اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
دخل دعبل الخزاعي ( رحمه الله ) على الإمام الرضا ( ) بمرو
فقال له : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة
وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .فقال ( عليه السلام ) :
( هاتها ) .فأنشده :
مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ عن تلاوة
ومنزل وحيٍ مُقفِرُ العرصاتِ
فلما بلغ إلى قوله :
أَرى فَيئَهُم في غيرهم متقسِّماً
وأيدِيهِمُ من فَيئِهِم صُفُراتِ
بكى الإمام الرضا ( ) وقال له : ( صدقتَ يا خزاعي ) .
فلما بلغ إلى قوله :
إذا وَتَروا مَدُّوا إلى واتِرِيِهُمُ
أَكُفّاً عن الأوتار منقبضاتِ
جعل الإمام ( ) يُقَلِّبُ كفَّيه ويقول : ( أجل والله منقبضات ) .
فلما بلغ إلى قوله :
لقد خفتُ في الدنيا وأيام سَعيها
وإنِّي لأرجُو الأمنَ بعد وفاتي
قال الإمام ( ) : ( آمَنَك الله يوم الفزع الأكبر ) .
فلما انتهى إلى قوله :وَقبرٌ بِبَغدادٍ لنفس زكيةٍ
تَضَمَّنَهَا الرحمَنُ في الغرفاتِ
قال له الإمام ( ) : ( أفلا أُلحِقُ لك بهذا الموضع بيتين بِهِمَا تمامُ قصيدتِكَ ) ؟
فقال دِعبل : بلى يا ابن رسول الله .فقال الإمام ( ) :
وَقَبرٌ بِطُوسٍ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ
توقّد بِالأحشَاءِ في الحُرُقَاتِ
إِلى الحَشرِ حَتَّى يَبعثُ اللهُ قَائِماً
يُفَرِّجُ عَنَّا الهَمَّ وَالكُرُبَاتِ
فقال دعبل : يا ابن رسول الله ، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟
فقال ( ) : ( قبري ، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير
طوس مختلف شيعتي وزوّاري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس
كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له ) .
ثم نهض الإمام ( ) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة
وأمره أن لا يبرح من موضعه ، ودخل الدار فأرسل له بيد الخادم
صرَّة فيها مائة دينار .فقال دعبل : والله ما لهذا جئت ، ولا قلت هذه القصيدة طمعاً
في شيء يصل إليَّ ، وردَّ الصرَّة .
وسأل ثوباً من ثياب الإمام ( ) ليتبرَّك ويتشرَّف به .
فأنفذ إليه الإمام ( ) جُبَّةَ خزٍّ مع الصرَّة ، فأخذ دعبل الصرَّة والجُبَّة وانصرف .
توقيع ياعلي مدد
ياعلي مدد
ايا زهراء كيف لُطمتِ وخدّك مقبلُ الرسول
وكيف بالسياط ألموك وأنت بضعة الرسول
وكيف يا زهراء يعصروك وصدرك مشكى الرسول