وكشف عنهما الهم والغم
نقل الحكاية التالية آية الله الشيخ علي أكبر النهاوندي )رضوان الله عليه) في كتابه الموسوعي (العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان ()):
وقد نقلها عن بعض ثقاة علماء طهران ومجموعة من وجهاء محافظة مازندران الايرانية، وملخصها هو أن أحد الأثرياء المتنفذين الظلمة في هذه المحافظة إدعی ملكية مزرعة كبيرة موقوفة لأعمال الخير وقال إنها تعود لجده وأن وثيقة وقفها غير صحيحة لأن جده لم يوقف هذه المزرعة بل غصبت منه فيجب إرجاعها له لأنه وارثه.
وجند هذا الظالم نفوذه والرشاوي للحصول علی شهادات عدد كبير من الأشخاص تؤيد إدعائه وحصل إستناداً الی هذه الشهادات علی أحكام قضائية لصالحه من المحاكم.
وإثر ذلك إحتدم النزاع بين هذا المتنفذ من جهة والمتولي لهذه المزرعة الموقوفة من جهة أخری، فتدخل جماعة من أهالي المحافظة وإقترحوا أن ترفع القضية الی العالم الرباني المولی محمد أشرفي المازندراني وكان عالم المحافظة المذكورة في عصره وقد عرف بالصلاح والتقوی والنزاهة فكان الجميع يقبلون بما يحكم به.
وقد وافق ذلك المتنفذ الظالم علی هذا الإقتراح إطمئناناً الی كثرة الشهادات والأحكام المؤيدة لدعواه التي حصل عليها.
أما المتولي فقد وافق ثقة بتقوی ذلك العالم الرباني لكنه بقي حائراً ماذا يفعل وظاهر الأمر يدل علی أن المولی المازندراني سيحكم لصالح ذلك الوجيه المتنفذ لما هيأه من أدلة وبينات؟
توجه الرجل وهو في حيرته تلك الی مدرسة (بلد أشرف) الدينية لعله يجد حلاً لمشكلته، دخل هذه المدرسة وجلس في زاوية منها.
وقد سيطر عليه الهم والحزن... فجاءه أحد طلبة المدرسة وسأله بألحاح عن سبب حزنه فأخبره وطلب منه حلاً لمشكلته فأجابه قائلاً: الحل أن تخرج خارج المدينة وتصلي صلاة صاحب الزمان (أرواحنا فداه)، ثم تتوسل به الی الله عزوجل لكي يكشف عنك هذا الهم والغم!
إستجاب الرجل لهذه النصيحة وخرج فوراً من المدينة وجلس في خلوة وصلی وتوسل حتی جاءه الفرج!
لقد جاءه رجل بهي الطلعة وبهيئة وزي أهل تلك المنطقة القروية، وسأله عن مشكلته فأخبره دون تردد، فأجابه: مشكلتك سهله وحلها يسير.
إذهب الی الشيخ الأشرفي وقل له انك مأمور من شخص جليل يأمرك بأن تحكم بأنّ هذه المزرعة موقوفة إستناداً الی حكمه.
وهنا سأله المتولي: وكيف سيقبل الرجل قولي مع مناصرة كل أولئك الشهود لخصمي؟ وما هي العلامة التي أقدمها له علی صحة قولي؟
أجابه الرجل: إذا تردد في الحكم فقل له: إن الذي حكم بصحة الوقف يقول لك: نحن نؤيد أمثالك لكي لا تخطأوا في الحكم والفتوی.
وعلامة صدق قولي أنني صححت لك - بهمسة في إذنك - الدعاء الذي أخطأت في تلاوة بعضه في قنوت الصلاة التي كنت تؤديها عند مقام ابراهيم الخليل () أيام حجك، ثم إختفيت عن ناظرك فجأة!
قال الشخص البهي ذلك ثم إختفی فجأةً!
عاد المتولي مسروراً الی المدينة وقد أيقن بحصول الفرج الذي كان ينتظره.
وذهب فوراً الی الشيخ الأشرفي (قدس سره) وأخبره بتفصيلات ما جری له فعرف الشيخ أن الذي أصدر حكم وقفية تلك المزرعة هو إمام العصر (عجل الله فرجه) فأصدر فوراً الحكم بوقفيتها!
وبذلك فشلت مساعي ذلك المتنفذ الظالم وقد حقق آية الله الشيخ مرتضی الحائري (رضوان الله عليه) في هذه الحكاية من أهالي محافظة مازندران فوجد أن هذه المزرعة بقيت موقوفة
!