اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة المهدي صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
قوله : ( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) أخبرني الحسين بن محمد عن المعلي بن محمد قال حدثني احمد ابن محمد بن ( عن ط ) عبد الله عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن داود بن كثير الرقي قال سألت أبا عبد الله عن قول الله " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " قال الآيات الأئمة والنذر الأنبياء وقال علي بن إبراهيم في قوله قل يا محمد ( يا أيها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن ا عبد الله الذي يتوفاكم ) فإنه محكم وقوله ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فإنك إذا من الظالمين ) فإنه مخاطبة للنبي والمعني الناس ثم قال ( قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما انا عليكم بوكيل ) اي ‹ صفحة 321 › لست بوكيل عليكم احفظ اعمالكم إنما علي ان أدعوكم ثم قال ( واتبع ) يا محمد ( ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ) . تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص 320 – 321
قوله تعالى ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين قيل في معنى قوله " ولا تدع من دون الله " قولان : أحدهما - لا تدعه إلها كما يدعو المشركين الوثن إلها .
الثاني - لا تدعه دعاء الآلهة في العبادة بدعائه .
والدعاء يكون على وجهين : أحدهما - بلفظ النداء كقولك : يا زيد إذا دعوته باسمه . والثاني - أن تدعوه إلى الفعل وتطلب منه فعله كقول القائل لمن فوقه : إفعل . وقوله " ولا تدع من دون الله " معناه لا تدع غير الله إلها .
وإنما قال " ما لا ينفعك ولا يضرك " مع أنه لو نفع وضر لم تحسن عبادته لامرين : أحدهما - أن يكون معناه ما لا ينفك ولا يضرك نفع الاله وضره والثاني - انه إذا كان عبادة غير الله ممن يضر وينفع قبيحة فعبادة من لا يضر ولا ينفع أقبح وأبعد من الشبهة .
وقوله " فان فعلت فإنك إذا من الظالمين " معناه انك إن خالفت ما أمرت به من عبادة الله كنت ظالما لنفسك بادخال الضرر الذي هو العقاب عليها .
وهذا الخطاب وإن كان متوجها إلى النبي فالمراد به أمته ، ويجوز أن يكون الانسان يضر نفسه بما يفعل بأن يؤديها إلى الضرر .
ولا يجوز أن ينعم على نفسه لان النعمة تقتضي شكر المنعم عليه وذلك لا يمكن من الانسان ونفسه كما لا يمكن أن يثبت له في نفسه مال أو دين
التبيان - الشيخ الطوسي - ج 5 - ص 441
( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ) إن أطعته ( ولا يضرك ) إن عصيته وتركته أي : لا تدعه إلها كما يدعو المشركون الأوثان آلهة ، وإنما قال ( ما لا ينفعك ولا يضرك ) مع أنه لو نفع وضر لم تحسن عبادته أيضا لأمرين أحدهما : إن معناه ما لا ينفعك نفع الإله ، ولا يضرك ضرره .
والثاني : أنه إذا كان عبادة غير الله ممن يضر وينفع قبيحة ، فعبادة في لا يضر ولا ينفع أقبح . ( فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ) معناه : فإن خالفت ما أمرت به من عبادة غير الله ، كنت ظالما لنفسك ، بإدخالك الضرر الذي هو العقاب عليها . وهذا الخطاب وإن كان متوجها إلى النبي وسلم في الظاهر ، فالمراد به أمته ( وإن يمسسك الله بضر ) معناه : وإن أحل الله بك ضرا من بلاء ، أو شدة ، أو مرض ( فلا كاشف له إلا هو ) أي : لا يقدر أحد على كشفه غيره ، كأنه سبحانه لما بين أن غيره لا ينفع ولا يضر ، عقبه ببيان كونه قادرا على النفع والضر ( وإن يردك بخير ) من صحة جسم ، ونعمة ، وخصب ، ونحوها ( فلا راد لفضله ) أي : لا يقدر على منعه أحد ، وتقديره : وإن يردك خيرا ، ويجوز فيه التقديم والتأخير ، يقال : فلان يريدك بالخير ، ويريد بك الخير ( يصيب به ) أي : بالخير ( من يشاء من عباده ) فيعطيه على ما تقتضيه الحكمة ، ويعلمه من المصلحة . ( وهو الغفور ) لذنوب عباده ( الرحيم ) بهم تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 5 - ص 237
قوله تعالى : ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ) نهى بعد نهى عن الشرك ، وبيان أن الشرك يدخل الانسان في زمرة الظالمين فيحق عليه ما أوعد الله به الظالمين في كلامه . ومن لطيف التعبير قوله حين ذكر الدعاء : ( ما لا ينفعك ولا يضرك ) وحين ذكر العبادة : ( الذين تعبدون من دون الله ) فإن العبادة بالطبع يعطى للمعبود شعورا وعقلا فناسب أن يعبر عنه بنحو ( الذين ) المستعمل في ذوي العلم والعقل ، والدعاء وإن كان كذلك لمساوقته العبادة غير أنه لما وصف المدعو بما لا ينفع ولا يضر ، وربما توهم أن ذوي العلم والعقل يصح أن تنفع وتضر ، عبر بلفظه ( ما ) ليلوح إلى أنها جماد لا يتخيل في حقهم إرادة نفع أو ضرر .
وفي التعبير نفسه أعني قوله : ( ما لا ينفعك ولا يضرك ) إعطاء الحجة على النهى عن الدعاء . قوله تعالى : ( إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ) الخ ، الجملة حالية وهى تتمة البيان في الآية السابقة ، والمعنى : ولا تدع من دون الله ما لا نفع لك عنده ولا ضرر ، والحال أن ما مسك الله به من ضر لا يكشفه غيره وما أرادك به من خير لا يرده غيره فهو القاهر دون غيره يصيب بالخير عباده بمشيئته وإرادته ، وهو مع ذلك غفور رحيم يغفر ذنوب عباده ويرحمهم ، واتصافه بهذه الصفات الكريمة وكون غيره صفر الكف منها يقتضى تخصيص العبادة والدعوة به .
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 10 - ص 132 - 133
نسألكم الدعاء
اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة