اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الإمام الجواد(ع) الذي ولد في عام(195واستشهد عام220هـ) هو أصغر أئمتنا من حيث العمر وكان مباركاً فرض وجوده العلمي على البلاط العباسي بشكل عجيب حتى اضطر المأمون العباسي أن يقربه ويزوجه ابنته،مما يدل على مستوى قوة الإمام الجواد(ع) الاجتماعية والعلمية والحديث في هذا الشأن طويل والإمام الجواد(ع) له كلمة مأثورة ومعروفة يقول(المؤمن يحتاج إلى ثلاث التوفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه)، جاء الفكر الحداثي يقول أنتم أهل الأديان لماذا تفرضون ان الإنسان يحتاج إلى وصاية وقيمومة فهل الإنسان قاصر أو مجنون حتى يحتاج إلى مرشد، فالإنسان لا يحتاج إلى مرشد لا من نبي ولا من غيره فاتركوا الإنسان هو يجد طريقه مثلما في الزراعة والصناعة وبالتالي ليس هناك حاجة إلى شريعة وإلى نبوة أو أي من هذا!
الإسلام يقول أن الإنسان يحتاج إلى مرشد له في طريق التكامل كما في طريقه إلى تعليم الكتابة والقراءة والفلاحة يحتاج إلى مرشد فلماذا في القضية العقائدية والتكاملية والأخلاقية الإنسان لا يحتاج إلى مرشد ثم ان الله تعالى يقول أنا تكفلت لكم بهذا المرشد(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) وليس ان الإنسان ناقص عقلاً لكن الإنسان في مواجهة المجهول الأخروي عالم الغيب وما بعد الدنيا يحتاج إلى من يكشف له ذلك العالم ويرسم له خارطة طريق وهم الأنبياء والآن العلم عاجز وإلى الأخير عن اكتشاف عالم ما وراء المادة.
الإنسان في عملية التواصل مع المطلق(الله) والكمال المطلق يحتاج إلى مرشد للتواصل مع الله تعالى، فالآن البشرية تؤمن بالله لكن لا يعرفون الطريق وان الغربيين الآن أيضاً يؤمنون بالله لكن لا يعرفون الطريق، وهذا ضلال ونحن نقول ان الإنسان الغربي مظلوم وهنا يأتي الإسلام يقول أنكم تحتاجون إلى سراج منير وإلى نبوة تدلكم على الطريق.
وهذا ما نعتقد في هذه المسألة من نقد الفكر الحداثي مستلهمين ذلك من ذكرى شهادة الجواد(ع) الذي قال (المؤمن يحتاج إلى ثلاث) وآسف جدا على الذين غرقوا في ضلال الفكر الحداثي كان سبب ذلك ابتعادهم عن فكر أهل البيت(ع) فهم واجهوا مشكلة قالوا: كيف جمع القرآن الكريم فالخليفة الثالث جمع كل المصاحف واحرقها إلا المصحف الحكومي فكيف نطمئن له، وكذلك لماذا الاجتهاد والمذاهب الأربعة أغلقت باب الاجتهاد، والأشاعرة لهم رأي والمعتزلة لهم رأي، فلماذا لا نجتهد نحن!! وهؤلاء الحداثيون حسبوا إن الإسلام هو ما عبرت عنه تلك المدارس ولهذا وقعوا في إشكالات حقيقية، لكن لماذا أسدلوا الستار على مدرسة أهل البيت(ع) فلو نظروا إلى مدرسة أهل البيت(ع) لوجدوا ان هذه المعضلات محلولة عندهم ولكن كلما أقرأ في كتابات هؤلاء الحداثيين أجدهم متأثرين وواقعين تحت سلطة الانحراف الذي حدث بعد رسول الله(ص) الذي كان سببه هذه النتيجة، ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.