اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عناق الارواح
أيا من بَعُدَت عنا أرواحكم وبعدنا عنها .. خبرونا كيف أنتم ؟
هل ما زال البيت عامرا بالصراخ والضجيج أم قد هدأ بعد رحيلنا
أم أنه قد زاد أكثر
خبرونا كيف أصبحتم وكيف أمسيتم دوننا
بل سلونا عن حالنا كيف نحن دونكم ..
كيف نشعر بالوحشة وإقفار الدار ..
وكيف أن البيت كأنه مسكن للأشباح ..
في كل زاوية فراغ تشتعل فيه نار الفقـد ,,
وفي كل خطوة نخطوها نتخايل أطيافكم أمام أعيننا ..
وأصواتكم لا زالت تعج بها أسماعنا كل حين ,,
لا زال الصخب يحتل أذنيّ رغم أنني واقعا لا أسمع سوى الصمت
وخطواتٍ تغدو وتروح حتى بتُّ أشك أن ليس في الدنيا سوى هذين الصوتين ..
أين حكايانا التي لم تكن تنتهي
وأين القصص التي كنا نتندر بها
أين حالات الغضب التي كانت تعترينا في كل المواقف
وأين صراخي على أطفالكم
بل أين بكاء الطفلة الصغيرة وتقليدِها لكل كلمة تقال
أين وأين ... أين كل الأشياء الجميلة
لكأنما انتقلنا من العمار إلى الخراب مع أن ظاهر الأمر ليس كذلك ..
لكن ... منذ متى والأمور تؤخذ على ظواهرها
خبرونا عن دنياكم بعد الرحيل ..
وسلونا عن الكآبة التي اعترتنا ودموعنا التي طرحناها على أعتاب فراقكم ..
هل صليتم صلاة الليل أم كنتم تشعرون بالتهالك مثلنا
هل قمتم للسحور أم قد غلب النوم أجفانكم كحالنا
ونويتم الصيام وبطونكم على عروشها خاوية
هل رقدتم بإرهاق ثم نهضتم في منتصف الليل فصافحكم صمت القبور
ثم لم تجدوا أمامكم سوى الظلام فجلستم بأسى ولسان الحال منكم ينشد
هل من سلو
أم أن طفلا قد رأيتموه يلعب بجنون هنا
وآخر يضرب رفيقه هناك وثالث يطلب طعاما لأنه جائع
خبرونا عن كل هذا ثم أجيبوا
هل تسمحون لأرواحنا أن تتشرف بمعانقة أرواحكم
في ذلك السحاب الذي سبحنا فيه البارحة
أم ستختلج قلوبكم ويصعب ذلك عليكم
ثم اقترحوا عليّ حلاًّ لما أنا فيه الآن
وكأنما فقط استكملت يوما من أيامٍ قضيناها هنا
لكن صوركم قد حذفت ونفسي أصابتها غربة ووحشة ..
غربة رغم أنه من المفترض أنني في موطني ..
وهل يكون الوطن وطنا إن كان خاويا من الأهل والأحباب
خبروني عن كل شيء
ثم دعوني أكتب قصيدة سيمليها عليّ ألمي في رثاء ذاتي
فقد أظلم قلبي ساعة وداعكم ..
؟؟؟ من ايميلي
توقيع ياعلي مدد
ياعلي مدد
ايا زهراء كيف لُطمتِ وخدّك مقبلُ الرسول
وكيف بالسياط ألموك وأنت بضعة الرسول
وكيف يا زهراء يعصروك وصدرك مشكى الرسول