هو اضطراب نيوروبيولوجي (عصبي)يتميز خصوصاً بنمو غير متلائم للمهارات التي تتطلب تركيز الإنتباه ، ويرافق هذا الإضطراب أحياناً اندفاع متهور و حركة مفرطة وعدم القدرة على التركيز .
أعراض الحركة الزائدة
احيانا يكون من الصعب جدا تشخيص هذه الحالة حيث انها تتشابه مع امراض كثيرة اخرى و تبدأ الأعراض عادة قبل ان يبلغ الطفل سن السابعة و يجب قبل وضع التشخيص استبعاد كل الأمراض و الأضطرابات العاطفية الأخرى
يجد هؤلاء الاطفال صعوبة في التركيز ويكونون عادة اندفاعيين و زائدي الحركة و بعض الاطفال يكون المرض على شكل نقص انتباه دون فرط الحركة و يجب التذكر ان اي طفل طبيعي يتصرف بهذه الطريقة احيانا اما الأطفال المصابين بكثرة الحركة ونقص الانتباه فهم دائما على نفس الحال من فرط النشاط
و هذه الحالات يتم تشخيصها عن طريق اختصاصي نفسي واختصاصي تربية خاصة. ويتم التشخيص عبر التأكد من وجود عدد من الأعراض (غالبًا 12 من 18)، فإذا كانت متوفرة يميل المشخّص إلى أن الطفل مصاب بما يطلق عليه متلازمة فرط النشاط و/ أو ضعف التركيز، مع ملاحظة أنه لا يمكن الجزم بوجود النشاط الحركي الزائد عند الطفل إلا إذا تكررت منه أعراضه في أكثر من مكان (في البيت أو الشارع أو عند الأصدقاء..).
وعادة تكون القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال طبيعية أو أقرب للطبيعية. وتكون المشكلة الأساسية لدى الأطفال المصابين بتلك المتلازمة هو أن فرط النشاط و/ أو ضعف التركيز لا يساعدهم على الاستفادة من المعلومات أو المثيرات من حولهم، فتكون استفادتهم من التعليم العادي أو بالطريقة العادية ضعيفة، حيث يحتاجون أولاً للتحكم في سلوكيات فرط الحركة وضعف التركيز؛ وذلك لأن من الأعراض المعروفة لهذا الاضطراب:
-عدم إتمام نشاط، والانتقال من نشاط إلى آخر دون إتمام الأول، حيث إن درجة الإحباط عند هذا الطفل منخفضة؛ ولذا فإنه مع فشله السريع في عمل شيء ما، فإنه يتركه ولا يحاول إكماله أو التفكير في إنهائه.
- عدم القدرة على متابعة معلومة سماعية أو بصرية للنهاية، مثل: برنامج تلفزيوني أو لعبة معينة، فهو لا يستطيع أن يحدد هدفًا لحركته.. ففي طريقه لعمل شيء ما يجذبه شيء آخر.
-عدم القدرة على انتظار دوره فغالباً ما تفلت منه الاجابة قبل اتمام طرح السؤال ، كما يقاطع أحاديث الآخرين
- نسيان الأشياء الشخصية، بل تكرار النسيان.
-عدم الترتيب والفوضى.
-الحركة الزائدة المثيرة للانتباه -عدم الثبات بالمكان لفترة مناسبة، حيث يكون هذا الطفل دائم التململ مندفعًا-.
-فرط أو قلة النشاط.
-عدم الالتزام بالأوامر اللفظية، فهو يفشل في اتباع الأوامر مع عدم تأثير العقاب والتهديد فيه. وهذه بعض الأمثلة فقط.
-وطبعًا يشكّل الصف المدرسي بما يتطلبه من انضباط ونظام وواجبات مهما كانت بسيطة عبئًا على هؤلاء الأطفال، ليس لأنهم لا يفهمون المطلوب، بل لأنهم لا يستطيعون التركيز والثبات في مكان والانتباه لفترة مناسبة "لتدخل" هذه المعلومة أو تلك إلى أذهانهم، وبالتالي تحليلها والاستفادة منها بشكل مناسب (وهو ما نسميه التعلم)، طبعًا مع مراعاة ما يناسب كل سن على حدة.
- تعتبر فكرة المزاج الموروث ذات أهمية في هذا المجال ،حيث أنّ هناك أولاداً يظهرون نشيطين جدّاً منذ الولادة ، لذا تعتبر العوامل الوراثية هامة جداً في ظهور النشاط الحركي الزائد
- الإصابة بالأمراض أثناء الحمل أو تعاطي العقاقير أو التعرض للقلق الشديد والتوتر .
- الطريقة المستخدمة في الولادة حيث أنّ استخدام الملقط والضغط على الدماغ أو استخدام مقادير كبيرة من العقاقير يسبب النشاط الزائد و التشوش الذهني لدى بعض الأولاد .
- الخلل الوظيفي في الدماغ و ضعف الناقلات العصبية التي تعطي نوع من السيطرة على الحركة ،يسبب حركات كثيرة غير هادفة .وقد يحدث النشاط الحركي نتيجة الصدمات على الرأس ، أو التسمم .
- الاضطراب في الحياة الأسرية .
- النقص العاطفي حيث يشعر الطفل بحاجة إلى لفت النظر.
- التدليل المفرط من قبل الأهل .
- الغيرة قد تدفع الطفل إلى الحركة الزائدة .
ويحتاج هؤلاء الأطفال إضافة إلى التشخيص المناسب التدريب المناسب، فهم بحاجة لبرنامج موضوع بدقة للتعامل مع تصرفاتهم كسلوكيات يجب تعديلها(أو ما يطلق عليه تربويًّا تعديل السلوك –حيث إن كل تصرفاتنا هي في الأساس سلوكيات)، ويتم ذلك باستخدام العديد من التقنيات العلاج السلوكي .
- يعتمد العلاج السلوكي بالأساس على لفت نظر الطفل بشيء يحبه ويغريه على الصبر لتعديل سلوكه، وذلك بشكل تدريجي بحيث يتدرب الطفل على التركيز أولاً لمدة 10 دقائق، ثم بعد نجاحنا في جعله يركِّز لمدة 10 دقائق ننتقل إلى زيادتها إلى 15 دقيقة، وهكذا...
- لكن يشترط لنجاح هذه الإستراتيجية في التعديل أمران:
- الأول: الصبر عليه واحتماله إلى أقصى درجة، فلا للعنف معه؛ لأن استخدام العنف معه ممكن أن يتحول إلى عناد، ثم إلى عدوان مضاعف؛ ولهذا يجب أن يكون القائم بهذا التدريب مع الطفل على علاقة جيدة به، ويتصف بدرجة عالية من الصبر، والتحمل، والتفهم لحالته، فإذا لم تجدي ذلك في نفسك، فيمكن الاستعانة بمدرس لذوي الاحتياجات الخاصة ليقوم بذلك.
-الثاني: يجب أن يعلم الطفل بالحافز (الجائزة)، وأن توضع أمامه لتذكِّره كلما نسي، وأن يعطى الجائزة فور تمكنه من أداء العمل ولا يقبل منه أي تقصير في الأداء، بمعنى يكون هناك ارتباط شرطي بين الجائزة والأداء على الوجه المتفق عليه (التركيز مثلاً حسب المدة المحددة...)، وإلا فلا جائزة ويخبر صراحة بذلك.
فيما يلي بعض الأساليب التي يمكن أن تتبعيها في تعديل سلوك الطفل :
ويكون بوضع برنامج عمل يومي ، وحث الطفل على القيلم به ، فإذا أنجزه أو قسماً منه مدحناه أمام الآخرين . و في نهاية النهار نخبره عن التحسن الذي أنجزه .
إن التعلم غير المباشر ، والذي يتم بالملاحظة هو أفضل أنواع التعليم.
يتم عن طريق خلق النموذج حيث يصير هذا النموذج مجالاً للتسلية
بالنسبة للطفل . ويقاد لا إرادياً إلى التركيز و التمثيل .
3- تنمية القدرة على ضبط الذات :
إن تفريغ الطاقة بشكل غير مؤذٍ ، يعتبر طريقة مناسبة للوصول إلى حركة مطواعة أبطأ. يمكن أن يُعلّم كيف يرسم أو كيف يشك خرزات في خيط ...بدقة متناهية و بطء شديد ، ويقاس النجاح في هذه الحالة بالبطء و الدقة المتحققين .
وهي الاتفاق على تقديم مكافآت مقابل السلوك المرغوب فيه ، فإذا نفذ الولد عملاً تريد أنت أن يفعله ، فله بعد ذلك أن يقوم بالعمل الذي يرغب هو بالقيام به .
وهذا يقضي بابعاد الطفل عن كل أنواع المشتتات ، كالصوت والشجار والبيئة الغير مرتبة . كما يجب أن يبعد الطفل عن الإثارات غير الملائمة ، وأن لا يحرم من اللعب والخبرات العادية الأخرى .
6-وضوح اللغة وإيصال الرسالة:
و المعنى هنا أن يعرف الطفل ما هو متوقع منه بوضوح وبدون غضب، وعلى والده أو معلّمه أن يذكر له السلوك اللائق في ذلك الوقت، فيقول الأب مثلاً: "إن القفز من مكان إلى آخر يمنعك من إتمام رسمك لهذه اللوحة الجميلة"، أو "إن استكمالك لهذه الواجبات سيكون أمراً رائعًا".
-والمهم هنا هو وضوح العبارة والهدف للطفل، وتهيئته لما ينتظر منه، وتشجيعه على القيام والالتزام بذلك.
أما إذا فشلت كل هذه الطرق في تحقيق النتيجة المرجوة، فيمكن إعطاء الأطفال بعض الأدوية والأطعمة الخاصة المناسبة، من أجل حدوث الاسترخاء العضلي عندهم، وتدريبهم على التنفس العميق وممارسة بعض التدريبات العضلية التي لها تأثير إيجابي على الأطفال ذوي النشاط الحركي الزائد. ويتم ذلك عن طريق مراجعة إحدى العيادات النفسية المتخصصة.