السلام عليكم
هذا الرد اعتقد انه شاف وواف على تساؤلك اخي الكريم
الرواية التي تعنيها هي: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه), قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا سهل بن زياد الأومي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسيني قال: حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي (
) قال: قال رسول الله (ص): ان أبا بكر مني بمنزلة السمع وان عمر مني بمنزلة البصر وان عثمان مني بمنزلة الفؤاد قال: فلما كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين (ع) وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت له: يا أبت سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو فقال (ص): نعم ثم أشار إليهم فقال: هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن وصيي هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب (ع) ثم قال ان الله عز وجل يقول: (( إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسؤُولاً ))(الاسراء: من الآية36) ثم قال (ع) : وعزة ربّي ان جميع أمتي لموقوفون يوم ا لقيامة ومسؤولون عن ولايته وذلك قول الله عز وجل: (( وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسؤُولُونَ )) (الصافات:24) (عيون أخبار الرضا (ع) 2: 280) (معاني الأخبار: 387) بحار الأنوار 30 : 180).
4- إنما ذكره صاحب طرائف المقال في حق أبي بكر للذمّ لا للمدح، وقد ذكر أن اتباع أبي بكر هم الذين يعتبرون هذا الحديث مدحاً له فلا تقطع ما أورده بعد الحديث! حيث قال : (ومراده (
وسلم) هو حب الرئاسة التي صار مفتوناً به ، ويزعم أتباعه أن المراد به الخلوص والاعتقاد بالله ورسوله ) .
ويقول القاري نقلاً عن ابن القيّم : وممّا وضعه جهلة المنتسبين إلى السنّة في فضل الصّديق ... وحديث ما سبقكم أبو بكر ... وهذا من كلام أبي بكر ابن عيّاش.
5- الرواية فيها قدح لأبي بكر من جهات عدّة
أولها : أنها غير صادرة عن المعصوم بل الذي يتحدّث هو الراوي الذي هو إبراهيم وكلام صدر من إبراهيم لا قيمة له حتى لو كان مدحاً وهو ليس بمدح.
وثانيها : إن أبا بكر خالف قوله فعله بنفس الرواية حيث لم يجاهد الأشعث ولا قتله كما قال بل وأكرمه بزواجه من أخته ، فأين قتاله للمرتدّين وصلابته في ذلك ؟
وثالثها: إنه استعان بالمرتدين في قتاله للأعداء ، ولابدّ أن الأشعث لا يقصد بالأعداء الإّ أهل البيت حيث كانت هذه الأسرة شديدة العداء لهم ، فأبو بكر استعان بالأشعث على أهل البيت.
ورابعها : إن أبا بكر يفتي بغير علم فمن الذي أجاز له مجاهدة المسلمين حال تأخيرهم دفع الزكاة ، فكيف أجاز لنفسه أن يقاتل مانع الزكاة حتّى لو كان مقداراً يسيرا؟ فاليوم الكثير من المسلمين يمتنعون من دفع الزكاة فهل يجوز للحاكم مقاتلتهم؟
وخامسها : إن صاحب الأمالي ذكر هذه الرواية لإثبات إرتداد الأشعث بعد رسول الله (
).
6- هذا الحديث من أحاديث السنّة وليس الشيعة فابن أبي الحديد ليس بشيعي وصاحب غاية المرام نقله عن كتب السنّة فقال : وقول عليِّ (
) بيعتي لم تكن فلتة من طريق العامّة ، وفيه ثمانية أحاديث وذكر هذا الحديث عن شرح نهج البلاغة. وقال عن ابن ابي الحديد إنّه من فضلاء المعتزلة .
7- أمّا هذه الرواية فليس لها علاقة بأبي بكر بل هي فضيلة من فضائل علي (
) فهو الصدّيق الشهيد المذكور بالرواية في محاججته مع اليهود فلا يختلط عليكم الأمر.
8- ويمكن ردّ هذه الرواية من عدّة جهات :
أولاَّ : أنها قول لإبن عبّاس لا للإمام المعصوم وقول ابن عبّاس يحتمل الخطأ والصواب لا كما هو الحال في كلام المعصوم.
ثانياً : إن الكلام يحتمل التقية كونه مع معاوية لو سلّمنا بصحّة الحديث
ثالثاً : الرواية سنيّة ذكرها الطبراني في المعجم الكبير وأخذها صاحب المواقف من هناك.
رابعاً : في كل كلام ابن عبّاس تعريضٌ بمعاوية كونه لم يلتزم بكلّ ما ذكر من المواصفات للخلفاء الأربعة الذين ذكرهم وكذلك في مدحه لبعض الصحابة مما أساء ذلك الكلام معاوية مما جعله يحوّل الكلام إلى شيء آخر كما مذكور في آخر الرواية .
خامساً : الرواية بحسب مصادر أهل السنّة لم يثبت صحتها ، قال صاحب مجمع الزوائد (ج 9 ص 108) عنها: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
9- إنّ مجرّد إشتراك عليّ (
) وأبي بكر بالزواج بنفس المرأة لا يعني أيّة فضيلة لأبي بكر فكم حصل من زواج بين مؤمن ومنافق لإمرأة واحدة بل قد تزوّج المسلمون بزوجات الكفّار بعد مفارقتهن لهم، وتربيته لمحمد لا يعطي أيّة فضيلة لأبي بكر بل يظهر عدم أحقيّة أبي بكر حيث كان محمداً معادياً لخطّه ومنهجه وسائراً على خط عليّ (
).