موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
 
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )إن الحسين صلوات الله عليه مصباح الهدى وسفينة النجاة
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 225
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي من أعماق عاشوراء(أبو زهراء الدمشقي)
قديم بتاريخ : 30-Dec-2010 الساعة : 05:17 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسمه تعالى

كما عودتنا الأخ الأستاذ أبو زهراء الدمشقي أن يزود منتدانا في موسم عاشوراء بموضوع جديد حول المناسبة
فقد أرسل لنا مشكوراً هذا الموضوع ، فنسأل الله أن يوفقه إلى المزيد من الدراسات الولائية .



من أعماق عاشوراء (1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله وبالله، والحمد لله، وصلى الله على أحبائه محمد وآله الطاهرين..
سلامٌ على آل ياسين، السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين ورحمة الله وبركاته، أشهد أن دمك سكن في الخلد واقشعرّت له أظلّة العرش وبكى له جميع الخلائق.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بقية اللّهِ في الأرضين اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللّهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ ويُفَرَّجُ بِهِ عَنْ الْمُؤْمِنينَ. إليك يا مولاي أرفع بخجل موضوعيَ المتواضعَ مشفوعاً بأحر وأصدق آيات العزاء باستشهاد جدك المعظم الإمام الحسين .

قبل أن أدخل في الموضوع أحببتُ أن أنقل لكم دون تعليق هذا الخبرَ الصغيرَ الخطيرَ الذي طالعتُه مؤخراً وأوجهه إلى أولئك الذين توقفوا عند قولِ مولاتِنا زينبَ في الكوفة: أفعجبتم أنْ تمطرَ السماءُ دماً.....فقد كتب أحدُ المؤلفين الإنكليز في كتابه تاريخ الإنكليز، والمؤلف عام 1954 للميلاد الأحداثَ التي مرت بها الأمّةُ البريطانيةُ منذ عهد المسيحِ إلى عصرنا الحاضر، وعندما وصل إلى أحداث العام 685 للميلاد ذكر العبارة التالية، أنقلها مترجمةً إلى العربية بالحرف الواحد ...
يقول الكاتب: في هذه السنة أمطرت السماء دماً وأصبح الناس في بريطانيا فوجدوا أن ألبانَهم وأزبادَهم قد تحولت إلى دم.....
في أمالي الصَّدوق وبعد حديث طويل عن مقتل الحسين (ع) تقول أم سلمة للرسول الأعظم ( يا رسول الله، سلِ الله أن يدفعَ ذلك عنه. قال : قد فعلتُ فأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إليَّ: أنَّ له درجةً لا ينالُها أحدٌ من المخلوقين، وأنَّ له شيعةٌ يَشْفعون فيُشفَّعون ، وأن المهديَّ من وُلْده ، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين، وشيعتُه همْ واللهِ الفائزون يومَ القيامة)
فالمسألة عظيمةٌ ومهولة أيُّها الإخوة.
فالإمامُ الحسينُ (ع) كان لا بد أن يستشهد في عاشوراء من أجل تحقيق أمورٍ ثلاثة:
أولُها: أنه نال تلك الدرجة من القرب الإلهي التي لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يدركَها أو أن يصل إليها.
ثانيْها: أنَّ شيعتَه يكونُ لهم حقُّ الشفاعة يومَ القيامة!
وثالثُها: أنّ وجودَ وليِّ العصرِ أرواحُنا له الفداء ودولةِ الحق العالميةِ التي تمتد إلى يوم القيامة، كلُّها ثمرةُ استشهاده.... ومن هنا يبدأ موضوعنا!!

فهناك وظيفة أساسية للدين لم تتحقق كاملةً بعد، وهي التي أوجد الله تعالى كلَّ الكون من أجلها، ألا وهي حاكمية القرآن على كامل الأرض وظهور الدين الإسلامي على الدين كله... فلعله قد تحقق ذلك في زمن الرسول الأعظم في بعض الأصقاع والمدن، أما الحاكميةُ للقرآن جُملة وتفصيلاً في كل مكان فتلك الوظيفة التي من أجلها ادخر الله حجته على خلقه الإمامَ الحجةَ بنَ الحسن أرواحُنا له الفداء. فالعدل أصل من أصول ديننا، والعدل اسم من أسماء الله عزّ وجلّ ولا بد أن يكون لهذا الاسم واقعٌ وتطبيق على هذه الأرضِ كي تتحقق الغايةُ من خلق الدنيا. ومن أجل قيام دولة العدل الإلهي، دولة الإمام المهدي المنتظر في آخر الزمان لابد من توفر عناصر هامة:
أولها: توفر دستور وشريعة إلهية كاملة لدولته، وهو القرآن الكريم مجسداً ببيانات وسلوك الرسول الأعظم وأهل بيته المعصومين عليهم الصلاة والسلام.

والعنصر الثاني: وجود زخم عاطفي وجداني يربط عموم الأمة الإسلامية بالقرآن والدين، وكانت هذه من أقصى غايات الإمام الحسين (ع) التي حققها في عاشوراء حيث ربط الأمة الإسلامية بدينها إلى اليوم الموعود ربطاً عاطفياً وجدانياً لا يضعُف ولا يزول بل يزداد اضطراماً وتأججاً يوماً بعد يوم، إنّ قضية الحسينِ وعاشوراءَ هامة وعظيمة إلى حد أن أبي بن كعب كان عند النبي عندما دخل عليه الحسين، فرحب به النبي وقال له: مرحباً بك يا أبا عبد الله يا زين السموات والأرضين! فتعجب أبيٌّ منَ احترام النبي لهذا الطفل وتكنيتِه له، ووصفِه له بأنه زينُ السماوات كلِّها وزينُ الأرضينَ كلِّها! فقال للنبي: وكيف يكون يا رسول الله زين السموات والأرضين أحدٌ غيرُك؟ قال: يا أبيُّ، والذي بعثني بالحق نبياً، إن الحسين ابن علي في السماء أكبرُ منه في الأرض، وإنه لمكتوبٌ عن يمين عرش الله عزّ وجلّ: مصباحُ هدىً وسفينةُ نجاة... فالنبيّ الأكرمُ في معراجه اخترق السموات واحدةً تلو الأخرى، وتجاوز الكرسي، ثم عَبَرَ عن سبعينَ ألفَ قائمة للعرش! وعندما وصل إلى منتهى المطالب والمقاصد رآها هناك! رأى مكتوباً عن يمين عرش الله عزّ وجلّ أن الحسينَ مصباح هدى وسفينة نجاة.
إنَّ هداية البشرية وصرحَ هدايتها له سبب وعلة محدِثة، وعلة مبقِية، والعلة المحدِثة هي بِعثةُ الأنبياء صلوات الله عليهم، من نبي الله آدم إلى النبي الخاتم صلوات الله عليهم أجمعين. والعلة المبقية للهداية إنما هي الولاية الكبرى، ولاية الأئمة من العترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام. والحسين بينهم محورٌ وقطبٌ دار حولَه جميعُ الأئمة، وعلَّةٌ مبقية للدين والهداية ولهذا كان زينَ السماوات والأرضين! وكان مصباحَ هدى وسفينةَ نجاة.. فالنبوة والإمامة معاً به باقيتان، وبشهادته (ع) أحيا الدينَ كلَّه من نبيِّ اللهِ آدم إلى النبي الخاتم، وأحيا علياً إلى آخر الدهر، إلى ظهور القائم من آل محمد فيملؤها قسطاً وعدلاً.

أما البعد الثالث الذي يُحتاج إليه لإقامة العدل الإلهي على وجه الأرض فهو وجود القائد الإلهي المعصوم العالِم بكل ما تحتاجُه الحكمة الإلهية من أجل قيام العدل والحق وهو الحجة بن الحسن صلوات الله عليه.

ويبقى العنصر الرابع وهو دورنا نحن، وتبينه الآية الكريمة (لقد أرسلنا رسلَنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) فالأمة والناس لهم دور في إقامة العدل الإلهي عندما يفهمون المطلوب منهم، فأحد أهم الأسباب التي من أجلها لم يظهرِ الإمامُ الحجة بعد هو أن البشرية إلى الآن لم تصل إلى المستوى الذي تطالب به بظهور المخلّص وإقامة العدل الإلهي على كامل وجه الأرض وبسط حاكمية القرآن في كل مكان.

... يتبع ...



صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 225
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي من أعماق عاشوراء (2)
قديم بتاريخ : 02-Jan-2011 الساعة : 06:10 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


من أعماق عاشوراء (2)

كيف إذن وبأي حق يمكن أن نبنيَ فكرَنا وعقيدتَنا بقطع النظر عن المقام السامي للإمام الحجة (ع) ، مع اعتقادنا أن المشروعَ الإلهي للمعصومينَ من عِترةِ النبيِّ مازال موجوداً فعلاً لم ينته بعدُ! فما زال سبحانه يقول : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ، وهذه الآية فسرَها الإمام الصادق (ع) بالإمام المهدي أرواحنا فداه حيث قال : ( واللهِ ما نزل تأويلُها بعد ، ولا ينزِل تأويلُها حتى يخرج القائم . فإذا خرج القائم لم يبق كافرٌ بالله العظيم ولا مشركٌ بالإمام إلا كرِه خروجَه، حتى أنْ لو كان كافراً أو مشركاً في بطن صخرةٍ لقالت يا مؤمنُ في بطني كافرٌ فاكسِرني واقتله )!

هذا المخلّص العظيم مازال الكونٌ موعوداً به وما زال هو موعوداً من ربه الحكيم وجده المصطفى حياً يرزق يعملُ في برنامجه بمساعدة الخِضرِ (ع) وجنودِ الله في الغيب، حتى يأذن له ربُّه بالظهور ليظهرَ الإسلام على الدين كله.. وما دام الأمر كذلك، فرؤيتُنا للتاريخ والحاضر والمستقبل يجب أن تختلفُ كثيراً ! ومشروعُنا في هداية الناس ودعوتِهم إلى الإسلام لابد أن يكون منسجماً مع المشروع الإلهي في المعصومين وأن يكون مشروعاً ممهداً للمهديِّ المنتَظر أرواحنا له الفداء.

ومن أول شروط هذا الانسجام أن ينصَّ أيُّ مشروعِ عملٍ على توعيةٍ عن مقام المعصوم (ع) ودورِه الأقدسِ في وجودنا. إذ من بديهيات مذهبنا الحق أن الإمام المهدي (ع) يقوم بدوره في حفظ العالم وحفظ الدين ، وألطافُه تحوطُنا من كل جانب، ولكنًّ استغراقَنا في عالم المادة جعلنا نغفَل عن الله تعالى ونغفَل عن حجته وخليفته في أرضه...

و يحتجّ البعض بأننا لا نذكرُه لأنه غائب !! فأقول لهؤلاء... وهل نحن نرى الله تعالى بأعيننا ، أو أننا نرى رسول الله وآله الأطهار بأعيننا ؟؟!!!، أم أنَّ إيمانَنا بهم غيب في غيب، فلماذا هذا التقصير بحق من بيُمنه يرزق الورى، وبه ينزل الله الغيث، وبه يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبه نهتدي إلى صراط الله المستقيم وطريقه القويم.

وأودُّ أنْ أسأل نفسي أولاً الأسئلة التالية، ثم أسألُها للإخوة الأحبة، لنرى معاً هل نقوم بأدنى واجبات إمامنا علينا أم أننا مقصرون في حقه؟؟؟

هل نحبّ إمامنا فعلاً ونحببه إلى الناس؟.
هل نذكره دوماً في مجالسنا؟.
هل نعتقد فعلاً أن أعمالنا تعرض عليه؟.
هل ندخل السرور على قلبه بفعل ما يحب وترك مايكره؟.
هل نحزن ونبكي لفراقه؟.
هل نقرأ دعاء الفرج عقب كل مكتوبة؟.
هل نجدد العهد للإمام كل صباح بدعاء العهد؟.
هل نقرأ دعاء الندبة في أعيادنا؟.
هل نصلي ركعتين ونُهديه ثوابَهما؟.
هل نتوسل ونستشفع به إلى الله تعالى؟.
هل نتصدق عنه؟.
هل نحج ونعتمر ونطوف عنه؟.
هل نزوره بزيارة آل ياسين المعروفة؟.
هل نزور والدته نرجس نيابة عنه؟.
هل نزور أمه الزهراء وأجدادَه المعصومين وبالأخص الحسين u نيابة عنه؟.
هل نشعر أصلاً بحاجتنا إليه في هذا الزمن العجيب وننتظر ظهوره بفارغ الصبر؟.

فإذا كنا نقوم مخلصين بهذه الواجبات أو بعضِها فلنأمل خيراً بالوصول لإمام زماننا ورؤيته بل وخدمته في زمن الغيبة قبل زمن الظهور، وإن كنّا لا نفعلْ، فنحن عن إمامنا بعيدون، وعن الحسين أبعد، ويُخشى أن تكون قلوبُنا معَه، ولكن سيوفنا عليه والعياذ بالله.

لا يكفي أيُّها الأحبة أن نقوم بهاماتنا من مجلسنا احتراماً لذكر لقبه الشريف، ولكن ينبغي أن تكون قلوبنا وضمائرنا في حالة قيام مستمر تأهباً واستعداداً لنكون التراب الذي يمشي عليه، وهي مرتبة عالية لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.

لقد وصل الأمر بالبعضِ ممن يدعي التشيعَ لإنكار وجوده المقدس، أو دوره في وجودنا... والواقع، أننا نحن الغائبون وهو الحاضر، فكيف يغيب خليفة الله في أرضه عن القيام بمهامِ وواجباتِ خلافته، إذن لساخت الأرض بأهلها وماج العالم بسكانه.

يا إخوتي، هل يوجد شيءٌ أشد لصوقاً بالواحد منّا من اسمه الذي يكنى به، حتى هذا الاسم ينساه المرء في قبره من شدة الأهوال التي يراها لذا يذكِّرونَه به عند التلقين، فكيف نتوقع أن نتذكر إمام زماننا في القبر ونحن لا نذكره في الدنيا إلا اللمم، ونذكُرُ كلَّ شيء آخر أكثر منه.كيف نردد في كل مناسبة (يا ليتنا كنا معكم) ونحن في زماننا هذا مأمورون فعلاً أن نكون مع الحجة (ع) ولكننا لا زلنا لا نحاول معرفته ولا نقوم بأدنى واجباته علينا.

... يتبع ...



صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 225
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي من أعماق عاشوراء (3)
قديم بتاريخ : 04-Jan-2011 الساعة : 05:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


من أعماق عاشوراء (3)

إننا لو كنّا فعلاً بسوية أصحاب الحسين (ع) لكنا بلا شك معهم ولكن لا أحد يستطيع أن يعيَ أو يدرك مكانة هؤلاء النخبة فقد وصلوا إلى مرتِبةٍ بحيث أن جبرئيل قال للنبي إن الله تعالى بنفسِه يقبَض أرواحهم ! وليس ملَك الموت ! وهاكم رواية من مصادر عامة المسلمين صححها كبار علمائهم ، تدل على أنَّ قضية الحسين أعظمُ من كل ما ذكرناه .

قال ابن عباس : رأيت رسول الله في المنام نصفَ النهار أشعثَ أغبرَ، معه قارورة فيها دم، فقلت بأبي وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دمُ الحسينِ وأصحابِه لم أزل التقطْه منذ اليوم ! (وفي رواية ابن الأثير قول رسول الله : هذه دماء الحسين وأصحابه أرفعها إلى الله تعالى.)

ليت من نقلوا هذا الحديث توقفوا عند معنى العبارة الأخيرة (قال النبي: أرفعُها إلى الله تعالى)! يعني أن هذه الدماء لا تذهب إلى الجنة، فمكانها أرفعُ من ذلك! دمُ الحسين، ومعه دمُ قمر بني هاشم، ودم علي الأكبر، ودم القاسمِ، وبقيةُ الأنصار، لا بد أن يسلمَها النبيُّ إلى حيث تصل إلى خالقها عزّ وجلّ الذي هو مبدأ الوجودِ والخلقِ ! فما معنى ذلك؟... هنا تتفسخ الكلمات وتكبو العقول!! ولكنْ خلاصةُ معناه أنّ النبي يقول لنا: أيُّها البشر، إن الشجرةَ التي غرستُها ببِعثتي إليكم، قد أزهرت وأثمرت، وها أنا أجمعُ زهورَها وثمارَها لأسلمَها إلى الله تعالى! هؤلاء همُ الحسينُ وأصحابُه، وإذا أردنا أن نكون معهم فعلاً، بل من المجاهدين بين يديّ الرسول الأعظم ، علينا أن نعقل ونفهم ونعرف إمام زماننا. فقد ورد (عن على بن الحسين (ع) أنه قال: تمتد الغَيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله وسلم والأئمة بعده، إنَّ أهل زمان غيبته القائلون بإمامته المنتظرون لظهوره افضلُ أهل كل زمان لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغَيبة عندهم بمنزله المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزله المجاهدين بين يدي رسول الله وسلم بالسيف أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا).

ليسأل كلٌّ منا نفسه هذا السؤال ، هل غَيبةُ الإمام عندي بمنزلة مشاهدته؟

فمن كان جوابه نعم، فطوبى له وحسنُ مآب، ومن كان جوابه لا فليبادر ببذل الغالي والرخيص لمعرفة إمام زمانه والسعي للوصول إليه والمثول بين يديه ونصرته، بل وخدمته، فإن صادق أهلَ البيت (ع) يقول عن حفيده الحجة بن الحسن (ع) – ولِنَعيَ تماماً ما يقول:« لو أدركتُه لخَدَمتُه أيّامَ حياتي ». فيالها من مكانة عظيمة تلك التي لمولانا صاحب الأمر (ع)حتى أن مولانا الصادق (ع) يتمنى خدمته. فما حالنا نحن المساكينُ، ونحن غافلون عن إمامنا بل نتعامل معه بقمة النُّكران والنِّسيان، فكيف نرضى أنْ يكونَ إمامُنا مظلوم بيننا ونحن ندافع باستماتة عن مظلومية جده الحسينِ (ع)؟ !.

أيُّها الإخوة لقد قال رسول الله : أشد من يتُمِ اليتيمِ الذي انقطع مِن اُمّهِ وأبيهِ يُتمُ يتيمٍ انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه ولا يدري كيف حكمه فيما يَبتلي به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا، وهذا الجاهلُ بشريعتنا المنقطعُ عن مشاهدتنا يتيمٌ في حِجْرِه، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرّفيق الأعلى.

فكلنا يتامى آل محمد، وبلا شك ولا ريب فإن بقية الله أرواحنا له الفداء يحوط الجميع بعنايته ورعايته ويلتقي بالكثيرين من العرفاء والمؤمنين المخلصين وأصحاب الحاجات في زمن الغَيبة الكبرى دون أن يدعيَ أحد النيابة عنه، وقصصُ ذلك أكثرُ من أن تحصر. فعلينا بالسعي الحثيث الدؤوب وراء من يصِلنا به، ويعرِفنا عليه المعرفة الصحيحة التي تمرّ عبر تزكية أنفسنا وتخليصها من كل الشوائب كي يشرق فيها نور الحجة (ع) لا أن نكتفي كما يحدث عادة بالكلام في علامات الظهور، فإن المنتظر لظهور الإمام بقصد القربة لا يستعجل الظهور. وقد قال الصادق (ع) اعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الأمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ.

أيُّها الأحبة إذا أردتم أن تعرّفوا الناس على الله عزّ وجلّ، فعرفوهم على وليِّه وحجتِه وبابِ معرفته والسبب المتصل بين الأرض والسماء، الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه. وأينما عقدتم مجلساً، فنوروا مجلسكم بذكره واسمه الشريف، وافتتحوا مجلسكم بزيارة آل ياسين المعروفة واختتموه بدعاء الفرَج. فمعرفة الله تعالى لا يمكن أن تحصل إلا عن طريق معرفتهم صلوات الله عليهم لأنهم آيات الله العظمى ومثله الأعلى وكلماته التامات. والله تعالى يقول: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ. وصاحب الزمان هو حجةُ الله علينا، وهو متخلق بأخلاق الله تعالى، فلا يمكن أنْ نذكرَه ولا يذكرَنا ويفيضَ علينا من الهداية إلى صراط الله المستقيم في خضمِّ مضلات الفتن التي نواجهها كلَّ يوم.

وتوجد رواية من غرر الروايات في وصف الإمام المهدي (ع) أحببت أن أنقلها لكم ، يقول الحسنُ بن محبوب – وهو من كبار علماء الطائفة وثُقاتهم - قال لي الإمام الرضا (ع) لابد من فتنة صماءَ صيلم تسقط فيها كل بطانة ووليجة، ) والفتنة الصمّاءُ الصيلم هو تعبير عن أقسى درجات الشدة حيث يسقط فيها حملة الأسرار ويَهلَك فيها الخواص (وذلك عند فُقدان الشيعة الثالث من وُلْدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض، وكل حرَّى وحران، وكل حزين لهفان ثم يقول الرضا (ع): بأبي وأمي سميُّ جدي، شبيهي وشبيه موسى بنِ عمران، عليه جُيوب النور تتوقد بِشُعاعِ ضياء القدس)! فالإمام الرضا شرط كلمة التوحيد هو الذي يتكلم عن حفيده! فأيُّ جيوب تتوقد على الإمام الحجة ؟....إنّ طياتِ عَباءَتِهِ وثيابِهِ، لشدة نوره تتوقد، لا من النور العادي، بل من شُعاع ضِياء القدس! وابحثوا عن التوقد في آية النور "يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولاغربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور" فإلى أي مرتبة وصل الإمام في اتصاله وارتباطه الرُوحي بنور أنوارِ الوجود الذي هو " الله نور السموات والأرض"، حتى صارت رُوحَهُ نورانية ومتشعشعة إلى هذا الحد! بحيث يخترق شعاعُ النور بدنَه الشريف، ويتخللُ أكمامَه وثيابَه وملابسَه ويسطعُ ويشع على العالم كلِّه؟! ومن هنا يفتح الباب لمعاني دعاء العهد (اللهم ربّ النور العظيم).

إنه أرواحنا له الفداء مدار الدهر وناموس العصر.. وطريق الوصول إليه صلوات الله عليه للخلاص في هذا العالم المليء بالصعاب والفتن منحصر بشرطين :
أولهما: التقوى وتكون من كل إنسان بحسبه، فالقرآن هدىً للمتقين، والإمام عدل القرآن فهو هدىً للمتقين.
والشرط الثاني: التمسك بأهل بيت العصمة والطهارة .

ولكي تكونوا مشمولين بعناية ورعاية الإمام الحجة بن الحسن (ع):

لا تنسَوا ظلامة أمه الصدّيقةِ الكبرى فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام، لأن الإمام يذكرها صباحاً ومساء ويتألم لها ويذوب لها فؤاده، فقد هجموا على بيتها نهاراً جهاراً، وأوصت أن يدفنوها ليلاً وسراً.

وحافظوا على إحياء عاشوراء وحافظوا على مقام سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام لأن صاحب الأمر أرواحُنا له الفداء يشهد أيضاً أحداثَ عاشوراءَ كلَّ صباحٍ ومساء! فهذه هي حياته! وهذا هو امتحانه وصبره، فقميص جده سيدُ الشهداء معلقٌ في صدر الدار التي يقطنها بحيث يشهد فيها كلَّ يوم منظر القميص! وهذا القميص سيبقى على تلك الحال حتى يرى تجدد دمائه ونبوعَها منه فيعلم أن ساعة ظهوره قد حانت!.

اللهم صل على محمد وآل محمد ...اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.

عظم الله أجوركم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
============================
انتهى الموضوع .
إلى روح أموات الأستاذ ( أبو زهراء الدمشقي ) الفاتحة ...


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 

 

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc