اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
للسجود فضائل كثيرة وآثار محمودة ونتائج طيبة تعود بالخير على الساجد نفسه في عاجلته وآجلته، وبما أنّ للسجود حالات وأوصافاً متعددة لذا كانت نتائجه موافقة لحالاته وأوصافه، فقد يكون السجود طويلاً وكثيراً مصحوباً ببكاء الساجد وخشيته الشديدة من الله عزّ وجلّ، كما قد يكون قليلاً وسريعاً كنقر الغراب، وقد نهى عنه رسول الله وسلم بقوله : « إذا سجدت فمكّن جبهتك من الاَرض ولا تنقر نقراً » (1)لاَنّه لايتمكن من السجود ولا يطمئن فيه.
وعن الاِمام الصادق أنّه قال: « أبصر أمير المؤمنين رجلاً وهو ينقر بصلاته فقال: منذُ كم صليت بهذه الصلاة؟ فقال له الرجل: منذ كذا وكذا. قال : مثلك عند الله مثل الغراب إذا ما نقر، لو متَّ، متَّ على غير ملة أبي القاسم وسلم، ثم قال أمير المؤمنين : إنّ أسرق السراق من سرق من صلاته » (2)، وقد يكون وسطاً بين هذا وذلك.
والسجود الذي نروم الحديث عن فضله وآثاره ليس سجود المرائين والمنافقين القائم على أساس بلوغهم أهداف خسيسة زائلة، ومقاصد حقيرة عاجلة، فلا شكّ أنه ليس له من تلك الآثار نصيب، ولا لفاعله إلاّ الخيبة والخسران.
وإنّما هو السجود الصادق لله عزَّ وجلّ وإن اختلفت شدته ورتبته من ساجد إلى آخر، وبالجملة فإنّ السجود الصادق لله عزَّ وجلّ له من الآثار والفضائل مايجلّ وصفها، وسوف نذكر ما تيسر لنا منها اهتداء بأحاديث النبي وسلم وآله ، وعلى النحو الآتي:
.1- مدح الساجدين في القرآن الكريم:
لقد مدح الله تعالى الساجدين في أكثر من موضع، ولا سيّما ممن جمع مع السجود الجهاد في سبيل الله وتحلّى بمكارم الاَخلاق، لاَنّ السجود بطبيعته خضوع لله تعالى، لذا فإنّه يستوجب الزهد بكلِّ شيء من أجله تعالى، والاقبال على ما يوفّر رضاه ومحبته، قال تعالى: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) (1).
أي أنّ سجودهم لله تذللاً وتخشعاً أثّر في وجوههم أثراً، وهو سيماء الخشوع لله، ويعرفهم به من رآهم، وقيل: المراد أثر التراب في جباههم لاَنهم كانوا إنّما يسجدون على التراب، لا على الاَثواب (2).
روي عن أمير المؤمنين وهو يشير إلى هذا الصنف من الناس بقوله : « إنّي لاَكره للرجل أن أرى جبهته جلحاء ليس فيها أثر السجود.. » (1).
وروي أنّ الاِمام زين العابدين قال في معرض رده على قوم يزعمون التشيع لاَهل البيت : « أين السّمَتُ في الوجوه؟ أين أثر العبادة ؟ أين سيماء السجود؟ إنّما شيعتنا يعرفون بعبادتهم وشعثهم، قد قرحت العبادة منهم الآناف ودثرت الجباه والمساجد » (2).
2-ـ اتخاذ إبراهيم خليلاً لكثرة سجوده:
من الآثار المباركة لكثرة سجود النبي إبراهيم ، أن اتخذه الله خليلاً، كما يدلك على هذا حديث الاِمام الصادق وقد سُئل: لِمَ اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟
فقال : « لكثرة سجوده على الاَرض »
3-مباهاة الرب عزَّ وجلّ الملائكة بالعبد الساجد:
من وصايا الرسول الاَكرم وسلم لصاحبه أبي ذر الغفاري رحمه الله وهو يرشده إلى أعمال يحبّها الله تعالى ويباهي بها الملائكة قال وسلم: « يا أبا ذر، إنّ ربك عزَّ وجلَّ يباهي الملائكة بثلاثة نفر ـ إلى أن قال وسلم ـ ورجل قام من الليل فصلّى وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول الله تعالى: اُنظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي ساجد » (1).
وروى الحسن بن علي الوشاء عن الاِمام أبي الحسن الرضا قال: سمعته يقول: « إذا نام العبد وهو ساجد قال الله عزَّ وجلَّ للملائكة: اُنظروا إلى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي » (2).
ومن وصايا النبي الاَكرم وسلم لاُسامة بن زيد: « يا اُسامة، عليك بطريق الحق ـ إلى أن قال ـ يا اُسامة، عليك بالسجود، فإنّه أقرب ما يكون العبد من ربّه إذا كان ساجداً، وما من عبد سجد لله سجدة، إلاّ كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، وباهى به ملائكته » (3).
4ـ السجود طاعة لله تعالى ونجاة للساجد:
أخرج الشيخ المفيد رضي الله عنه بسنده عن أمير المؤمنين الامام علي حديثاً تضمّن جملة وصايا حيث ركّز فيها على طول السجود باعتباره طاعة لله عزَّ وجل ونجاة للساجد قال : «... ولا تستصغروا قليل الآثام، فإنّ القليل يحصى ويرجع إلى الكثير، وأطيلوا السجود فما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً لاَنه أُمر بالسجود فعصى وهذا أُمر بالسجود فأطاع فنجا » (1).
5-كثرة السجود تحتّ الذنوب:
إنّ كثرة السجود تدلّل على استمرار تذلّل العبد لربه العظيم وطلب المغفرة وتطهيره من الذنوب لما في السجود من تجسيد حقيقة العبودية بعد نفي التكبر والتمرّد والعصيان.
جاء رجل إلى رسول الله وسلم فقال: يا رسول الله، كثرت ذنوبي وضعف عملي، فقال له وسلم: « أكثر من السجود، فإنّه يحتّ الذنوب كما تحتّ الريح ورق الشجر »
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمدوعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
أحسنت أختنا الغالية alaml على هذا الموضوع الشيق والمهم ولقد عرف الإمام الجواد بصاحب السجدة الطويلة والإمام السجاد بسيد الساجدين
كما أن السجود له أهمية كبيرة للإنسان من الناحية الطبية
يختزن الإنسان يومياً عدداً كبيراً من الشحنات الكهربائية التي تسبب له الإجهاد وبعض الأمراض التي قد تهدد جسمه إن لم يتخلص منها
لذلك فبما أن الأرض تعد مستودعاً ضخماً للشحنات الكهربائية فإنها لا تتأثر بالشحنات التي تنتقل منها أو إليها
فسجود الإنسان لله سبحانه وتعالى وخضوعه التام والإقرار له بالعبودية يساعد على إنتقال الشحنات المختزنة بداخله إلى سطح الأرض ( التربة الحسينية ) وبذلك تصبح تربة الحسين دواء شافياً لنا من الأمراض ( والشفاء في تربته ) كيف لا وهي أفضل تربة على سطح الأرض اختارها الله لتكون موضعاً لثرى إبن بضعة النبي وسلم
( السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين )
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك