اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها , صاحب العصر و الزمان , بعدد ما أحاط به علمك
أنقل لكم قصة حزينة جدا و مبكية من كتاب "لقاءات النساء مع صاحب الزمان للسيد أحمد بحر العلوم الميردامادي"
قال المرحوم العراقي في كتابه الموسوم ( دار السلام ):
ونقل الحكاية التالية:
قال صديقي وضيفي : رغم إن مثل هذه الأمور تواجه بالتكذيب في هذا الزمان بداعي ضعف الإيمان ، الا إن حصوله ( التشرف بلقاء إمام الزمان ) يقع بين الفترة والأخرى لأسباب وحكم معينه ( ولعل منها لا ينسى ذكر صاحب الأمر عليه السلام ).
ثم أضاف : ومن جملة من تشرفوا بلقاء الإمام ,والدتي التي كانت امرأة صالحة كاملة ومعروفة بين الموالين لأهل البيت ()بالتقوى,كما كانت موقع حسن ظنهم,رجالا ونساء,وكانوا يسألونها الدعاء بالشفاء
لمرضاهم، فيحصلون على مبتغاهم . وكانت قصة لقائها إمام الزمان قصة معروفة ومشهورة بين الناس . وقد سألتها مرارا بهذا الخصوص ، فكانت تجيبني بالتفصيل وتقص عليّ حكايتها ، وأنا بدوري كنت مطمئنا لصدق هذه الحكاية تمام الاطمئنان ، إذ كانت امرأة لا يحتمل الشك أو التكذيب كل من سمع منها مقولة ..
وكتب المرحوم العراقي : لقد رجوت ضيفي الفاضل أن يدوّن هذه القصة بخط يده ، لكي أنقلها في هذا الكتاب ( دار السلام ) . فأعلن عن قبوله ، ولكنه أشترط في الوقت ذاته أن لا أذكر أسمه في الكتاب ، فرحبت بذلك . ثم انه غادر بيتي وأرسل لي القصة التي كتبها بعد مدة ،والحكاية كانت على النحو التالي:
قالت المرأة الصالحة ، وهي من أهالي مدينة آمل في إقليم مازندران – شمال إيران – وكانت معروفة بالتقوى والعفة :
أعتراني لمدة شوق شديد للقاء إمام الزمان ( ) ، وكنت أضمر في نفسي مسائل أود أن أسألها إياه .. حتى كان عصر أحد أيام الخميس ، حيث ذهبت إلى زيارة أهل القبور في منطقة (المصلى ) وهي منطقة معروفة في مدينة آمل ، فجلست قرب قبر أخي وبكيت كثيرا حتى استولى عليّ الضعف وأظلمت الدنيا في عيني ، ثم إنني قمت من مكاني وأتجهت إلى مرقد أحد أبناء الائمة واسمه إبراهيم ،
وفجأة رأيت وأنا في وسط الطريق والى جانب نهر كان في ذلك المكان ،أنوارا متنوعة الألوان في السماء هبطت في بقعة قريبة ،فتقدمت قليلا ، فلم أر تلك الأنوار ، ولكنني رأيت رجلا يصلي عند محل هبوط الأنوار ، وحينما هوى إلى السجود قلت في نفسي : لابد أن يكون هذا الرجل من عظماء الدين ، ولابد لي من التعرف عليه .. فتقدمت مرة أخرى ووقفت بالقرب منه حتى فرغ من الصلاة ،
فسلمت عليه ، فأجابني .
سألته : من أنت ؟
فلم يهتم لأمري أو سؤالي ، فأصررت عليه ،
فقال :
وما يهمك من الأمر ؟ لا علاقة لك بما يكون أسمي .. ثم قال : إنني غريب هنا ...
فأقسمت عليه بأسماء العترة الطاهرة . وحينما تكرر قسمي عليه قال : أنا عبدالحميد ..
فقلت : ولأي غرض جئت إلى هنا ؟
فأجاب لزيارة الخضر !
فسألته : وأين هو الخضر ؟
أجابني : إن قبره هناك ، وأشار بيده إلى بقعة قريبة ومعروفة بأسم مقام النبي الخضر ويزورها الناس في ليالي الأربعاء ويوقدون الشموع عليها ، ويطلبون حوائجهم من الله تعالى فيها .
فقلت له : يقولون إن الخضر لازال حيا .
فقال : إن هذا ليس هو قبر النبي الخضر ، وإنما هذا قبر الخضر ابن عمنا وهو من أولاد الائمة .
فقلت في نفسي : لابد أن يكون هذا الرجل عظيما وصالحا ، ومن المستحسن أن أقوم بدعوته إلى بيتنا ليحل ضيفا مباركا علينا . فرأيت انه قام من مكانه وكأنه يريد المغادرة وهو يحرك شفتيه ويدعو ربه .
وفجأة الهمت بان هذا الرجل هو الإمام الحجة المهدي ، وحيث كنت أعلم بوجود خال على خده الشريف وان أسنانه متفارقة ، فوجدني انظر إلى وجهه النوراني .. ولكنه اخذ يحجب وجهه بيده اليمنى ،
فقلت له : أطلب منك آية وعلامة .
فنحى يده المباركة على الفور وتبسم ، فرأيت العلامتين : الخال والأسنان كما سمعت بوصفهما ، فاضطربت لذلك وسألته : هل يعلم أحد بظهورك؟
فأجابني : لم يحن وقت ذلك بعد .
ثم انه تحرك من مكانه ، ولكنني شعرت بعجزي الكامل عن الحركة من شدة الاضطراب والوحشة ، ولم أعلم ما أطلب منه من الهول حتى إنني نسيت ما كنت أريد أن أسأله أو أطلب منه ،
الا إنني قلت له :
سيدي ! إن لي أمنية أن يرزقني الله خمسة من الأولاد لاسميهم بأسماء الخمسة آل العبا ..
فرفع الإمام يده بالدعاء وهو يمشي وقال : إنشاء الله !
ثم انه لم يتوجه مهما كلمته ورجوته ن حتى دخل تلك البقعة ، فمنعني الخوف من الدخول خلفه ، وكأن الطريق قد أغلق دوني ، فوقفت مرتجفة خائفة ولم يسعني الا التحديق باتجاه باب البقعة بانتظار خروج الإمام منها لأراه مرة ثانيه ، ولكنه لم يخرج أبدا
، بل أني رأيت امرأة كانت تريد الدخول إلى المقبرة ، فناديتها وطلبت منها الدخول معي إلى البقعة المذكورة ، فاستجابت لي ودخلنا معا ، ولكنني لم أر أثرا للإمام رغم بحثنا عنه ، ثم خرجنا من المكان ، ولم نر شيئا مما كنا نطلبه ايضا .
ومن فرط مشاهدتي لتلك العجائب انقلب حالي وكاد أن يغمى عليّ ، فحملتني تلك المرأة إلى البيت .
وببركة دعاء الإمام أصبحت في السنة نفسها حاملا بولد طفل أسميته محمدا ، ثم عليا ففاطمة فالحسن ، ولكنه توفي بعد مدة ، فضاق صدري لوفاته ، وبعدها أنجبت توأمين اسمتهما الحسن والحسين بفضل الله الذي دعوته وتوسلت إليه كثيرا ، ثم رزقت بولد آخر أسميته عباسا .
يقول راوي هذه الحكاية : هذا ما كان من بيان هذه الواقعة التي سمعتها مرارا من تلك المرأة الصالحة .
وأضاف : إنني على ثقة تامة من حقيقة هذا اللقاء ، لأنني رأيت العديد من المرضى يقصدون تلك المرأة لكي تدعو لهم بالشفاء وتلمسهم ، فيكون لهم ذلك ،
ومن جملة كراماتها إنها كانت تدعو لمن لا ينجبون الأطفال ، فيرزقهم الله تعالى الذرية ، بل وكانت تخبرهم بان ذريتهم ستكون بنينا أو بنات ، أما وقوع هذه الحادثة فقد كان في عام (1284)هجرية أو (1285) هجرية .
نقلا عن كتاب لقاءات النساء مع صاحب الزمان للسيد أحمد بحر العلوم الميردامادي
(عجل الله فرجه ) ص121.
توقيع zahraa_jwana
مشكــاة نــور اللـــه جـل جـلالـه * * زيــتونـة عــم الـورى بــركـاتهـا
هي قطـب دائــرة الوجــود ونقطة * * لمــا تـنزلــت اكـثرت كـثـراتــهـا
هي أحمد الثاني واحمد عـــصرها * * هي عنصر التوحيد في عرصاتها