الغذاء الروحي زيارة الامام الحسين عليه السلام من البعد
بتاريخ : 29-Sep-2010 الساعة : 02:50 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الغذاء الروحي
لا ينبغي الركون لليأس عندما يرى الإنسان غربة الدين في مرحلة من المراحل، فإن المد الإلهي كان في عملية صراع دائم مع الباطل منذ أن خلق الله تعالى آدم.. فمن كان يصدق في الأيام الأولى لغربة الإسلام، أن يصل نداء التوحيد لشتى بقاع المعمورة ؟!!.. ومن كان يصدق أن تصل صرخة الإمام الحسين يوم عاشوراء مدوية في عمق التاريخ ؟!!..
قال سيدنا ومولانا إمام المذهب أبي عبدالله الإمام جعفر الصادق : " يا سدير..!! ما عليك أن تزور قبر الحسين () في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة ؟!!..
قلت : جعلت فداك..!! إنَّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة..!!
فقال الإمام : " تصعد فوق سطحك، ثم تلتفت يمنة ويسرة ثمَّ ترفع رأسك إلى السماء ثم تحول نحو قبر الحسين () ثمَّ تقول : [ السلام عليك يا أبا عبدالله..!! السلام عليك ورحمة الله وبركاته ].. تُكتب لك زورة، والزورة حجة وعمرة ".
قال سدير : فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة..!!
من لوازم البراءة هو الدعاء على الظالمين للمؤمنين، فإن الفتن تتوالى علينا من كل صوب، ولا شك أن الذي يعيش حالة الدعة والراحة عليه أن يفكر في آلام الغير.. فهل تدعو على الظالمين لئلا تكون منهم ؟!!..
حقيقة الزيارة إن زيارة المعصوم تعني - حقيقة - وجدان الزائر نفسه بين يدي المزور.. فيراعي أدب المكان، ويستحضر حالة الخطاب، كما لو كان مع الحي بمقتضى القول : [ أشهد أنك تسمع كلامي، وترد سلامي ].. ولو خليت الزيارة من هذه الحقائق، لكانت الزيارة زيارة ( البدن لحرم المعصوم )، لا زيارة ( المحب لنفس المعصوم )، ومن المعلوم أن الآثار الكاملة للزيارة مترتبة على الثاني دون الأول.. وهذا هو السر في أن زيارات المعصومين لا تستتبع تحوّلاً جوهرياً في سلوك العبد، وذلك لانتفاء المواجهة المتفاعلة وإن حصل الأجر الأخروي.