[كاظم الحسيني الذبحاوي]

صدر حديثاً في كربلاء


أصدرت العتبة الحسينية المطهرة العدد الأول من مجلتها الجديدة [المصباح] وهي:{ مجلة فكرية فصلية محكّمة ـ تعنى بالدراسات القرآنية تصدر عن دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة}. ورئيس تحريها محمّد علي هدو ،وهو مدرس للغة العربية في كربلاء يهتم بالأبحاث القرآنية السائدة في الجامعات الإسلامية ،وهي أبحاث يغلب عليها الطابع الدراسي باعتبارها أبحاث تراثية ، ليس من شأنها إشاعة الثقافة القرآنية داخل ساحة المسلمين، بقدر مراعاتها المنهج التقليدي السائد، ذلك المنهج الذي امتلأت به المكتبة الإسلامية منذ عهد بعيد ،وهو المنهج الذي لاشكّ ترعاه الحكومات لأنه لم يشكل خطراً عليها ،لذا فقد اكتست بعض المواضيع التي نشرتها هذه المجلة بصبغة ( بحوث الترقية) لأساتذة الجامعات ،وحالها في ذلك حال أكثر المجلات المماثلة . ولكن على الرغم من ذلك فقد حوت هذه المجلة بعضاً من الأبحاث المفيدة الرصينة ،كبحث المفهوم الحركي للقرآن الكريم للباحث القرآني مكي قاسم البغدادي. و بصائر في سورة العصر للشيخ محمد مهدي الآصفي؛ إلاّ أنّ أكثر البحوث هي من النوع الأول التي لا يمكن أن ينتفع منها غير فئة من الباحثين فقط .ولقد دار بيني وبين سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بوصفه المشرف العام على هذه المجلة وقبل صدورها بأشهر ضرورة اتخاذ هذه المجلة المزمع صدورها منبراً حسينياً لإشاعة ثقافة القرآن ،لا منبراً تُنشر بوساطته بحوث الأساتذة ،ولمّا لمستُ إصرار القائمين على عدم قناعتهم التامة بما أذهب إليه، أو قل عدم تحمسهم لما ذكرته للشيخ عبد المهدي بحضور محمّد علي هدو نفسه ، فتقدمت بطلب تحريري طلبتُ فيه إعفائي من عضوية اللجنة الاستشارية وتقويم الأبحاث المقدمة إلى المجلة قبل نشرها، فمحي اسمي من النشرة التي فيها هيكل المجلة ،وأصدروا بياناً آخر يحوي حشداً من أساتذة اللغة العربية والبلاغة والنحو والتأريخ ،ممّن يمسكون بأدوات الفن الذي أقامته الحكومات عبر تأريخ المسلمين ، تلكم الأدوات التي أسموها بـ ( علوم القرآن )!!
هذا ولقد امتنع جمعٌ من الباحثين المعروفين من تقديم أبحاثهم إلى هذه المجلة ، فمنهم الدكتور محمد حسين الصغير أستاذ علم البلاغة في جامعة الكوفة ،وكذا غيره .