موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
 
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )إن الحسين صلوات الله عليه مصباح الهدى وسفينة النجاة
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 225
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي شرح خطبة الوداع ( د لبيب بيضون )
قديم بتاريخ : 29-Dec-2010 الساعة : 05:40 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


زودنا الدكتور لبيب بيضون مشكوراً هذا الموضوع
++++++++++++++++++++++++++++
شرح خطبة الوداع


(حين خرج الحسين (ع) مِن مكة إلى العراق )


خطب الإمام الحسين (ع) قبيل خروجه إلى العراق خطبة الوداع لمكة ، قال فيها :

الحمد لله وما شاء اللّـهُ ولا قوةَ إلا بالله وصلى اللّـهُ عَلى رسوله .
" خـُطَّ الموتُ عَلى وُلد آدمَ مَخَطَّ القِلادة عَلى جِيد الفتاة . وما أولهني إلى أسلافي اشتياقَ يعقوب إلى يوسف !. وخِيرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه . كأني بأوصالي تقطـّعها عُسلانُ الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأنَ مني أكراشاً جـُوَفاً وأجربةً سُغباً . لامحيصَ عن يَوم خُطَّ بالقلم . رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر عَلى بلائه ويوفّينا أجور الصابرين . لن تَشُذَّ عن رَسُول الله لـُحمته ، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس ( أي الجنة ) ، تَقَرّ بهم عينه ، ويُنجـَز بهم وعده . ألا ومَن كان فينا باذلاً مُهجته ، موَطّـِناً عَلى لقاء الله نفسه فليرحلْ معنا ، فإني راحلٌ مُصبِحاً إن شاء الله تَعالَى ".

شرح الخطبة :
يقول (ع) في هذه الخطبة :
( خـُطَّ الموتُ عَلى وُلد آدمَ مَخَطَّ القِلادة عَلى جِيد الفتاة ) .
نعم إن الموت محيط بكل الآدميين ، فكما أن الطوق الذي تضعه الفتاة حول عنقها ، لا يمكن للعنق أن يخرج منه لأنه محيط به ، كذلك الموت يحيط بنا مِن كلّ جانب ، فلا يمكننا الإفلات منه ، فهو قدَر حتمي على كلّ إنسان .

ثمّ يقول :
( وما أولهني إلى أسلافي ، اشتياقَ يعقوب إلى يوسف ! ) .
الوله : هو شدة الشوق والحنين . فالإمام الحسين (ع) بعد أن بيّن حتمية الموت ، وأنه لا مفرّ منه مهما طال العمر ، قال : إنني في هذه الأوضاع العصيبة التي صرت إليها ، أحسّ بشوق كبير إلى لقاء أسلافي الذين سبقوني ، وهم النّبي (ص) والإمام علي (ع) وفاطمة الزهراء (ع) والحسن (ع) ، وإن شوقي إليهم شديد كاشتياق يعقوب إلى يوسف (ع) . وكيف لا يتوق إلى اللحاق بهم ، وهم في حظيرة القدس خالدون ، وفي مقعد الصدق منعَّمون ؟!.

ووجه الشبه بين الحالين كبير ، لأن يعقوب كان شوقه كبير لابنه يوسف ، لعلمه أنه حيّ يرزق ولم يمت ، وكذلك الحسين (ع) فان شوقه كبير إلى جده وأبيه وأمه وأخيه ، لعلمه بأنهم جميعاً أحياء عند ربهم يرزقون ، وأنه هو أيضاً إذا استشهد فسوف ينضمّ إلى مقعدهم القدسي عند المليك العظيم .

ثمّ يقول (ع) :
( كأني بأوصالي تقطـّعها عُسلانُ الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأنَ مني أكراشاً جـُوَفاً وأجربةً سُغباً ) .
عُسلان الفلوات : ذئابها . والأوصال : هي الأعضاء . الأكراش : جمع كرش . وجـُوَفا : أي واسعة . والأجربة : الأوعية . والسُّغب : الجائعة .

هذا الكلام كناية عن قتله (ع) ونبذه بالعراء وتركه عرضة لما ذكر . والمعنى هنا مجازي ، إذ أن جسم المعصوم لا تقربه الوحوش ولا تمسّه بسوء . والمعنى أنه (ع) ستقتله عصابة وتسلبه ، وتوزّع أهله وتسبي نساءه وأولاده ، عصابة هي أشبه ما تكون بذئاب الفلوات الجائعة ، تقطّع أوصال القتيل وتبعثر أعضاءه . وكنّى (ع) عن أهله وأولاده بالأوصال ، لأن صلتها به تنقطع بوفاته . بينما شبّه أعداءه بالذئاب الضارية ، التي ستهجم عليه فتقطع عضوه الأول علي الأكبر ، وعضوه الثاني عبد الله الرضيع ، وعضوه الثالث العباس ، وعضوه الرابع القاسم بن الحسن (ع) ... وهكذا .

وكأنهم في عملهم هذا ذئاب جائعة تريد أن تشبع نهمها وتملأ أجوافها . فأعداء الحسين لم يشبعوا حقدهم الدفين إلا بتقطيع أوصال الحسين (ع) وقتل عترته الطاهرة .

إن هذه المعركة التي يتنبأ بها الحسين (ع) قبل خروجه مِن مكة إلى العراق ، سوف يكون ميدانها الفلوات الواقعة بين النواويس وكربلاء .

النواويس : أرض تقع شمال غربي كربلاء . والنواويس جمع ناووس : وهو مِن القبر ما سدّ لحده . وكانت بها مجموعة مقابر للنصارى والأنباط ، واليوم يقال لها أراضي الجمالية . وقيل : إنها في المكان الَّذي فيه مزار الحر بن يزيد الرياحي .

وأما كربلاء فهي مؤلفة مِن كلمتين : كرب بمعنى معبد ، وإبلا بمعنى الإله ؛ فهي تعني معبد الإله . فقد كانت منذ القديم مكاناً لعبادة الناس ، ثمّ شاء اللّـهُ أن يدفن فيها الحسين والعترة الطاهرة (ع) فتعود كما كانت منارات للعبادة والتقوى .

أما نهر الفرات الجاري إلى الجنوب ، فعندما يصل إلى ( المسيَّب ) ينشطر إلى فرعين ؛ فرع غربي قريب مِن كربلاء يدعى العلقمي ، وفرع شرقي تقع عليه الحلّة ، وبين الفرعين تقع مدينة ( بابل ) التي كانت عاصمة الدولة البابلية ، وكان فيها الحدائق المعلقة ، وهي إحدى عجائب الدنيا السبع ، ثمّ اندثرت وبقيت أطلالها ، تشهد على حضارة إنسانية غابرة .

وفي حين بنى البابليون وغيرهم حضارات مادية شامخة ، لم تلبث أن اندثرت ، فإن الحسين (ع) بنى في كربلاء حضارة لا تندثر ؛ هي حضارة الحقّ والعدل والحرية الإباء ، وعلّم الإنسان كيف يعيش حراً أو يموت عزيزاً .

* * *

وأما مَن ظنّ أن الحسين (ع) تأكله الذئاب والسباع فعلاً ، فهذا وهمٌ منافٍ لقدسية الإمام (ع) وأن جسده يبقى سليماً دون أن يفنى ، كما ثبت عن الأنبياء والمعصومين جميعاً ؛ فضلاً عن أن تأكلهم الوحوش . فالحيوانات تعرف قدر المعصوم أكثر مِن الناس ، ولا تتعرض له بأي أذى ، بل إن بعضها يعرف للإمام حرمةً لجسده بعد موته ، فتلتجئ إلى قبره وتلوذ به عندما تشعر بأي خطر ، كما حصل لمرقد الإمام علي (ع) الذي كانت تعوذ به غزلان النجف ، وكان سبباً لكشف مرقده الشريف في عهد هارون العباسي في قصة مشهورة .

ويمتدّ هذا الأمر إلى كافة الشهداء ، الذين يظلّ جسمهم طرياً بعد الموت ، ولا يبلى أو يتعفن ، بل تنضح منه رائحة كرائحة المسك ، كما ثبت لجون مولى أبي ذرّ الغفاري . أما الحر بن يزيد الرياحي فحين اختصم العلماء حوله ، هل مات مذنباً أم مغفوراً له ، فقال أحدهم للوالي : نكشف قبره ، فإن وجدناه لم يفنَ كان شهيداً . فلما كشفوا عنه وجدوه كما هو ، كأنه مات في تلك اللحظة ، ولما حرّكوا العصابة التي على رأسه ، نزّ الدم مِن جرحه ، فكبّروا وعرفوا حرمة الحرّ ، وأن الله قبل توبته ، وأنه مِن أعظم الشهداء .

وفي دمشق حدث دليلان حيّان على صحة ما نقول .
الحادثة الأولى :
فحين أرادوا إصلاح قبر الطفلة رُقـَيّة بنت مولانا الحسين (ع) داخل باب الفراديس ( العمارة ) حملها السيد إبراهيم مرتضى خلال إصلاح القبر ، ووضعها في حضنه وهي في كفنها الأبيض ، فلما كشفه وجدها نائمة وكأنها توفيت لحينها ، ثمّ أعادها إلى مثواها . وجرت في تلك الحادثة كرامات كثيرة (1).
الحادثة الثانية :
ولما كُشف عن الرؤوس الستة عشر في مقابر أهل البيت (ع) في باب الصغير ، عند إصلاح مقام رؤوس الشهداء وتوسيعه ، وجدت الرؤوس سليمة بلحمها ودمها وكأنها قطعت الآن ، وفيها رأس علي الأكبر والعباس والقاسم ابن الحسن (ع) وبقية شهداء أهل البيت (ع) ، ومعهم رأس الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر .

فالسلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله الحسين (ع) ، والسلام على المستشهدين معك ، ورحمة الله وبركاته .
=========================================
د لبيب بيضون - دمشق العقيلة
إلى روح والديه الفاتحة

(1) للاستزادة مِن ذلِكَ راجع كتابنا ( موسوعة كربلاء ) ج2 ص 620 - 623 .


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 

 

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc