اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
ما أخبر به أمير المؤمنين في وقع الغيبة لقائم سلام الله عليهما
1 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس جميعا ، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب ، وأحمد بن محمد بن عيسى ، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبد الله ، عن عبد الله بن محمد الطيالسي ، عن منذر بن محمد بن قابوس ، عن النصر بن أبي السري ، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة النصري ، عن الاصبغ ابن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فوجدته متفكرا ينكت في الارض ، فقلت : يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الارض أرغبت فيها ؟ فقال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما ، تكون له حيرة وغيبة ، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون ، فقلت : يا أمير المؤمنين وإن هذا لكائن ؟ فقال : نعم كما أنه مخلوق وأنى لك بالعلم بهذا الامر يا أصبغ اولئك خيار هذه الامة مع إبرار هذه العترة ، قلت : وما يكون بعد ذلك ؟ قال : ثم يفعل الله ما يشاء فإن له إرادات وغايات ونهايات .
2 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن ، ومحمد بن علي ما جيلويه رضي الله عنهم قالوا : حدثنا محمد بن أبي القاسم ما جيلويه ، عن محمد بن علي الكوفي القرشي المقرئ ، عن نصر بن مزاحم المنقري ، عن عمر بن سعد ، عن فضيل بن خديج ، عن كميل بن زياد النخعي .
وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ،
وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري ، عن كميل بن زياد النخعي .
وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصر بن عبد الوهاب القرشي قال : أخبرني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري قال : حدثنا موسى بن إسحاق الانصاري القاضي بالري قال : حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد التيمي قال : حدثنا عاصم بن حميد الحناط ، عن أبي حمزة ، عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري ، عن كميل ابن زياد النخعي .
وحدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري ، عن كميل بن زياد النخعي . وحدثنا الشيخ أبو سعيد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن ـ الصلت القمي رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن العباس الهروي قال : حدثنا أبو ـ عبد الله محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال : حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي قال : حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي ـ حمزة الثمالي ، عن عبد الرحمن بن جندب ، عن كميل بن زياد النخعي ـ واللفظ لفضيل ابن خديج ، عن كميل بن زياد ـ قال : أخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ظهر الكوفة فلما أصحر تنفس ثم قال : يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، احفظ عني ما أقول لك : الناس ثلاثة عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يتسضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ، يا كميل العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الانفاق ، يا كميل محبة العلم دين يدان به ، يكسب الانسان به الطاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته ، وصنيع ـ
المال يزول بزواله ، يا كميل مات خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، هاه إن ههنا ـ وأشار بيده إلى صدره ـ لعلما جما لو أصبت له حملة ، بل أصبت لقنا غير مأمومن عليه ، يستعمل آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بحجج الله عزوجل على خلقه ، وبنعمه على أوليائه ليتخذه الضعفاء وليجة دون ولي الحق . أو منقادا لحملة العلم لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة ، ألا لاذا ولا ذاك أو منهوما باللذات ، سلس القياد للشهوات . أو مغرما بالجمع والادخار ، ليسا من رعاة الدين في شئ ، أقرب شئ شبها بهما الانعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم بحجة ( إما ) ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا وأين أولئك ، أولئك والله الاقلون عددا ، والاعظمون خطرا بهم يحفظ الله حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقائق الامور ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، ( و ) صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه آه آه شوقا إلى رؤيتهم ، وأستغفر الله لي ولكم .
وفي رواية عبد الرحمن بن جندب : انصرف إذا شئت .
وحدثنا بهذا الحديث أبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد السراج الهمداني بهمدان قال : حدثنا أبو أحمد القاسم بن ( أبي ) صالح قال : حدثنا موسى بن إسحاق القاضي الانصاري قال : حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد قال : حدثنا عاصم بن حميد الحناط ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري ، عن كميل بن زياد النخعي قال : أخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبانة فلما أصحر جلس ، ثم قال : يا كميل بن زياد احفظ عني ما أقول لك : القلوب أوعية فخيرها أوعاها . وذكر الحديث مثله إلا أنه قال فيه : « اللهم بلى لن تخلو الارض من قائم بحجة لئلا تبطل حجج الله وبينانه » ولم يذكر فيه : « ظاهر ( مشهور ) أو خاف مغمور » وقال في آخره « إذا شئت فقم » .
وأخبرنا بهذا الحديث الحاكم أبو محمد بكر بن علي بن محمد بن الفضل الحنفي الشاشي ( بايلاق ) قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز الشافعي بمدينة السلام قال : حدثنا موسى بن إسحاق القاضي قال : حدثنا ضرار بن صرد ، عن عاصم بن حميد الحناط ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل بن زياد النخعي قال : أخد علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبانة ، فلما أصحر جلس ، ثم تنفس ، ثم قال : يا كميل بن زياد احفظ ما أقول لك : القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، الناس ثلاثة فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق . وذكر الحديث بطوله إلى آخره .
\
3 ـ حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر بنيسابور قال : حدثنا أبويحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز قال : حدثنا عبد الله بن مسلم الدمشقي قال : حدثنا إبراهيم بن يحيى الاسلمي المديني ، عن عمارة بن جوين عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة قال : شهدنا الصلاة على أبي بكر ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه وأقمنا أياما نختلف إلى المسجد إليه حتى سموه أمير المؤمنين ، فبينا نحن عنده جلوس يوما إذ جاءه يهودي من يهود المدينة وهم يزعمون أنه من ولد هارون أخي موسى عليهما السلام حتى وقف على عمر فقال له : يا أمير المؤمنين أيكم أعلم بعلم نبيكم وبكتاب ربكم حتى أسأله عما أريد ؟ قال : فأشار عمر إلى علي بن أبي طالب فقال له اليهودي : أكذلك أنت يا علي ؟ فقال : نعم سل عما تريد ، قال إني أسألك عن ثلاث وعن ثلاث وعن واحدة فقال له علي : لم لا تقول : إني أسألك عن سبع ؟ قال له اليهودي : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهمن سألتك عن الثلاث الاخرى فإن أصبت فيهن سألتك عن الواحدة ، وإن أخطأت في الثلاث الاولى لم أسألك عن شيء ، فقال له علي : وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت ؟ قال : فضرب يده إلى كمه فأخرج كتابا عتيقا فقال هذا ورثته عن آبائي وأجدادي إملاء موسى بن عمران وخط هارون وفيه الخصال التي أريد أن أسألك عنها ، فقال له علي : على أن لى عليك إن أجبتك فيهن بالصواب أن تسلم ، فقال اليهودي : والله لئن أجبتني فيهن بالصواب لاسلمن الساعة على يديك ، فقال له علي : سل ، قال : أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الارض ؟ وأخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الارض ؟ وأخبرني عن أول عين نبعت على وجه الارض ؟
فقال لى علي : يا يهودي أما أول حجر وضع على وجه الارض فإن اليهود يزعمون أنها صخرة بيت المقدس ، وكذبوا ولكنه الحجر الاسود نزل به آدم معه من الجنة فوضعه في ركن البيت والناس يتمسحون به ويقبلونه ويجددون العهد والميثاق فيما بينهم وبين الله عزوجل ، قال اليهودي : اشهد بالله لقد صدقت ، قال له علي : وأما أول شجرة نبتت على وجه الارض فإن اليهود يزعمون الزيتونة وكذبوا ولكنها النخلة من العجوة ، نزل بها آدم معه من الجنة وبالفحل فأصل النخلة كله من العجوة ، قال له اليهودي : اشهد بالله لقد صدقت ، قال له علي : وأما أول عين نبعت على وجه الارض فإن اليهود يزعمون أنها العين التى نبعت تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكنها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة فلما أصابها ماء العين عاشت وسربت فأتبعها موسى وصاحبه فلقيا الخضر ، قال اليهودي : اشهد بالله لقد صدقت ، قال له علي : سل ( عن الثلاث الاخرى ) قال : أخبرني عن هذه الامة كم لها بعد نبيها من إمام عدل ؟ و أخبرني عن منزل محمد أين هو من الجنة ؟ ومن يسكن معه في منزله ، قال له علي : يا يهودي يكون لهذه الامة بعد نبيها اثنا عشر إماما عدلا ، لا يضرهم خلاف من خالف عليهم . قال له اليهودي : اشهد بالله لقد صدقت ، قال له علي : و ( أما ) منزل محمد من الجنة في جنة عدن وهي وسط الجنان وأقربها من عرش الرحمن جل جلاله ، قال له اليهودي : اشهد بالله لقد صدقت ، قال له علي : والذين يسكنون معه في الجنة هؤلاء ( الائمة ) الاثنا عشر قال له اليهودي : أشهد بالله لقد صدقت ، قال له علي : سل ( عن الواحدة ) ، قال : أخبرني عن وصي محمد في أهله كم يعيش بعده وهل يموت موتا أو يقتل قتلا ، قال له علي عليهما السلام : يا يهودي يعيش بعده ثلاثين سنة وتخضب منه هذه من هذا ـ وأشار إلى رأسه ـ . قال : فوثب إليه اليهودي فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأنك وصي رسول الله .
4 ـ حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي الله عنه قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن محمد خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين أنه قال : إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من
طاعته ، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم ، وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم ، وأخفى إجابته في دعائه فلا تستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم ، وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبدا من عباده ( فربما يكون وليه وأنت لا تعلم .
5 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، و محمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس جميعا ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، و يعقوب بن يزيد ، وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن ابن فضال ، عن أيمن بن محرز الحضرمي ، عن محمد بن سماعة الكندي ، عن إبراهيم بن يحيى المديني ، عن أبي عبد الله قال : لما بايع الناس عمر بعد موت أبي بكر أتاه رجل من شباب اليهود وهو في المسجد فسلم عليه والناس حوله فقال : يا أمير المؤمنين دلني على أعلمكم بالله وبرسوله وبكتابه وبسنته ، فأومأ بيده إلى علي فقال : هذا ، فتحول الرجل إلى علي فسأله : أنت كذلك ؟ فقال : نعم ، فقال : إني أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة ، فقال له أمير المؤمنين أفلا قلت عن سبع ؟ فقال اليهودي : لا إنما أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن ثلاث بعدهن ، وإن لم تصب لم أسألك ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أخبرني إن أجبتك بالصواب والحق تعرف ذلك ؟ وكان الفتى من علماء اليهود وأحبارها يرون أنه من ولد هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام فقال : نعم فقال له أمير المؤمنين : بالله الذي لا إله إلا هو لئن أجبتك بالحق والصواب لتسلمن ولتدعن اليهودية ؟ فحلف اليهودي وقال : ما جئتك إلا مرتادا أريد الاسلام ، فقال : يا هاروني سل عما بدا لك تخبر ، قال : أخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الارض ؟ وعن أول عين نبعت على وجه الارض ؟ وعن أول حجر وضع على وجه الارض ؟ فقال ( له ) أمير المؤمنين : أما سؤالك عن أول شجرة نبتت على وجه الارض فإن اليهود
يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا إنما هي النخلة من العجوة هبط بها آدم معه من الجنة فغرسها وأصل النخل كله منها ، وأما قولك : أول عين نبعت على وجه الارض فإن اليهود يزعمون أنها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر وكذبوا هي عين الحيوان التى انتهى موسى وفتاه إليها فغسل فيها السمكة المالحة فحييت وليس من ميت يصيبه ذلك الماء إلا حيي ، وكان الخضر على مقدمة ذي القرنين يطلب عين الحياة فوجدها الخضر وشرب منها ولم يجدها ذو القرنين ، وأما قولك : أول حجر وضع على وجه الارض فإن اليهود يزعمون أنه الحجر الذي في بيت المقدس وكذبوا إنما هو الحجر الاسود هبط به آدم معه من الجنة فوضعه في الركن والناس يستلمونه وكان أشد بياضا من الثلج فاسود من خطايا بني آدم .
قال : فأخبرني كم لهذه الامة من إمام هدى ، هادين مهديين ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، وأخبرني أين منزل محمد من الجنة ، ومن معه من أمته في الجنة ؟ قال : أما قولك : كم لهذه الامة من إمام هدى ، هادين مهديين ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، فإن لهذه الامة اثنا عشر إماما هادين مهديين ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، وأما قولك : أين منزل محمد في الجنة ففي أشرفها وأفضلها جنة عدن ، وأما قولك : من مع محمد من أمته في الجنة فهؤلاء الاثنا عشر أئمة الهدى . قال الفتى : صدقت فوالله الذي لا إله إلا هو إنه لمكتوب عندي بإملاء موسى وخط هارون بيده . قال : فأخبرني كم يعيش وصي محمد ( من ) بعده ، وهل يموت موتا أو يقتل قتلا ؟ فقال له علي : ويحك يا يهودي أنا وصي محمد أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوما ولا أنقص يوما ثم يبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود فيضربني ضربة ههنا في مفرقي فتخضب منه لحيتي ، ثم بكى بكاء شديدا ، قال : فصرخ الفتى وقطع كستيجه وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله و ( أنك وصي رسول الله ) .
قال أبو جعفر العبدي يرفعه قال : هذا الرجل اليهودي أقر له من بالمدينة أنه أعلمهم وأن أباه كان كذلك فيهم .
6 ـ حدثنا محمد بن على ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن القاسم ، عن حيان السراج عن داود بن سليمان الغساني ، عن أبي الطفيل قال : شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع وعلي جالس ناحية إذ أقبل عليه غلام يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر فقال : يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الامة بكتابهم وأمر نبيهم ؟ قال : فطأطأ عمر رأسه ، فقال : إياك أعني ، وأعاد عليه القول ، فقال له عمر : ما شأنك ؟ فقال : إني جئتك مرتادا لنفسي ، شاكا في ديني ، فقال : دونك هذا الشاب قال : ومن هذا الشاب ؟ قال : هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وهو أبو الحسن والحسين ابني رسول الله وهذا زوج فاطمة ابنة رسول الله . فأقبل اليهودي على علي فقال : أكذلك أنت ؟ قال : نعم ، فقال اليهودي : إني أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة ، قال : فتبسم علي ، ثم قال : يا هاروني ما منعك أن تقول : سبعا ، قال : أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألتك عما بعدهن وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس لك علم ، فقال : علي : فإني أسألك بالاله الذى تعبده إن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك ولتدخلن في ديني ؟ فقال : ما جئت إلا لذلك ، قال : فسل ، قال : فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الارض أي قطرة هي ، وأول عين فاضت على وجه الارض أي عين هي ، وأول شيء اهتز على وجه الارض أي شيء هو ،
فأجابه أمير المؤمنين . فقال : أخبرني عن الثلاث الاخرى أخبرني عن محمدكم بعده من إمام عدل ؟ وفي أي جنة يكون ؟ ومن الساكن معه في جنته ؟ فقال : يا هاروني إن لمحمد من الخلفاء اثنا عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم وإنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الارض ، ومسكن محمد في جنة عدن معه أولئك الاثنا عشر الائمة العدل ، فقال : صدقت والله الذى لا إله إلا هو إني لاجدها في كتاب أبي هارون كتبه بيده وأملاه عمي موسى قال : فأخبرني عن الواحدة فأخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده ، وهل يموت أو يقتل ؟ قال : يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما ، ثم يضرب ضربة ههنا ـ يعني قرنه ـ فتخضب هذه من هذا ، قال : فصاح الهاروني وقطع كستيجه وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، وأنك وصيه ينبغي أن تفوق ولا تفاق ، وأن تعظم ولا تستضعف ، قال : ثم مضى به إلى منزله فعلمه معالم الدين .
7 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد ابن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي يحيى المديني ، عن أبى عبد الله قال : جاء يهودي إلى عمر يسأله عن مسائل ، فأرشده إلى علي بن أبي طالب ليسأله فقال علي : سل ، فقال : أخبرني كم يكون بعد نبيكم من إمام عدل ؟ وفي أي جنة هو ؟ ومن يسكن معه في جنة ؟ فقال له علي : يا هاروني لمحمد بعده اثنا عشر إماما عدلا ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم ، أثبت في دين الله من الجبال الرواسي ، ومنزل محمد في جنة عدن والذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر ، فأسلم الرجل وقال : أنت أولى بهذا المجلس من هذا ، أنت الذي تفوق ولا تفاق وتعلو ولا تعلى .