لمْ تزل رؤياك صبحاً ومساءا تتجلّى في الفضائَين ضياءا
والفضاءان هما آفاقنا وقلوب شفّها الوجدُ ولاءا
فجرى حبُك في نبضاتهافي سباقٍ يتبارى والدماءا
دارَ دولابُ رزايانا على كلّ حرّ ٍ فغدتْ دُنياه داءا
وابتلانا بالذي ما مثلُهُ شهدَ الخلقُ مدى الدهر ابتلاءا
أجهز الظلمُ على أنفاسنا وكأنّ الأرض ضاقت والسماءا
وأمرّ الكأس قد جرّعنا وجميل الصبر قد شفّ رداءا
نحن لولا أملٌ فيكَ لما ترك اليأسُ لنا إلا الفناءا
إنْ دعوناك بتعجيلٍ فقد أعرقتْ جبهتَنا الدعوى حياءا
فبأيٍّ نحن ندعوك وفي قشرة الدين تعلّقنْا رياءا
ما الذي للغد أعددْنا لكي ندّعي النُصرةَ لو وَعْدك جاءا
كم <حسينٍ > مع <مهديّ> لنا قُتلا في كلّ يومٍ أبرياءا
والذي يقتل فكراً فلقدقَتَل النفسَ التي جادت عطاءا
صاحبَ العصر آعْتُصرْنا بالأذى وعلى جمرٍ قبضنا أوفياءا
وآحتملنا فوق حدّ الصبر ما لو على صخرٍ جرى ذاب عياءا
ويئسنا لو أردتَ الصدق في قولتنا_لولا تشفّي_مَن أساءا
غير أن الأمل الزاهي على بابنا تطرق بُشراه انتشاءا
وستعلو بالهدى رايتُنا لا بما شئنا فإن الله شاءا
وسنىً من آل بيت المصطفى كلَّ يومٍ منه نُحيْي كربلاءا
يا