|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
جواب السؤال الثالث من أسئلة سورة الرعد
بتاريخ : 12-Nov-2010 الساعة : 08:56 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الرسالة الثالثة
ماذا يقول القرآن عن نفسه ،هل هو كتاب يعسر فهمه ولا يمكن إدراك مغازيه إلاّ من قبل فئة من الناس ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال لابُدَّ من الإشارة إلى أنَّ تشابهها وتداخلاً يقع بين هذه الأسئلة ،وهو لاشكَّ تشابهٌ محتملٌ ومقصودٌ منّي لتقديري بالحاجة إلى التكرار لخطورة المباحث التي تحملها هذه التساؤلات من الناحيتين السياسية والكلامية ، حيث لم يسبق لأغلب الأساتذة العظام أن خاض أحدهم هذا المضمار لأسباب أعرفها ،قد تأتي المناسبة للحديث عنها فيما بعد . فلا يسأمَنَّ أحدٌ منَ الأعزاء ممّا يراه من تكرار لبعض الإشارات هنا وهناك ،والله المسدد للصواب بمنّه وجوده وكرمه .
وهنا أجد من الضروري التذكير بحقيقة أنَّ عزوف المسلمين عن اتخاذ القرآن مثابةً لهم في مفردات حياتهم الدنيوية ،يُشكّلُ نتيجةً تراكمت في أذهان الملايين منهم ،يتحمَّل الوزر الأكبر منها أصحاب المحابر والمنابر الذين جعل الأغلب منهم خدماً عند سلاطينهم عبر تأريخ المسلمين الطويل .
هذا . .
وليس أدلُّ على هذا العزوف من انصراف فئة الشباب المسلم ،بوصفها أخطر فئة داخل النسيج الاجتماعي ، عن الاقتراب من هذا القرآن الذي فيه خير الذين من قبلهم وخير الذين من بعدهم .
لقد ذكرت في (خطابٍ وتعريفٍ) وهو الذي جعلته مقدمة لكتاب : معاً إلى القرآن ، ذكرتُ أنَّ الأمويين أشاعوا في الأمّة تأويلاً منحرفاً للأحاديث الشريفة التي تنهى المسلمين عن التفسير بالرأي ،وهي أحاديث صحيحة ،لكنَّهم صرفوا مرادها إلى وجهة تحقق أحلامهم ،فتمَّ لهم ما حلموا به ؛إذْ لا تزال الساحة الإسلامية تلهجُ بهذا التأويل المنحرف لاعتيادها أن تأخذ علومها من منبع واحد وهو المنبر التقليدي الذي يجهد المتسلطون عبر التأريخ أنْ يَبُثوه في الأرجاء ؛وهو وإنْ كان ، فلامناص من قيام المسلم المكلّف من تحصيل علومه من مصادر أخرى يكون البحث مستمراً عن وثاقتها .
لقد وظَّف أولئك جمعاً من أصحاب المنابر والمحابر لتثبيت هذا التأويل المنحرف لأحاديث المنع هذه ،فمن تلكم التوظيفات أنهم قرروا أن القرآن كتاب غريبة ألفاظه يستدعي الحال الرجوع إليهم لفكّ رموزه ،وحلّ طلاسمه ،فصدَّق الملايين هذه الأطروحة التي قدَّموها لهم بأغلفة أسلامية ،في ظلِّ جهل عريض بالحقائق الجوهرية ،وترهيبٍ وإقصاء تعرَّض له حَمَلَة القرآن الحقيقيون . وإنك تجد ـ بعد إيراد الأمثلة القرآنية ـ أنَّ المرجعية التي ادَّعاها (معلموا القرآن) مرجعية زائفة !
أما الأمثلة القرآنية ،فهذه بعضها : ـ
1ـ إنّا أنْزَلْناهُ قرآناً عربياً لّعلَّكم تعقلون ـ يوسف :2 أي أنزلناه بلسانكم أيها العرب فأنتم تفهمونه ولا يسعكم بالجهل وأنتم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان .
2 ـ ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين ـ النحل : 89 .
3 ـ إنََّ هذا القرآنَ يهدي للتي هيَ أقوم ـ الإسراء : 9 . وعبارة(التي هي أقوم ) جاءت مطلقة من أي قيد ،فيكون من أفرادها الفهم لهذا القرآن .
4 ـ فَإِنَّما يَسَّرناهُ بـِلِسانك لتُبَشّرَ به المتَّقين وتُنذرَ به قوماً لُدّاً ـ مريم : 97 .
5 ـ طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين * هُدًى وبشرى للمؤمنينَ ـ النمل : 1ـ2 .
6 ـ أوَ لم يكفهمْ أنّا أنزلنا عليك الكتاب يُتلى عليهم إنّ في ذلك لرحمةً وذكرى لقوم يؤمنون ـ العنكبوت :51 .
7ـ اللهُ نزَّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانيَ تقشعرُّ منه جُلودُ الذين يخشون ربهم تم تلينُ جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هُدى اللهِ يهدي به مَن يشاء ومَن يُضلِلِ اللهُ فما له من هاد ـ الزمر :23 .
8 ـ ولقد يسَّرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر ـ القمر : 17 .
فمن مجموع هذه الأدلّة القرآنية نخرج بنتيجة مُفادها : إنَّ تدبُّر وتمعن معاني القرآن ميسورٌ للمسلمين العرب بالتحديد ، لا بنحو التفسير الذي أوضحنا المراد منه في (خطاب وتعريف).
والسلام عليكم . 26 / 5 / 2010 .
|
|
|
|
|