ الأثَرِ فِي الْبَلاَدِ، وَتَمَامِ النِّعْمَةِ، وَتَضْعِيفِ الْكَرَامَةِ[229] وَأَنْ يَخْتِمَ لِي وَلَكَ بالسَّعَادَةِ وَالشَّهَادَةِ، وإِنَّا إِلَيْهِ رَاغِبُونَ. وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ كثيراً.
______________________________
[119] لا تُبْطِره: أي لا تطغيه.
[120] ملأ: جماعة من الناس تملأ البصر.
[121] لا تُقصر به الغفلة: أي لا تكون غفلته موجبة لتقصيره في اطلاعك على ما يرد من أعمالك، ولا في إصدار الاَجوبة عنه على وجه الصواب.
[122] عَقْداً اعْتَقَدَه لك: أي معاملة عقدها لمصلحتك.
[123] لا يعجز عن إطلاق ما عُقِد عليك: إذا وقعت مع أحد في عقد كان ضرره عليك لا يعجز عن حل ذلك العقد.
[124] الفِراسة ـ بالكسر ـ : قوة الظن وحسن النظر في الاَمور.
[125] الاستنامة: السكون والثقة.
[126] يتعرفون لفراسات الولاة: أي يتوسلون اليها لتعرفهم.
[127] بتصنعهم: بتكلفهم إجادة الصنعة.
[128] تغابيت: أي تغافلت.
[129] المضطرب بماله: المتردد به بين البلدان.
[130] المترفّق: المكتسب.
[131] المَرَافِق: ما ينتفع به من الاَدوات والآنية.
[132] المطارح: الاَماكن البعيدة.
[133] لا يلتئم الناس لمواضعها: أي لا يمكن التئام الناس واجتماعهم في مواضع تلك المرافق من تلك الاَمكنة.
[134] انهم سِلْم: أي أن التجار والصناع مسالمون.
[135] البائقة: الداهية.
[136] الضيق: عسر المعاملة.
[137] الشحّ: البخل.
[138] الاحتكار: حبس المطعوم ونحوه عن الناس، لا يسمحون به إلا بأثمان فاحشة.
[139] المبتاع ـ هنا ـ : المشتري.
[140] قارف: أي خالط.
[141] الحُكْرَة ـ بالضم ـ : الاحتكار.
[142] نَكّل: أي أوقع به النكال والعذاب، عقوبة له.
[143] في غير إسراف: أي من غير أن تجاوز حد العدل.
[144] البؤسى ـ بضم أوله ـ : شدة الفقر.
[145] الزَّمْنَى ـ بفتح أو له ـ : جمع زمين وهو المصاب بالزَّمانة ـ بفتح الزاي ـ أي العاهة، يريد أرباب العاهات المانعة لهم عن الاكتساب.
[146] القانع: السائل.
[147] المُعْترّ ـ بتشديد الراء ـ : المتعرض للعطاء بلا سؤال.
[148] اسْتَحْفَظَك: طلب منك حفظه.
[149] غَلاّت: ثمرات.
[150] صوافي الاسلام: جمع صافية، وهي أرض الغنيمة.
[151] بَطَر: طغيان بالنعمة.
[152] التافه: الحقير.
[153] لا تُشْخص همك: أي لا تصرف اهتمامك عن ملاحظة شؤونهم.
[154] صعّر خدّه: أماله إعجاباً وكبراً.
[155] تقتحمه العين: تكره أن تنظر اليه احتقاراً وازدراءً.
[156] فَرِّغ لأولئك ثقتك: أي اجعل للبحث عنهم أشخاصاً يتفرغون لمعرفة أحوالهم يكونون ممن تثق بهم.
[157] بالإعذار إلى الله تعالى: أي بما يقدم لك عذراً عنده.
[158] ذووالرقّة في السن: المتقدمون فيه.
[159] لذوي الحاجات: أي المتظلمين، تتفرغ لهم بشخصك للنظر في مظالمهم.
[160] تُقْعِد عنهم جندك: تأمر بأن يُقعَد عنهم ولا يتعرض لهم جندك.
[161] الاَحراس: جمع حرس ـ بالتحريك ـ وهو من يحرس الحاكم من وصول المكروه.
[162] الشُّرَط ـ بضم ففتح ـ : طائفة من أعوان الحاكم، وهم المعروفون بالضابطة، واحده شرطة ـ بضم فسكون ـ .
[163] التعتعة في الكلام: التردد فيه من عجز وعِي، والمراد غير خائف، تعبيراً باللازم.
[164] في غير موطن: أي في مواطن كثيرة.
[165] التقديس: التطهير، أي لا يطهر الله أمة ... .
[166] الخُرق ـ بالضم ـ : العنف ضد الرفق.
[167] العِي ـ بالكسر ـ : العجز عن النطق.
[168] نَحِّ: فعل أمر من نحّى ينحي، أي أبعِدْ عنهم.
[169] الضيق: ضيق الصدر بسوء الخلق.
[170] الأنَف ـ محركة ـ : الاستنكاف والاستكبار.
[171] أكناف الرحمة: أطرافها.
[172] هنيئاً: سهلاً لا تخشنه باستكثاره والمنّ به.
[173] امنع في إجمال وإعذار: وإذا منعت فامنع بلطف وتقديم عذر.
[174] يعيا: يعجز.
[175] حَرِجَ يَحْرَج ـ من باب تَعِب ـ : ضاق، والاَعوان تضيق صدورهم بتعجيل الحاجات، ويحبون المماطلة في قضائها استجلاباً للمنفعة، أوإظهاراً للجبروت.
[176] أجزلها: أعظمها.
[177] غير مثلوم: أي غير مخدوش بشيء من التقصير ولا مخرق بالرياء.
[178] لا تكوننّ منفّراً ولا مضيعاً: أي لا تُطِل الصلاة فتكرّه بها الناس ولا تضيع منها شيئاً بالنقص في الاَركان، بل التوسط خير.
[179] سمات: جمع سمة ـ بكسر ففتح ـ : وهي العلامة.
[180] البذل: العطاء.
[181] أيِسُوا: قنطوا ويئِسوا.
[182] شكاة ـ بالفتح ـ : شكاية.
[183] فاحسم: أي اقطع مادة شرورهم عن الناس بقطع أسباب تعديهم، وإنما يكون بالأخذ على أيديهم ومنعهم من التصرف في شؤون العامة.
[184] الاقطاع: المنحة من الاَرض، والقطيعة: الممنوح منها.
[185] الحامّة ـ كالطامّة ـ : الخاصّة والقرابة.
[186] الاعتقاد: الامتلاك، والعقدة ـ بالضمّ ـ : الضيعة، واعتقاد الضيعة: اقتناؤها، وإذا اقتنوا ضيعة فربما أضروا بمن يليها، أي يقرب منها من الناس.
[187] الشِّرْب ـ بالكسر ـ : هو النصيب في الماء.
[188] مهنأ ذلك: منفعته الهنيئة.
[189] المَغَبَّة ـ كَمَحَبّة ـ : العاقبة.
[190] حَيْفاً: أي ظلماً.
[191] أصْحِرْ لهم بعذرك: أي ابرز لهم، وبيّن عذرك فيه. وهو من الإصحار: الظهور، وأصله البروز في الصحراء.
[192] عَدَل الشيء عن نفسه: نحّاه عنه.
[193] رياضةً: أي تعويداً لنفسك على العدل.
[194] الاعذار: تقديم العذر أوإبداؤه.
[195] الدَّعَة ـ محرّكة ـ : الراحة.
[196] قارَبَ ليتغفّل: أي تقرّب منك بالصلح ليلقي عليك عنه غفلة فيغدرك فيها.
[197] أصل معنى الذمّة: وجدان مودع في جبلّة الانسان، ينبهه لرعاية حق ذوي الحقوق عليه، ويدفعه لأداء ما يجب عليه منها. ثم أطلقت على معنى العهد، وجعل العهد لباساً لمشابهته له في الرقابة من الضرر.
[198] حُطْ عهدك: أمر من حاطه يحوطه بمعنى حفظه وصانه.
[199] الجُنّة ـ بالضم ـ : الوقاية، أي حافظ على ما أعطيت من العهد بروحك.
[200] لِمَا اسْتَوْبَلوا من عواقب الغدر: أي وجدوها وَبيلة، مهلكة.
[201] خاس بعهده: خانه ونقضه.
[202] الخَتْل: الخداع.
[203] أفضاه ـ هنا ـ : بمعنى أفشاه.
[204] الحريم: ما حرم عليك أن تمسه.
[205] المَنَعة ـ بالتحريك ـ : ما تمتنع به من القوة.
[206] يستفيضون: أي يفزعون اليه بسرعة.
[207] الادغال: الافساد.
[208] المدالسة: الخيانة.
[209] العلل: جمع عِلّة، وهي في النقد والكلام، بمعنى ما يصرفه عن وجهه ويحوله إلى غير المراد، وذلك يطرأ على الكلام عند إبهامه وعدم صراحته.
[210] لحن القول: ما يقبل التوجيه كالتورية والتعريض.
[211] أن تحيط بك من الله فيه طلبة: أي تأخذك بجميع أطرافك مطالبة الله إياك بحقه في الوفاء الذي غدرت به.
[212] القَوَد ـ بالتحريك ـ : القصاص، وإضافته للبدن لأنه يقع عليه.
[213] أفْرَطَ عليك سوْطك: عَجّلَ بما لم تكن تريده، أَردت تأديباً فأعْقَبَ قتلاً.
[214] الوَكْزَة ـ بفتح فسكون ـ : الضربة بجُمع الكف ـ بضم الجيم ـ أي قبضته، وهي المعروفة باللكمة.
[215] تَطْمَحَنّ بك: ترتفِعَنّ بك.
[216] الإطراء: المبالغة في الثناء.
[217] التزيّد ـ كالتقيّد ـ : إظهار الزيادة في الاَعمال عن الواقع منها في معرض الافتخار.
[218] المقت: البغض والسخط.
[219] اللجاجة: الاصرار على النزاع. وتنكّرَت: لم يعرف وجه الصواب فيها.
[220] الوَهْن: الضعف.
[221] الاستئثار: تخصيص النفس بزيادة.
[222] الناس فيه أُسوة: أي متساوون.
[223] التغابي: التغافل.
[224] يقال: فلان حميّ الأنف: إذا كان أبياً يأنف الضيم.
[225] السَّوْرة ـ بفتح السين وسكون الواو ـ : الحِدّة.
[226] الحَدّة ـ بالفتح ـ : البأس.
[227] الغَرْب ـ بفتح فسكون ـ : الحدّ، تشبيهاً له بحد السيف ونحوه.
[228] البادرة: ما يبدو من اللسان عند الغضب من سباب ونحوه.
[229] تضعيف الكرامة: زيادة الكرامة أضعافاً.