اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك اللهم ، لك الحمد في الأولى والآخرة ، على ما أفدت من نعمائك الفاخرة وأفضت من بحار آلائك الزاخرة ونصلي ونسلم على نبيك أبي القاسم ، سيدنا محمد الفاتح الخاتم ، وعلى آله الطيبين الطاهرين
رعاية رسول الله(ص) للعلم
اسر الرسول الأكرم ( وسلم) سبعين محارباً من الكفار في معركة بدر، وكان عدد من أهل مكة يعرفون القراءة والكتابة، بعكس أهل المدينة حيث كانوا أميين.
وكان من الأسراء من له القدرة المالية ولكنه كان جاهلا لا يعرف القراءة والكتابة، فدفع الفدية وأطلق سراحه.
وأما من كان ملما بالقراءة والكتابة، فكان يأتي إليه الرسول ( وسلم) بعشرة من صبيان المدينة، يعلمهم القراءة والكتابة، وبعد تعلم هؤلاء القراءة والكتابة يقوم الرسول ( وسلم) بتحريره وإطلاق سراحه.
ان العلم كنز ثمين لا يناله من الناس إلا الذين أحسنوا وآمنوا واتقوا، وهذا الكنز هو من أثمن الكنوز، ولكنه يمتاز عنها بأنه لا تجف ينابيعه وليس له نفاد، وإنما هو ينمو ويزداد ويزدهر بقدر ما ينفق منه، قال علي () : (المال ينفد والعلم يزكو على الإنفاق)
كما أن أصحاب هذا العلم وأهله خالدون بخلوده ليس يعرضهم فناء، لأن لهم حياة ثانية يستأنفونها بعد أن ينعتقوا من سجن البدن وينطلقوا إلى ذلك العالم بالروح الأبدية، فيحيون ويرزقون خيرا مما كانوا يحيون ويرزقون أولا، ويكون لهم ذكر على الألسنة والقلوب لا يمحوه الدهر، ولا يقوى عليه الزمان، كما ورد في الحديث الشريف: (العلماء باقون ما بقي الدهر).