الكلام الفرنسي يؤكد الإتجاه لاتهام حزب الله ويثبت تسييس المحكمة الموضوع امس 24 ايلول
بتاريخ : 25-Sep-2010 الساعة : 02:51 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لم يؤكد كلام السفير الفرنسي في لبنان حول القرار الظني المرتقب من المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس الحريري معطيات حزب الله حول توجه القرار الظني ضده فحسب، بل ان كلامه بأن القرار الظني لن يكون نهاية العالم وان الاتصالات السعودية ـ الفرنسية، أدت إلى تأخير صدور القرار الظني من أيلول الحالي إلى كانون الأول، يؤكد مسار التسييس الواضح الذي تعمل عليه المحكمة، وتغلغل السياسة ايضا في كل ما يحيط بهذا المسار.
فقد خرج السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون متحدثا بلغة جازمة أن القرار سيكون موجها ضد حزب الله وذلك في حديثه لصحيفة "النهار"، وهو قال أن "باريس تود أن تتوجه برسالة الى حزب الله هي بمثابة طمأنة له تفيد أن القرار الظني الذي سيصدر لن يكون نهاية العالم اذا اتهم عناصر من الحزب بالتورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ". وأضاف انه "بالنسبة الى فرنسا على الأقل، فانها ستتعامل مع الموضوع كما هو، أي أن للحزب موقعه ومكانته في الداخل اللبناني ولن يكون هناك ما يمسّ بهذا الوضع ، وترغب فرنسا في مواصلة التعامل معه".
وقال السفير الفرنسي ان موقف فرنسا من المحكمة الدولية "لم يتغير وأن هناك صعوبة تقرب من الاستحالة في وقف المحكمة، واضاف إن الاتصالات السعودية ـ الفرنسية، أدت إلى تأخير صدور القرار الظني من أيلول الحالي إلى كانون الأول، وإن رئيس الحكومة سعد الحريري كان مطلعا عليها.
السفير الفرنسي كان كرر بعد زيارته الرئيس سعد الحريري ان المحكمة لن يوقف عملها شيء وقال "ان المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تتابع عملها ولن يوقف عملها شيء قبل الانتهاء من مهمتها ".وامل ان "يظهر كل الأفرقاء اللبنانيين روحاً عالية من المسؤولية والانضباط وإعطاء الأولوية للتفاهم المتبادل والحوار".
وعن البيان الفرنسي في شأن الاتهامات التي قد توجه إلى حزب الله في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، قال: «أعتقد أن هناك في لبنان أسئلة كثيرة تطرح عبر وسائل الإعلام في شأن عمل المحكمة الدولية، وأكد البيان الفرنسي الرسمي موقف فرنسا في شأن هذه المحكمة».
حزب الله يعلن استدعاء دفعة جديدة من مقربين منه
في هذا الوقت كشف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم انه حصل طلب جديد من قبل المحكمة بعد شهر رمضان المبارك لأفراد قد يكونون قريبين من حزب الله بشكل أو بآخر، واضاف: لكن كل شيء معلق بهذا الخصوص.
وقال في حديث لمجلة الافكار اننا أمام مفصل تاريخي حيث ننتظر فترة الهدنة والتهدئة التي تم الاتفاق عليها برعاية سعودية ـسورية في القصر الجمهوري في لبنان، لنرى ما ستكون عليه الأمور، وعلى أساسها يترتب موقف واضح جداً لا لبس فيه يتخذه حزب الله بشكل نهائي من موضوع المحكمة.
وتعليقاً على كلام السفير الفرنسي قالت مصادر في المعارضة أن كلام بيتون يؤكد أن "القرار السياسي بوسعه تأجيل القرار الظني وبالتالي يمكنه أن يؤثر في عمل المحكمة الدولية ككل في إشارة إلى الاتصالات السعودية الفرنسية". وأشارت المصادر نفسها لموقع "الانتقاد" الى أن في كلام بيتون إشارات سلبية بما يثبت أن القرار الظني ذاهب في الاتجاه نفسه أي نحو اتهام حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
الى ذلك اعتبر رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيد أنّ كل هذا الضجيج الناتج عن العواصف والرياح الصفراء أو السوداء التي إسمها المحكمة الدولية أو العدالة أو الحقيقة يهدف لأن تضيع القضية الحقيقية في أن الأميركيين والإسرائيليين وبعض العرب ومن وراءهم يريدون أن يصفّوا حساباً إسرائيلياً مع المقاومة في لبنان.
واكد السيد ابراهيم السيد اننا لا تهزنا العواصف ولا تزيلنا القواصف ولا يهمنا كل هذا الغبار، إذ ستبقى المقاومة هي الخيار والأولوية والقضية لكل اللبنانيين والعرب والشرفاء في هذا العالم.
مواقف من كلام السفير الفرنسي
وقد لقي ما نُسب الى السفير الفرنسي استغرابا شديدا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال لـ«السفير»، مساء أمس، إن ما ردده بييتون من أن فرنسا ستُبقي على علاقتها بحزب الله حتى ولو صدر القرار الظني باتهام بعض عناصره «هو كلام لا يُطمئن حزب الله، بل يؤكد مخاوفه ومخاوفنا من القرار الظني ».
واستغربت أمانة الإعلام في تيار "التوحيد"، موقف السفير الفرنسي ، واعتبرته "تدخلاً في الشؤون اللبنانية بعد محاولته الواضحة في التأليب السياسي على المقاومة واستهدافها من خلال المحكمة الدولية التي تحولت إلى قنبلة موقوتة نحو الحرب الأهلية ".
وأشار التيار في بيان إلى أنَّه "كان من الأجدى على السيد بييتون أن يتفهم أكثر حساسية الوضع في لبنان وضرورة نقل دقة الأمر إلى حكومته التي أبدت في الآونة الأخيرة سياسة متوازنة بين كل مكونات المجتمع اللبناني، كما رفضت إتباع التعليمات الأميركية بوضع حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية ".
وكان الرئيس سعد الحريري اكد امس التمسك بالمحكمة وعدم التراجع عنها في وقت صدر العديد من مواقف نواب المستقبل يحمل المعنى ذاته، في وقت كانت شخصيات في المعارضة تدعو الى الغاء المحكمة اذا كانت اداة للفتنة في لبنان كما اكد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالامس، محذرا من ان قرارا ظنيا من المحكمة ضد حزب الله يعني قرارا خارجيا بإثارة حرب في لبنان.