|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
نداء الغدير، الولاية والحكومة
بتاريخ : 25-Nov-2010 الساعة : 03:28 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم السلام عليكم ورحمة الله
نداء الغدير، الولاية والحكومة
التاريخ: صباح 2 شهريور 1365. ش/ 18 ذي الحجة 1406. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الموضوع: نداء الغدير، الولاية والحكومة
المناسبة: عيد غدير خم الأغر
الحاضرون: السيد علي الخامنئي (رئيس الجمهورية) أكبر الهاشمي الرفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الإسلامي)- المسؤولون الإداريون والعسكريون، علماء الدين مسؤولوا أركان الدفاع في البلاد
المصدر: صحيفة الإمام، ج20، ص: 95
نداء الغدير، الولاية والحكومة
آمل أن يكون هذا العيد مباركاً على جميع الشعوب المظلومة، لاسيما الشعب الإيراني النبيل. أسأل الله تعالى أن يلقي نظرة خاصة على هذه الأمة العظيمة الحاملة للواء الإسلام في هذا العصر، وأن يهبها عناية متميزة.
ما عساني قائلاً حول شخصية أمير المؤمنين، وما عسى غيري يقول. يستحيل أن يستوعب البشر أبعاد هذه الشخصية العظيمة حتى لو تكلموا أشهر. من وصل إلى مرحلة الكمال، وكان مظهراً لجميع أسماء الله جل وعلا وصفاته، يجب أن يكون عدد أبعاده مساوياً لأسماء الباري تعالى (أي ألفاً)، وليس بمقدورنا تبيين بعد واحد منها. لقد اجتمعت الأمور المتناقضة في هذه الشخصية، ولا يستطيع المرء الإحاطة به والتحدث عنه؛ انطلاقاً من ذلك، الأفضل لي الصمت في هذا الخصوص. لكنّ هناك مسألة يحسن بي تناولها، وهي عبارة عن الانحرافات التي تعرضت لها الشعوب وخاصة شيعة الإمام علي علىّ مر العصور، والأيادي التي أوجدت تلك الانحرافات والدسائس والمؤامرات على امتداد التاريخ، ومنها ما حدث في السنوات الأخيرة.
لا تعتبر قضية الغدير بذاتها أمراً مهماً لأمير المؤمنين ، إنّه هو الذي أوجدها. لقد أحدث ذلك الوجود المبارك الذي يعد مصدراً لجميع الأمور قضية الغدير. لا قيمة للغدير بالنسبة له؛ ما يملك القيمة هو الإمام نفسه، وجاءت قضية الغدير على أثره. لما لاحظ الله تبارك وتعالى أن لا شخص بعد رسول الله يستطيع إجراء العدالة كما ينبغي وبكل ما للكلمة من معنى سوى ذلك الرجل، أمر رسوله الكريم بتنصيبه خليفة وقائداً للحكومة الإلهية. ولا يعد تنصيب الإمام خليفة من مقاماته المعنوية، بل إنّ مقاماته المعنوية الجامعة هي التي أوجدت الغدير.
إنّ تبجيل وتقديس يوم الغدير ليس لأجل أنّ الحكومة شيء مهم، تلك الحكومة التي يقول بحقها الإمام لابن عباس: «واللهِ لهذهِ النعلُ أحبُّ إليّ من إمرتكُم»[1]، بل كل ما في الأمر إقامة العدل. فلو سنحت الفرصة للإمام وأولاده لأقاموا العدل بما يرضي الله، لكنّهم لم يحصلوا على الفرصة الكافية. لا يُحيا هذا العيد لإنارة المصابيح في الشوارع وقراءة القصائد والمدائح، فبرغم أنّ هذا جيد ومطلوب، لكنّه ليس المهم في الموضوع.
المهم أن نتعلم كيف نقتفي أثر الإمام ونحذو حذوه، ونتعلم أنّ الغدير لا يختص بذلك الزمان فقط، بل يجب أن يوجد في جميع العصور والأزمنة، ونتعلم أنّ النهج الذي سار عليه الإمام يجب أن يكون نهجاً لجميع الشعوب والأمم وقادته وموظفيه. قضية الغدير قضية إنشاء حكومة، وهذا من شأنه التنصيب، ولا تستحصل المقامات المعنوية بالتنصيب، لكنّ تلك المقامات التي كان يتمتع بها الإمام وشموليتها جعلت منه خليفة وقائداً منصباً من قبل الباري عز وجل، ولهذا نلاحظ أن الصلاة والصيام وأمثالها تأتي عرضاً، والولاية هي المنفذة لها. تلك الولاية التي تعني الحكومة في حديث الغدير لا المقام والمنـزلة المعنوية. الإمام أمير المؤمنين كما قلت فيما يتعلق بالقرآن الكريم بأنّه نـزل على شكل منازل مختلفة قد تصل إلى سبعين أو أكثر، ثم صار بأيدينا بشكله المخطوط، فالأمير كذلك، ورسول الله كذلك. فقد طويت المراحل وأنـزلوا من ذلك الوجود المطلق والجامع حتى وصلوا إلى عالم الطبيعة، واستقر هذا الوجود المقدس وذلك الوجود المقدس وأولياء الله العظام في عالم الطبيعة. بناءاً على هذا، ليس من الصواب اعتبار أنّ حديث الغدير يريد أن يمنح الأمير سمة معنوية أو شأناً خاصاً أو ميزة معينة. الإمام هو الذي أوجد الغدير ومقامه الشامخ جعل الله تعالى يختاره خليفة وولياً.
[1] نهج البلاغة، الخطبة 33.
دار الولاية للثقافة والاعلان
|
آخر تعديل بواسطة موالية صاحب البيعة ، 25-Nov-2010 الساعة 03:33 AM.
سبب آخر: اضافة المصدر
|
|
|
|
|