دخلت على سيدي الحسن العسكري ، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام ، وقال :
مرحباً بك يا بن عاصم !.. اجلس هنيئا لك يا بن عاصم !.. أتدري ما تحت قدميك ؟..
فقلت :
يا مولاي إني أرى تحت قدمي هذا البساط كرّم الله وجه صاحبه ، فقال لي :
يا بن عاصم
اعلم أنك على بساطٍ جلس عليه كثيرٌ من النبيين والمرسلين
فقلت : يا سيدي !.. ليتني كنت لا أفارقك ما دمت في دار الدنيا
ثم قلت في نفسي : ليتني كنت أرى هذا البساط
فعلم الإمام
ما في ضميري فقال :
ادنُ مني !.. فدنوت منه فمسح يده على وجهي ، فصرت بصيراً بإذن الله
ثم قال
:
هذا قدم أبينا آدم ، وهذا أثر هابيل ، وهذا أثر شيث ، وهذا أثر إدريس ، وهذا أثر هود
وهذا أثر صالح ، وهذا أثر لقمان ، وهذا أثر إبراهيم ، وهذا أثر لوط ، وهذا أثر شعيب
وهذا أثر موسى ، وهذا أثر داود ، وهذا أثر سليمان ، وهذا أثر الخضر ، وهذا أثر دانيال
وهذا أثر ذي القرنين ، وهذا أثر عدنان ، وهذا أثر عبد المطلب ، وهذا أثر عبد الله
وهذا أثر عبد مناف ، وهذا أثر جدي رسول الله
وهذا أثر جدي علي بن أبي طالب
قال علي بن عاصم : فأهويت على الأقدام كلّها فقبّلتها
وقبّلت يد الإمام
وقلت له : إني عاجزٌ عن نصرتكم بيدي ، وليس أملك غير موالاتكم
والبراءة من أعدائكم ، واللعن لهم في خلواتي ، فكيف حالي يا سيدي ؟
فقال
:
حدّثني أبي عن جدي رسول الله
قال :
من ضعف على نصرتنا أهل البيت ، ولعن في خلواته أعداءنا بلّغ الله صوته
إلى جميع الملائكة ، فكلّما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة ، ولعنوا من لا يلعنهم
فإذا بلغ صوته إلى الملائكة ، استغفروا له وأثنوا عليه ، وقالوا :
اللهم!.. صلّ على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ، ولو قدر
على أكثر من ذلك لفعل ، فإذا النداء من قِبَل
الله تعالى يقول :
يا ملائكتي !.. إني قد أجبت دعاءكم في عبدي هذا ، وسمعت نداءكم وصلّيت
على روحه مع أرواح الأبرار ، وجعلته من المصطفين الأخيار
بحار الأنوار ج 50 ص 317
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وأهلك أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين