اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عن أمير المؤمنين قال: " أقبح المعاصي قطيعة الرحم والعقوق"1
وفي الدعاء: اللهم إنّي أعوذ بك من الذنوب التي تُعجُّل النقم... اللهمّ إني أعوذ بك من الذنوب التي تُعجِّل الفناء..."
تمهيد
من الآثار الدنيويّة الخطيرة لبعض الذنوب ولا سيّما قطيعة الرحم والعقوق، هو تعجيل العقوبة في الدنيا وتعجيل الفناء.
وقبل الحديث عن هذين الذنبين وآثارهما، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ تعجيل العقوبة بوجه خاصّ قد يكون رحمة للمؤمن ليكفِّر سيّئاته, وليحذر ممّا هو فيه فيستأنف بعد أن يتوب إلى ربّه من ذنبه.
وأمّا لغير المؤمن فهو بلاء وسخط ونقمة وعقوبة في الدنيا قبل الآخرة.
أ - قطيعة الرحم
وهو من الأمراض الاجتماعيّة الخطيرة التي تقصم ظهر العائلة والمجتمع، وقد حذّرنا الله وأولياؤه من عواقبها والوقوع في حبائلها.
لأنّ غاية إرسال الأنبياء هو إصلاح الفرد والمجتمع وتنظيم أمور العباد والبلاد، ليتّجه الإنسان إلى عبادة ربّه دون أيّ شاغلٍ يشغله، وبالتالي فإنّ عدم الاكتراث بدعوتهم الإصلاحيّة سوف يؤدّي إلى الهرج والمرج في النظام، وحلول غضب الله ونقمته، وشمول البلاء والفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس.
لقد جاء الإسلام لمحو الآثار الجاهليّة عن المجتمع، ونبذ قيمها وإرساء قيمه المبنيّة على معايير يرتضيها الله عزَّ وجلَّ لتتحقّق السعادة لكلّ أفراد المجتمع.
إنّ شيوع هذه الأمراض الأخلاقيّة الاجتماعيّة، سوف تؤدّي إلى تفكّك المجتمع، وإشغال عقول الناس وقلوبهم بالخلافات والنزاعات، وملئها بالأحقاد والضغائن والتي قد تستمرّ إلى أمدٍ طويل وربما تبقى إلى الموت. فهل هذا يُرضي الله أم يُغضبه؟ ألا
يسعى الإنسان لأن يسرَّ الله بتطبيق أوامره والاستجابة لدعوته؟ أم أنَّه يصرّ على تجاهل نداء ربّه الآمر لنا بعدم قطيعة أرحامنا بل وصلها والتآلف فيما بينها؟
إنّ قطيعة الرحم من الذنوب العظيمة التي سيُحاسب عليها الإنسان في الآخرة حساباً شديداً، فقد ورد أنّها من أبغض الأمور إلى الله بعد الشرك ولهم اللعنة وسوء الدار، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾2.
ويُروى أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ وسلم فقال له: "أيّ الأعمال أبغض إلى الله عزَّ وجلَّ فقال وسلم: الشرك، قال ثمّ ماذا؟ قال وسلم: قطيعة الرحم..."3.
آثار قطيعة الرحم
لقطيعة الرحم آثارٌ خطيرة لا يموت الإنسان حتّى يرى وبالها, كما ورد في كتاب عليّ ، وهي:
1- تعجيل الفناء
خطب أمير المؤمنين فقال: "أعوذ بالله من الذنوب التي تعجّل الفناء، فقام إليه عبد الله بن الكواد الشكريّ، فقال: يا أمير المؤمنين أوَتكون ذنوب تعجّل الفناء؟ فقال: نعم ويلك، قطيعة الرحم، إنّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله وإنّ أهل البيت ليتفرّقون ويقطع بعضهم بعضاً فيحرمهم الله, وهم أتقياء"4.
2- تورث الفقر
عن أمير المؤمنين قال: "قطيعة الرحم تورث الفقر"5.
88
3- زوال النعم
وعنه سلام الله عليه قال: "قطيعة الرحم تزيل النعم"6.
4- حجب الدعاء
عن رسول الله وسلم قال: "قطيعة الرحم تحجب الدعاء"7.
5- حلول النقم
عن أمير المؤمنين قال: "في قطيعة الرحم حلول النقم"8.
6- خراب الديار
عن أبي جعفر قال: "في كتاب عليّ ... وإنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذرانِ الديار بلاقع من أهلها, وتنقل الرحم، وإنّ نقل الرحم انقطاع النسل"9.
7- تعجيل العقوبة
عن رسول الله وسلم قال: "ما من ذنبٍ أجدر أن يُعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما ادخره في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم"10.
8- من أشراط الساعة
عن النبيّ وسلم قال: "من أشراط الساعة: سوء الجوار، وقطيعة الرحم، وتعطيل الجهاد"نسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أجركم على اهل البيت اختي الفاضلة الأمل...موضوع قيّم
في ميزان أعمالكم
موفقة لكل خير ببركة ظل وجودهم المبارك.
توقيع حفيد الزهراء
يااااااا زهراء
سقَانِي غيثُها حبًّا فريدا ... فَطارَ القلبُ في الدنيا طروبا
أنا ما عشتُ إلا من هواها ... ولولاها لما كنتُ الحبيبا
سأستوحي حروف الشعر منها ... لأبقى من معانيها قريبا
هي السحرُ الذي أعطى وجودي... وأعطاني من الدنيا نصيبا