اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
باسم رب الحسين...
المعصوم بهذا اللباس ظهر بمقام الامامة والوصاية والخلافة باعلى مراتب الكمال المطلق..وتجلت فيهم جميع الاسرار الالهية والمظاهر الربانية التي لا يمكن لاحد من الناس ان يدرك بصيص شمس شرفهم ومجدهم و بحرهم الغزير وبهذا قال امير المؤمنين في تعريفه عن هذا المقام " ظاهره امر لا يملك وباطنه غيب لا يدرك..لا يوجد له مثيل ولا يقوم له بديل"(1)
ومن ثم يتسائل الامام على من ظن ان ال محمد هم اناس كبقية البشر فينكر هذا بشدة فيقول " فهل يُعرف او يوصف او يُعلم او يُفهم او يُدرك او يُملك من هو شاع جلال الكبرياء وشرف الارض والسماء؟ جل مقام ال محمد صلوات الله عليهم عن وصف الواصفين ونعت الناعتين وان يقاس بهم احد من العالمين"
وبعد ان عرفنا ان ال محمد لا يقاس بهم احد من الناس وانهم ليسوا كبقية البشر في جميع حالاتهم وجهاتهم واطوارهم في كلماتهم وحركاتهم وافعالهم بدليل قول امير المؤمنين في وصف مقام الامام لطارق فهو: " سر الواحد الاحد, فلا يقاس به من الخلق احد" ولكن مع هذا المقام البشري اي هذا اللباس البشري الذي تلبسوا به ويفعلون من خلاله المعجزات والدلائل الباهرات وغيرها من الصفات التي ظهرت اثارها منهم ولكن هذا كله مما يحذر منه امير المؤمنين من نكراان مقامه النوري فيقول في اخر حديث النورانية بعدما شرح مفهوم الامامة وما اعطاه الله من الولاية التكوينية المطلقة والتشريعية ليقول " ومع هذا كله نأكل ونشرب ونمشي في الاسواق ونعمل هذه الاشياء بأمر ربنا" (1)
وما هذا اللباس البشري الذي لبسه المعصوم الا كي تتمكن المخلوقات البشرية من رؤيتهم والاستفادة من محضرهم الملكوتي وعلمهم الرباني ورؤية جمالهم الجبروتي المتجلي للناس من خلال هذه البشرية وهذا ما اشار اليه الامام موسى الكاظم بقوله عندما يشير الى مقام النبي الاعظم وامير المؤمنين " ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية,ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية , حتى يطيقوا رؤيتها, وهو قوله تعالى " وللبسنا عليهم ما يلبسون " فهما مقام رب العالمين " (1)
وهذا اللباس وجد لوجوب المناسبة بين المُدرك و المُدرَك وعندما تزول هذه المناسبة يسقط الادراك , مع انه مطلوب من قبل الله تعالى.
ويؤكد على هذا المقام الامام علي عندما يعطينا تعريفا مختصرا عن حقيقة الامام ومقامه بلحاظ تلبسّه بهذا الهيكل التوحيدي البشري فيقول " فهم الكواكب العلوية والانوار العلوية المشرقة من شمس العصمة الفاطمية في سماء العظمة المحمدية, والاغصان النابتة في دوحة الاحمدية وبالاسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية" (2)
يا رقية مددي...
(1): مشارق انوار اليقين
(2): بحار الانوار